أثار الكاردينال جيانفرانكو رافاسي، رئيس المجلس البابوي للثقافة، احتمال استقالة البابا فرنسيس إذا أصبحت حالته الصحية خطيرة إلى حد يجعله غير قادر على أداء مهامه البابوية، مؤكداً أن هذا الأمر ليس مستبعدًا تمامًا.
وبحسب مصادر في الفاتيكان، فإن الأيام المقبلة، وتحديدًا يوما الجمعة والسبت، ستكون حاسمة في تحديد مدى فاعلية العلاج الجديد الذي يخضع له البابا، ما سيساعد في تقدير مدة بقائه في مستشفى أغوستينو جيميلي في روما، حيث يتلقى العلاج من التهاب رئوي.
وكان البابا قد نُقل إلى المستشفى في 14 فبراير، وصرح الأطباء المشرفون على حالته بأنه ورغم عدم تعرضه لخطر وشيك، إلا أنه ليس خارج دائرة الخطر تمامًا. وأوضح الجراح سيرجيو ألفيري أن البابا يعاني من عدوى معقدة ومتعددة الميكروبات، ترافقت مع ظهور التهاب رئوي ثنائي، وهو ما يشكل تحديًا صحيًا كبيرًا لرجل في عمره، خاصة أنه يعاني من أمراض تنفسية مزمنة ويستخدم الكرسي المتحرك للتنقل.
من جانبه، أشار طبيبه الشخصي، لويجي كاربوني، إلى أن البابا مصاب بمرض توسع القصبات المزمن والتهاب الشعب الهوائية الربوي، مما يجعله عرضة لانتكاسات تنفسية، خاصة في فصل الشتاء. وأضاف الأطباء أنهم اتخذوا جميع التدابير اللازمة، بما في ذلك إجراء فحوصات متقدمة، للكشف عن مسببات العدوى والبدء في العلاج المناسب، في حين يظل تطور حالته الصحية موضع مراقبة مستمرة.
ومع ذلك، أبدى البابا معنويات جيدة، وفضّل تلقي العلاج في مقر إقامته بمساعدة فريق طبي متخصص، إذ يقضي بعض الوقت في الفراش، ويجلس أيضًا على كرسي ويتنفس بشكل طبيعي دون مساعدة أجهزة التنفس. كما يواصل عقد اجتماعات مع مساعديه المقربين والقيام ببعض مهامه، حيث عيّن يوم الجمعة القس غريغ كاغيانيللي أسقفًا مساعدًا للشؤون العسكرية في بعثة الفاتيكان بالولايات المتحدة.
ولم يُحسم بعد ما إذا كان البابا سيقود صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد أم سيكتفي بقراءة نص مكتوب.
استقالة؟
وفي سياق متصل، تناول الكاردينال رافاسي، وهو عالم في الكتاب المقدس ومؤلف للعديد من الكتب في الدراسات التفسيرية، مسألة استقالة البابا، مشيرًا إلى أنها تعتمد بشكل كبير على تقييم البابا نفسه لقدراته الصحية.
كما وأوضح أن الحبر الأعظم يمكنه مواصلة مهامه رغم بعض القيود الصحية، ولكن إذا وصلت هذه القيود إلى حد يمنعه من إدارة مسؤولياته البابوية المعقدة، فقد يفكر في تقديم استقالته.
وعند سؤاله عن رسالة الاستقالة التي قدمها البابا فرنسيس في بداية عهده كحبر أعظم، أوضح رافاسي أن هذه الرسالة كانت بمثابة إجراء احترازي تحسبًا لأي تطورات صحية خطيرة. وأضاف أن هناك سابقة لهذا الأمر، حيث قام البابا بولس السادس بخطوة مماثلة، رغم أنه لم يستخدم تلك الرسالة لاحقًا.