"الحياة الروسية" : القوزاق... هوية وثقافة تعود الى الحياة

"الحياة الروسية" : القوزاق... هوية وثقافة تعود الى الحياة
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

اهلاً بكم في حلقة جديدة من “الحياة في روسيا” ، رحلة استكشافية لاكثر الاماكن روعة في العالم. نبدأ رحلتنا في جنوب روسيا الاوروبية، حيث يعيش كما القرون الماضية القوزاق الروس.”

مدينة بياتيغورسك، اشتهرت بمياهها المعدنية. على ظهر الجياد تقوم الشرطة بدورياتها …لقد بدأت تبرز بقوة ثقافة القوزاق وهويتهم في العديد من المناطق الروسية.

يقول فلاديمير بونوماريوف:
“من كلمات اديبنا الكبير ليو تولستوي، القوزاق اوجدوا روسيا. لقد خدموها دوماً وساهموا في توسيع حدودها والحفاظ عليها. انهم في الاساس محاربون.”

القوزاق في سطور

  • يعود ظهور القوزاق الى القرن الخامس عشر او الرابع عشر بعد الميلاد. خدم القوزاق الامبراطورية الروسية كحماة لحدودها. مقابل ذلك تمتعوا باستقلالية واسعة.
  • خلال الحرب الاهلية الروسية ، تحولت منطقة القوزاق الى منطقة معادية للبولشفية. وفي عهد الحالي، تم الاعتراف بهم باعتبارهم عرق خاص. زعماء القوزاق يقولون إن عدد افراد هذا الشعب يتراوح بين مليونين ونصف مليون نسمة واربعة ملايين نسمة.

ويضيف بونوماريوف:
“الناس يهللون للقوزاق عند رؤيتهم.”

في ظل النظام الشيوعي، ولسنوات طوال، لم يتم الاعتراف بالقوزاق. رغم ذلك بقيت ثقافتهم حية في اغانيهم ورقصاتهم الشعبية التي اشتهرت في كل انحاء العالم.”

فاسيلي بيرشينكو، المدير الفني لفرقة القوزاق ستافروبول يتحدث عن الرقص التقليدي لشعبه:
“حين يرقص القوزاق، يبدأ الحاضرون بالتصفيق الحار … سيبقى هذا الرقص ذكرى جميلة عندهم… فالقوزاق بارعون بالرقص.”

حين تولى البلاشفة السلطة، قمعوا القوزاق وحاولوا القضاء على ثقافتهم. لانهم، حسب البلاشفة، قوة رجعية معارضة تقف الى جانب القيصر .

نيكولاي اوخونكو ، مدير متحف ستافروبول يشرح معاناة شعبه:
“تم نفي بعض القوزاق الى سيبيريا، كما قتل اكثرُهم معارضة …ومنهم من بقي على قيد الحياة محافظاً على تقاليده.”

منطقة القوزاق بأنيتها ومزارعها تجذب السُياح. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، اصبح بامكان القوزاق العودة الى جذورهم بحثاً عن اساليب حياة اجدادهم.

هذه المزرعة القريبة من قرية ايسنتوكي، يعود بناؤها الى قرن من الزمن. تحولت الى متحف يقصده السياح.

وتقول رايسا خولودنايا، مؤسسة متحف بورغوستاسكايا :
“يأتينا الزائرون من مختلف انحاء روسيا، ويعودون الى ديارهم والدموع في عينيهم: انهم معجبون بالحياة التقليدية للقوزاق.”

في هذه القرية الحديثة، بدأ الجيل الجديد بقصد هذه المدرسة التي تعلم الاولاد تاريخ اسلافهم وقيمهم. كما تتضمن المنهاج التعليمية تاريخ القوزاق والتدريبات العسكرية الاساسية فضلاً عن الزامية حضور القداديس وزيارة الكنيسة. ويعرف القوزاق بايمانهم العميق والقوي الذي يقوم على اسس الكنيسة الارثوذوكسية.

ويقول مطران كنيسة القديس نيكولاس بافيل اجييف:
“شعار القوزاق هو “من اجل الايمان، والقيصر والوطن..” وقد وضعوا الايمان في الصدارة. لان الايمان بالنسبة لهم هو جوهر الانسان، القوزاق مؤمنون جداً ، لذلك حين يصل احدهم الى مكان جديد، فاول ما يقوم به هو بناء معبد قبل بناء المنزل.”

في ساحة ياسنتوكي، اقيم احتفال، مناسبة يرقص فيها الاولاد . اما من هم في سن الشباب فيعرضون قوتهم في الدفاع عن النفس. كما المحاربين السلافيين، يسعى القوزاق الى ايجاد مكانة لهم ضمن المجتمع الروسي.

انهم يعتبرون انفسهم حماة يقفون في وجه الاضطرابات الجارية في شمال القوقاز. احد رجال القوزاق المطلعين على تاريخ هذا الشعب فيكتور بوريسينكو فيقول:
“للقوزاق علاقات جيدة مع الجميع، لسنا غزاة انما نحن شعب مسالم . ولا نسيء الى احد ما لم يسء الينا.”

“هذه كانت روسيا الجنوبية، الاسبوع المقبل، سنتعرف على شبه جزيرة كاماشتكا في الشرق الاقصى…التي تجذب عشاق السفر…
الى اللقاء الاسبوع المقبل في “الحياة في روسيا”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل تبحث عن رياضات شتوية تدفع الأدرينالين في عروقك؟ استكشف هذا المنتجع في جبال القوقاز الكبرى

هندسة معمارية فريدة من نوعها.. كيف تعمل المباني التاريخية في اليابان على إحياء المناطق الريفية؟

ساتوياما: كيف تعيش المجتمعات اليابانية في وئام مع الطبيعة؟