الاستثمار في العراق ..الحقيقة الكاملة  عن كركوك

 الاستثمار في العراق ..الحقيقة الكاملة  عن كركوك
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

اقتصاد العراق يعتمد بنسبة تقارب 40 في المئة من صادراته النفطية على كركوك لكن المدينة التي تتعايش فيها قوميات تركمانية و كردية و عربية و آشورية و يقطنها المسيحيون و المسلمون تعاني من البطالة و قلة المشاريع الاستثمارية و انعدام الأمن بسبب النزاع على الأرض و الصراع السياسي و حلم الانفصال .

“روبورتر” ، أعده عيسى بوقانون موفد يورونيوز إلى العراق تتربع كركوك على مخزون نفطي عراقي يمثل ما يقارب من 40 في المئة من صادرات العراق النفطية . و هي توجد في منطقة استراتيجية تربط شمال العراق بوسطه و تبعد عن العاصمة بغداد بما يقارب 250 كيلومترا و يقطنها الأكراد و العرب و التركمان و الآشوريون ..

بعد انسحاب القوات الأميركية من البلد، تحديات كبرى تجابه العراق من بينها ضمان أمن الاستثمارات الأجنبية التي تطمح إلى إنجاز مشاريع استثمارية في محافظة كركوك. يوجد بها مخزون نفطي يبلغ أكثر من 10 بليون برميل و يصدر النفط عن طريق أنبوب نفط الشمال إلى ميناء جيهان التركي.

لكن المحافظة لا تزال تفتقر إلى بنيات تحتية مجهزة و تعاني من النزاع على الأرض و قلة الاستثمارات و انتشار البطالة لأن المؤسسات الحكومية غير قادرة على استيعاب أبنائها.

بمنطقة أحمد آغا بوسط كركوك يلتقي الباحثون عن فرص عمل و هم جاؤوا من مختلف المحافظات . هنا الكل يعاني من البطالة تركمان و عرب و أكراد ، سنة أو شيعة أو مسيحيون.

محمد شوان، باحث عن عمل من القومية الكردية

“ العالم يعيش على حسابنا، على حساب النفط الذي بحوزتنا، بالذات كركوك، تعبنا من الحياة، لا يوجد عندما ماء و لا كهرباء و لا عمل لدينا، و زيادة عن ذلك كله نعاني من انعدام الأمن “

أيدن عبد الجبار من القومية التركمانية
“ اتوجه باحثا عن العمل إلى مختلف المؤسسات، لكن لا يريدون تعييني، لماذا؟ أنا تركماني، التركمان ، ليسوا بشرا كالآخرين ؟ لو كنت كرديا أو شيعيا او من قومية لسارت أموري بخير، يقولون لي عليك أن تستخدم “واسطة” من أين لي بالواسطة؟ أعيل ثلاث بنات، أستأجر سكنا أشتغل عاملا ، أرأيت مثقفا يعمل بالشوارع ؟ “

و لإيجاد فرص عمل وجود الاستثمارات بات ضرورة ملحة، و من أجل تفعيل الطموحات أنشئت هيئة للاستثمار و التي تعنى بوضع سياسة استراتيجية و إعداد خارطة للاستثمار تحدد القطاعات الأكثر أهمية كما تعد قوائم بفرص الاستثمار في المشاريع الاستثمارية الاستراتيجية .

فلاح عبد الرحمن البزاز، المدير العام لهيئة استثمارات كركوك
“ محافظة كركوك تربط محافظات وسط العراق بإقليم كردستان و المساحات الواسعة المخصصة للزراعة تبلغ أكثر من مليوني دونم، من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة. منحنا 17 رخصة استثمارية تشمل إنشاء مجمعات سكنية ، و إنشاء صناعات بلاستيكية”

تمنح كركوك تحفيزات معتبرة لجلب الاستثمارات لكن عراقيل كثيرة تقف حاجزا دون الوصول إلى المراد .
المحامية و الناشطة الحقوقية بشرى محمد أمين ترى أن القضية الامنية تقع في لب المشكلة التي تعرقل فرص الاستثمار في كركوك فضلا عن البيروقراطية التي تنخر المؤسسات الإدارية .

المحامية و الناشطة الحقوقية
بشرى محمد أمين ترى أن البيروقراطية هي التي تتسبب في هروب الاستثمارات
“ المستثمر في إقليم كردستان يمكنه أن ينهي معاملاته في ظرف نصف ساعة مع الوزارات المعنية بكل ما يتعلق بالموافقات الأصولية و الموافقات الإدارية و العقود اللازمة من أجل تأسيس شركته و إقامة فروع مؤسساته و الشروع في إنجاز الاستثمارات لكن في كركوك هناك بعض التعقيدات من هذا الجانب فلو تم تسهيل هذا الأمر الروتيني الإداري المعتاد سيكون الاستثمار متحفزا للقدوم إلى كركوك فضلا عن ذلك كله تضاف المبالغ المالية الكبيرة التي ينفقها المستثمر لضمان حمايته و حماية كوادره و مشروعه بسبب الوضع الأمني غير المستقر في كركوك”

الدكتور نجم الدين عمر كريم محافظ كركوك
الدكتور نجم الدين عمر كريم الذي أمضى خمسة و ثلاثين عاما في الولايات المتحدة عين محافظا لكركوك قبل سبعة أشهر.. طموحاته الاستفادة من مشروع البترو دولار المخصص للمحافظة لاستيراد الكهرباء و تخصيص جزء من الميزانية لمكافحة البطالة.
“ بقدم المستثمرون لحكومتنا مشاريع مختلفة تتضمن شتى المجالات . لكن المشكلة التي تعرقل تحقيق المشاريع الاستثمارية ليست الأمن . و إنما القوانين التي تشرع في بغدد، لدى الحكومة المركزية . في كركوك يوجد مشكلة النزاع على الأرض، على الممتلكات . في الماضي، هجر الآلاف من ممتلكاتهم و اغتصبت أراضيهم ليستفيد منها آخرون .أما اليوم فقد عادوا و يطالبون باسترجاع ممتلكاتهم المغتصبة . نحن نعمل من أجل حل هذه المعضلات و سنعمل على منح مساحات من الأراضي واسعة للإعمار في كركوك” .

السلطات المحلية تقلل من خطر عدم الاستقرار الأمني لكن المدينة شهدت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة مئات الأشخاص أثناء تفجيرات طالت بعض الأقليات في كركوك . انعدام الأمن يعتبر الشغل الشاغل الذي أصبح بقض مضجع المستثمرين الأجانب حيث يعتبرون الاستقرار عاملا رئيسا لاستقدام شركاتهم الاستثمارية .فرأس المال جبان. هناك مشكلة أمنية أخرى تعارض جلب المستثمرين.

السفير الفرنسي في العراق, دنيس غويير
“ تشكل كركوك حالة خاصة، ذلك أن انعدام الأمن يبقى الهوجس مرتفعة نسبيا و فضلا عن ذلك كله يضاف مشكل آخر يتعلق بمصير المدينة كركوك حيث لم يبت في أمرها قانونيا . فهي تشكل منطقة متنازعا عليها حيث الحدود الإدارية بين منقطة إقليم كردستان و باقي العراق لم تتحدد بعد ، فالمشكلة تظل عويصة إذا“

تحديات أخرى تجابه السلطات المحلية بكركوك و هي قطاع الكهرباء ، قطع التيار الكهربائي في كل وقت بسبب ضعف الحمل الاستهلاكي و هذا ما دفع بالمسؤولين إلى استيراد الكهرباء من كردستان بفضل ميزانية البترودولار.
يالتسين مهدي رشيد مدير دائرة توزيع الكهرباء بكركوك
“الحمل الاستهلاكي للمحافظة 180 ميغاوات أما الآن قبلغ الحمل الاستهلاكي 850 ميغاوات ، يعني أن الطاقة المجهزة لا تكفي ربع المحافظة “

عدا المشكلات الأمنية و النزاع على الملكيات و البيروقراطية و المشاكل الاجتماعية ، تلك التي تعرقل فرص الاستثمار،تجابه المدينة صراعا سياسيا و فسادا مستشريا في دواليب الدولة كما يرى الخبراء.
الأستاذ مهند الطائي، المحلل السياسي
“ مشكلة ضعف الاستثمار في العراق تتجلى عبر ثلاث نقاط رئيسة :
1-الصراع الداخلي على كركوك و هذا يخلق صراعا قوميا بين حكومة إقليم كردستان و بين حكومة المركز على عائدية هذه الأراضي و هذا من شأنه أن يضعف الفرص الاستثمارية
2-ربما كان لدول الجوار يد في إضعاف الاستثمار و عدم تفعيل العملية الاستثمارية حتى تحظى هي بالفرص الأكبر
3-هل إن أصحاب القرار السياسي في العراقي و المتحكمين في السلطة يرغبون فعلا في جلب استثمارات أجنبية مع حجم الفساد المالي المستشري في البلد ؟
الأستاذ عدنان عبد الرحمن ، الخبير الاقتصادي
“ نامل أن يكون اقتصاد كركوك بين أيد أمينة كما قلت لجنابكم الأمر يشبه البقرة الحلوب التي تأكل من الأعشاب في المنطقة لكن تتم الاستفادة منها في أماكن أخرى “
السلطات المحلية تزود المستثمرين بالتسهيلات للحصول على الأراضي لكن دون دعم مادي، الدعم لا يعدو أن يكون معنويا كما يرى كاك نهرو نجم كركوكي، ذو ال35 عاما الذي صرف ما يقارب 70 مليون دولار للقيام بمشاريع نور سيتي و منتزهات عامة .
كاك نهرو نجم كركوكي
“ أنجزت مشاريع في مختلف القطاعات في البناء و المنتزهات و غير ذلك. حبي لكركوك هو الذي كان المحرك الأساس لتحقيق هذه المشاريع .لا أرغب في الاستثمار في مدينة أخرى غير كركوك . لقد وقعنا اتفاقية تعاون مع بعض الشركات الإيطالية” لتحفيز مشاريعنا الاستثمارية و تفعيل آلياتها”

المقاول وليد خالد يمثل شركة تركية تستثمر في العمارات و بناء الفنادق و المنشآت ، انعدام الأمن لا يمثل بالنسبة له هاجسا على الرغم من أنه دفع الثمن غاليا ..الاستثمار بالنسبة له جرأة أيضا.
” نخاف أن تعرف شخصياتنا، مخافة من أن نختطف، أحد أقربائي اختطف و قد تمت معرفته أنه من أقاربي بسبب وشاية من أحد عمالنا حيث كان يعمل منذ 25 عاما في مقاولاتنا، ألا تثق بشخص كهذا، يأكل من طعامنا و يتحدث حديثنا ، اتفق مع جماعة حتى يبتزنا، المختطف قتل في جبل ليلان”
كركوك تسير نحو إعادة بناء نفسها بخطى بطيئة بسبب المشاكل الجمة التي تعتبر مثالا قد ينطبق على مختلف محافظات العراق. المبادرات المحلية تعتبر إرهاصا جيدا يبعث شيئا من التفاؤل ..لكنها لا تعوض بأي حال من الأحوال الاستثمارات الأجنبية لتسريع خطط التنمية في المحافظة .

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها