الحياة التايلاندية: فن الملاكمة التايلاندية

الحياة التايلاندية: فن الملاكمة التايلاندية
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الملاكمة التايلاندية – “فن الأطراف الثمانية” متجذرة في تاريخ تايلاند. الملاكمة التايلاندية ليست مجرد رياضة بل جزء لا يتجزأ من الثقافة التايلاندية. في الحلقة الأخيرة من سلسلة “الحياة التايلاندية” سندخل حلبة الملاكمة لنعرف إعجاب العالم بهذه الرياضة.

هنا قبلة الملاكمة التايلاندية، فحلم كل ملاكم تايلاندي أن يلاكم في هذا المكان. وحدهم المتالقون يدخلون حلبة لومبيني الأسطورية. فالملاكمون يستعدون على مدى أسابيع قبل أي نزال.

يقول الملاكم كارين ديتديو:
“الاجواء في حلبة لومبيني اشد من حلبات الملاكمة العادية. هنا نسمع صيحات البهجة، وهذا يعطينا المزيد من القوة. هنا يمكنك أن تشعر بهذه الطاقة”.

كارين ديتديو شارك في أكثر من مقابلة على حلبة لومبيني. بدأ الملاكمة التايلاندية في سن الثامنة. فبالنسبة الى العديدين هي وسيلة للخروج من الفقر . كارين عضو في معسكر ملاكمة في تشونبوري، جنوب شرق بانكوك، أحد المخيمات الأكثر شهرة في البلاد.

اسم المخيم Yodtong وهو يحمل اسم مؤسسه والذي يعتبر “سيد الملاكمة التايلاندية”. وسر يودتونغ ليس فقط في القوة وإنما أيضاً في التقنية.

يقول سينانان يودتونغ: “هو فن الدفاع عن النفس. تحتاج إلى تطبيق التقنيات التي تم تدريبك عليها. وعلى المدرب أن يلقن التلميذ الملاكمة وأيضا تقاليد هذا الفن القتالي. بالقوة وحدها لا يمكنك الفوز، انت في حاجة الىتعلم التقنية الصحيحة”. لا أحد يمللك سجلاً كهذا البطل السبعيني. وهدفه هو نقل تعاليم فنون الدفاع عن النفس للاجيال الصاعدة.

الملاكمة التايلاندية لها تاريخ حافل. سجلات المنازلات تعود الى أكثر من سبعة قرون فيما تاريخ الملاكمة التايلاندية بدأ قبل أكثر من 2000 سنة. منذ نهاية القرن الثالث عشر كان يتناقلها الرهبان المحاربون المتخصصون في القتال الأعزل. ووفقا للأساطير، الملاكمة التايلاندية ساعدتهم في الحفاظ على بلدهم.

اليوم توجد بعض القواعد. خمس جولات تدوم كل واحدة ثلاث دقائق مع استراحة بدقيقتين. اللكمات والضربات الموجهة الى الركبة او اليدين والقدمين مباحة.
الملاكمون يتدربون حوالي ست ساعات في اليوم وستة ايام في الاسبوع وسط ارتفاع كبير لدرجات الحرارة. يواصلون على هذا المنوال حتى يستنفذوا كل قواهم. هذه الرياضة لا تلائم اصحاب القلوب الضعيفة وتحتاج الى تضحيات كبيرة.

يوضح كارين: “ يجب أن تكون مغرما بهذه الرياضة وأن تبذل جهدا كبيرا في التدريبات. يجب أن يكون لديك طموح لامحدود. يجب أن تحب فعلا الملاكمة وأن تعمل بجد. مررت بفترات صعبة جدا حتى اصل الى المستوى الذي كنت احلم ببلوغه.”

بالنسبة الى كارين فان الملاكمة التايلاندية هي هدف حياته. في نهاية مسيرته، يرغب كارين في أن يصبح مدرباً وقد بدأ بالفعل في تقديم بعض الدروس حيث يقوم حاليا بتدريب توماس هوليك من جمهورية التشيك. هذا الشاب البالغ من العمر ثلاثا وثلاثين سنة قدم الى هنا على غرار العديد من الاجانب لتعلم الملاكمة التايلاندية في مهدها الاصلي.

يقول توماس هوليك:
“ أنا هنا لتعلم الملاكمة التايلانية لانها رياضة صحية. فهي افضل رياضة لتقوية عضلات البطن وهي رياضة ذهنية ومفيدة للقلب كذلك”.

غير ان الملاكمة التايلاندية ليست مجرد رياضة فهي ثقافة وعادات وتقاليد ايضا. اذ تلعب دورا مهما كما الحال في طرق حماية الراس من الضربات والتي تسمى بالمونغكونغ.

قبل كل مباراة يتبع الملاكم مجموعة من الطقوس وهي الواي كرو والهدف منها هو تقديم التحية لاستاذه وكذلك لوالديه ولديانته.

تايلندا ترغب في ان تصبح الملاكمة التايلاندية رياضة اولمبية حيث تنكب اللجنة الدولية على دراسة هذا الطلب. هذه حلقتنا الأخيرة من سلسلة “ الحياة التايلاندية “. إذا أردتم مشاهدة أي من تقاريرنا الاخرى، زوروا موقعنا يورونيوز دوت كوم وشكراً للمشاهده.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل تبحث عن رياضات شتوية تدفع الأدرينالين في عروقك؟ استكشف هذا المنتجع في جبال القوقاز الكبرى

هندسة معمارية فريدة من نوعها.. كيف تعمل المباني التاريخية في اليابان على إحياء المناطق الريفية؟

ساتوياما: كيف تعيش المجتمعات اليابانية في وئام مع الطبيعة؟