اجهزة استشعار لحماية نقل التحف الفنية

اجهزة استشعار لحماية نقل التحف الفنية
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

متاحف اوروبا الكبيرة تتبادل مئات الاعمال الفنية لاقامة معارض مؤقتة. فكيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة ان تجعل النقل آمناً لهذه التحف الفنية؟ في هذه الحلقة من "فوتوريس"، "يورونيوز" توجهت الى ايطاليا لالقاء

“نرسيس” لوحة كارفاجيو الموجودة في قصر باربيريني، تنتظر نقلها الى متحف آخر لعرضها كمثيلاتها من الاعمال الفنية العائدة للقرن السادس عشر.

انها تحفة فنية التي لا تقدر بثمن معرضة لخطر التلف بسبب النقل. لهذا السبب قررت ادارة المعرض تجربة متطورة تكنولوجياً صممها مهندسون متخصصون، لمراقبة ما قد تتعرض له.

تشينزيا اماناتو، مديرة المتحف الوطني للفن القديم في قصر باربيريني اشارت الى ان “المتحف يملك مجموعة غنية منها يعود حتى القرن الثاني عشر – قيمتها كبيرة جداً – ليس فقط مالياً وانما ايضاً ثقافياً”.

الاضرار المرئية التي قد تلحق بهذه التحف الفنية قد لا تحدث خلال عملية النقل فقط، فالمرممون يخشون تلك التي لا يمكن رؤيتها الا بالمجهر والتي تسببها الظروف البيئية المحيطة. لذلك تم تطوير جهاز استشعار للتعرف على ما قد تتعرض له هذه الاعمال. وعنها تحدث اوغو ماريا كوليسانتي، وهو مهندس باحث في مجال العلوم والمعلوماتية في جامعة ويسنس “بواسطة صمغ خاص نلصق اجهزة الاستشعار هذه حيث قطعة الالمنيوم، بعدها يمكننا قياس بشكل دقيق الارتجاجات التي تحدث خلال النقل”.

بعض اجهزة الاستشعار يلصق على اطار اللوحة، بعضها الآخر على الصندوق الذي ستنقل فيه. نقارن المعلومات بينهما، فيتبين لنا كيف ان الصندوق يخفف – يمتص -الصدمات الخارجية.

وداخل شاحنة النقل، يجب ان تكون اللوحة محمية من عوامل الطقس الخارجي كالحرارة والرطوبة والارتجاجات.

هذا الجهاز الذكي يسجل بشكل مستمر هذه التغيرات مهما كانت بسيطة. وقد طور في جامعة لاسابينزا في روما. لا يحتاج للطاقة ويمكنه ان يعمل بشكل مستقل طيلة اسابيع وحتى اشهر. انه جهاز متين. كما تؤكد شيارا بيتريولي، الاستاذة في مجال علوم الكومبيوتر في جامعة لاسبيانزا ومنسقة برنامج GENESI. واضافت “هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في عدة مجالات، تحتاج لمستوى ضئيل من الطاقة. تستخدم لمراقبة الاعمال الفنية وايضاً لمراقبة الاعمال الضخمة كالانفاق او الجسور . من اجل هذه الاعمال طورت تطبيقات مختلفة”.

بعد ست ساعات من السفر، لوحة “نرسيس” تصل
الى كاتدرائية بالاديانا في فيتشينزا شمال شرقي
ايطاليا. وستبين اجهزة الاستشعار ان كانت الرحلة آمنة. امر سيساهم بخفض تكلفة التأمين وسيسهل تبادل الاعمال الفنية.

اليزابيت جياني، فيزيائية في المعهد العالي للترميم بالتعاون مع وزارة الثقافة الايطالية قال إن “نقل اللوحات الفنية، او الفخاريات او التماثيل او غيرها هو نشاط هام جداً لوزارتنا وقد قمنا هذا العام بنقل اكثر من ستة آلاف قطعة فنية”.

في الوقت الذي يفحص فيه الخبراء سطح اللوحة للتأكد من عدم وقوع اضرار بها، يقوم المهندسون بتحميل ما سجلته اجهزة الاستشعار ما يسمح بالتعرف على سير عملية النقل. ويرى اوغو ماريا كوليسانتي “حين نجمع المعلومات على جهاز الكومبيوتر، يمكننا التعرف على درجات الحرارة والرطوبة التي تعرضت لها خلال النقل”. ويشير الى ان ما سجله الجهاز الموجود على الصندوق من دليل على وجود ارتجاج “لكن داخل الصندوق فقد تم امتصاص الصدمة مما يشير الى ان التحفة قد تم عزلها بشكل صحيح”.

المهندسون لا يتوقفون عن ابحاثهم، لذا فهم يعملون على تطوير تطبيقات للهواتف الذكية لمراقبة دائمة لما يقومون بنقله.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

المنزل الذكي هو منزل المستقبل ... أجهزته متصلة ويستهلك الطاقة وينتجها...

طائرة بجناح واحد كبير يساعد على خفض استهلاك الوقود وتزايد أعداد المسافرين... ستوضع بالخدمة عام 2035

جهاز لقياس الجسيمات المنبعثة من عوادم السيارات والمتسببة بالأمراض