صفقة ماي: الموالاة تحذّر من عواقب مدمّرة والمعارضة بلا قرار موحد بصدد البريكست

تمرّ بريطانيا في مرحلة سياسية متوترة، إذ سيتقرر مصير البلاد في الأسابيع المقبلة وهناك ستفة من الحسابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على المحك. أدناه آخر المستجدات التي قد تسهم في إعطاء صورة أوضح عن "الاضطراب" الذي يعصف بالجزيرة.
ستيفن باركلاي: خطة ماي الخيار الوحيد المتاح
رجّح ستيفن باركلاي، وزير الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكسِت)، اليوم، الخميس، أن تغادر بريطانيا الاتحاد من دون "صفقة" في حال رفض البرلمان المصادقة على الاتفاقية التي ناقشتها رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، مع بروكسل.
وهذا يعني أن باركلاي لا يرى مستقبلاً لمفاوضات إضافية، سبق وأكدت بروكسل أنها ترفضها، أو حتى لاستفتاء ثانٍ، يدور حوله الكثير من الكلام في بريطانيا مؤخراً.
وكانت ماي قد أجلت تمرير مشروعها في البرلمان في وقت سابق من كانون الأول – ديسمبر، ومن المفترض أن يقام التصويت خلال أسبوع الرابع عشر من كانون الثاني-يناير.
وكتب باركلاي في صحيفة "دايلي إكسبرس" أن "خطّة" ماي للانسحاب هي الخيار الوحيد المتاح و"القابل للتنفيذ"، محذراً من مغبة انسحاب بريطانيا من الاتحاد من دونه.
وأضاف باركلاي، الذي تفرض عليه مهمّته تحضير بريطانيا للأسوأ في حال عدم التوصل لاتفاق، أن الحكومة البريطانية "ستكثّف حملتها من أجل التأكد من أن المواطنين مستعدّون (للتعامل) مع هكذا نتيجة".
وزير الخارجية البريطاني: عواقب اجتماعية "مدمرة" واضطراب اقتصادي
بدوره حذر وزير الخارجية البريطاني، جريمي هانت، على هامش زيارة يقوم بها إلى سنغافورة، اليوم، الخميس، من أن إلغاء "بريكسِت" من خلال استفتاء ثانٍ ستكون له عواقب اجتماعية "مدمرة".
وأضاف هانت "بينما سيتسبب خروج بريطانيا من الاتحاد من دون صفقة "باضطراب" اقتصادي.
وتوقع هانت أن تتوصل الحكومة البريطانية إلى جعل البرلمان يصادق على اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، التي تتألف، بالمناسبة، من 585 صفحة.
وزير "بريكسِت" السابق: ماي قد تؤجل التصويت مرة أخرى
في مقالة نشرتها صحيفة "ديلي تيليغراف" البريطانية، اليوم، الخميس، توّقع وزير الخروج البريطاني السابق، ديفيد ديفيس، إن ماي قد تؤجل تصويت البرلمان على الاتفاقية التي توصلت إليها مع بروكسل، في حال قدّرت أنها ستخسر التصويت.
وقامت ماي بتأجيل التصويت في الدقائق الأخيرة في كانون الأول – ديسمبر الفائت.
ورأى ديفيس أن ماي تحاول إخافة النواب من عواقب الخروج البريطاني من دون المصادقة على الصفقة مع بروكسل، وهو يقول إن "هذه المحاولات لن تأتي بنتيجة".
ويضيف ديفيس أن "اتفاقية الانسحاب (التي أقرتها ماي) لا تحترم نتائج الاستفتاء، ولهذا السبب أجلت ماي التصويت سابقاً ويتساءل المرء إذا ما كان التصويت في شهر كانون الثاني – يناير سيتم".
وفيما بدت دعوة للقيام بمساومات أكثر قسوة، قال ديفيس "يعرف الجميع أن الاتحاد الأوروبي قلق على خسارة فاتورة "الطلاق" التي تبلغ 39 مليون جينه إسترليني في حال لم يتمّ الاتفاق بين الطرفين"، مضيفاً "حان الوقت (ليكون الموقف البريطاني) أكثر صلابة تجاه هذه المشاكل".
ويعتقد ديفيس أنه "كلما تحضرت بريطانيا أكثر للخروج من الاتحاد من دون صفقة، كلما زاد احتمال الحصول على صفقة أفضل مع بروكسل".
الأعياد لم توقف رنين الهاتف في "دوننغ ستريت"
بحسب مصادر مسؤولة في "دوننغ ستريت"، استمرت المفاوضات بين تيريزا ماي ونظرائها الأوروبيين خلال فترة أعطال نهاية السنة.
ونقلت صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية أنه من المتوقع أن تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية، خلال الأسبوع الجاري، بكل من المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، هذا الأسبوع، ورئيس الوزراء الهولندي، مارك روتيه، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، في محاولة لخرق الجمود في المفاوضات.
حزب العمال المعارض: ضدّ ماي وضدّ الخروج من دون صفقة
يصرّ قائد المعارضة، جيريمي كوربن، على أن ماي يجب أن تعود إلى بروكسل لتناقش اتفاقية أخرى في حال رفض مجلس النواب المصادقة على الاتفاقية الحالية.
ويواجه كوربن ضغوطاً داخلية في حزبه لإعادة النظر في موقف العمال الرسمي تجاه مسألة "بريكسِت" برمّتها، ولكنه أكّد أن الحزب لن يتخذ قراراً نهائياً بشأن استفتاء ثانٍ إلا بعد رفض مجلس النواب المصادقة على اتفاقية ماي.
هذا يعني أن العمال كان، حتى مساء أمس، رافضاً لصفقة ماي، وكذلك للخروج من دون اتفاقية.
وبحسب ما تقوله صحيفة "ذي غارديان" ثمة نقاش داخل الحزب اليساري لتشكيل لجنة سياسية تعمل على الدفع باتجاه دعم الحزب لفكرة البقاء داخل الاتحاد الأوروبي.
مع ذلك، تؤكد "الغارديان" أن أغلبية أولئك المسؤولين لا يزالون أوفياء لكوربن.
وكان كوربن قد قال سابقاً إن "حزبه سيتابع مفاوضات "بريكسِت" مع بروكسل في حال فاز في انتخابات عامة مبكرة. غير أنه أبدى قليلاً من الليونة، أمس الأربعاء، تجاه فكرة الاستفتاء الثاني واعترف أنها كانت إحدى الأفكار المطروحة على طاولة النقاش في حزب العمال.
وقال كوربن "لم نصوت بعد في البرلمان، وعلى هذه الحكومة أن تخجل من نفسها. تمّ تأجيل التصويت مراراً. تحاول هذه الحكومة ... خلق مشاعر الخوف (وتخيّرنا) بين اتفاقية ماي أو الخروج من دون صفقة".
أيضاً عن بريطانيا على يورونيوز: