رئيس موزمبيق: "أورُبا لا تملك عصا سحرية لحل مشاكل أفريقيا"

رئيس موزمبيق: "أورُبا لا تملك عصا سحرية لحل مشاكل أفريقيا"
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

تشهد موزمبيق نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل احتياطي الطاقة المكتشف فيها. لكن نصف السكان يعانون الفقر. يورونيوز التقت رئيس البلاد أرماندو غويبوزا خلال القمة الأوربية الأفريقية في بروكسل وتحدثت معه عن الصعوبات التي تواجه بلاده.

يورونيوز: القمة الأوربية الأفريقية تسعى لاستبدال المساعدات بعلاقات الاستثمار والتجارة تحديداً مع القطاع الخاص. ما معنى ذلك عملياً؟

رئيس موزمبيق: الزراعة واحدة من القطاعات التقليدية لدينا، والإنتاجية فيها آخذة بالازدياد، وهذا يعتبر خطوة هامة باتجاه إنشاء الصناعات المعتمدة على الزراعة، بالإضافة لتطوير البنى التحتية اللازمة لهذه العملية. السياحة في أفريقيا مهمة أيضاً، فكما تعلمين أفريقيا تشكل مركزاً سياحياً متميزاً، ليس فقط بفضل وجود الشواطئ بل أيضاً بفضل طبيعتها و الحياة البرية فيها.

يورونيوز: لكن ما هو دور الأوروبيين، لا سيما من حيث الاستثمار والتجارة؟ ماهي الطريقة المطلوبة لتحسين هذا النمو بالشكل الأمثل؟

رئيس موزمبيق: ما تستطيع أوربا القيام به وعليها القيام به هو الاستمرار في دعمنا، تحديداً فيما يتعلق بالبنية التحتية و التدريب على مكافحة الأمراض الخطيرة. موزمبيق تعمل حالياً، وإن كان في مرحلة حديثة نسبياً، لإيجاد لقاح ضد أمراض الأطفال. أوروبا قدمت دعماً قوياً لإنشاء مؤسسات جديدة. موزمبيق تملك حالياً أكثر من أربعين معهداً للتعليم العالي موزعين في جميع المحافظات.

يورونيوز: في الواقع نسبة الفقر لم تنخفض، كما كان متوقعاً، نصف السكان يعيشون في الفقر. وسائل النقل و الماء والكهرباء متاحة للنخبة فقط. لماذا لم يترافق ازدياد الدخل مع تقديم المزيد من الخدمات؟

رئيس موزمبيق: لا يتغير حال الشعب لمجرد حدوث نموّ فجائي بنسبة عشرة أو خمسة عشر بالمئة. توزيع الثروة ليس مجرد حسبة رياضية، بل يعتمد على خلق الوظائف والمؤسسات و البنية التحتية وغير ذلك. هذه الأشياء تحتاج لزمن طويل لبنائها. على الرغم من النمو الذي تشهده أفريقيا، نرى على سبيل المثال أن شق طريق من مئة أو مئتي كيلومتر يحتاج إلى استثمارات كبيرة ليست ضمن الإمكانيات. حتى في أوروبا، وفي غيرها من البلدان المتقدمة، فإن الأزمة تتعلق بعدم وجود فرص العمل.لا يمكن القول إن هناك نقصاً في المال أو في الموارد! فهي متوفرة هنا لكن ليس بالقدر الكافي لاستيعاب كل القوى العاملة. بدأنا في النمو ولكن لا نستطيع أن نشهد التطور المرجو بين لحظة و أخرى!

يورونيوز: نشهد موجة هجرة كبيرة من أفريقيا، رغم ما يتم تداوله عن مناعة أوربا كثير من الناس يموتون في طريقهم إليها. و يوجد العديد من شبكات الاتجار بالبشر. ما حل هذه المشكلة برأيك؟

رئيس موزمبيق: المشكلة تأخذ طابعاً اجتماعياً اقتصادياً. ما يجب القيام به هو خلق المزيد من فرص العمل، و الاستثمار لتحسين ظروف المعيشة و تعزيز التدريب التقني و المهني، وكذلك التعليم الجامعي والبنى التحتية. ذلك سيسهم في منع الناس من الخروج من أفريقيا باتجاه أوربا أو أية قارة أخرى بحثاً عن ظروف معيشية أفضل.

يورونيوز: لنتحدث عن الموارد الطبيعية. بعد الاكتشافات الحديثة لاحتياطيات الطاقة، كثيراً ما تدعى موزمبيق بـ“إلدورادو” الجديدة. لكن هذه “النّعمة” الطبيعية تحولت في كثير من البلدان إلى “نقمة” أدت إلى تفاقم الفساد و مزيد من الصراعات المسلحة و الدمار البيئي. كيف يمكن لموزمبيق أو لغيرها تجنب هذه السيناريوهات؟ هل يمكن للشراكات مع الأوربيين الحدُّ منها؟

رئيس موزمبيق: بعد هذه الاكتشافات الكبيرة للموارد، تبين أن المشكلة الأساسية تكمن في القصور الكبير الذي نعاني منه في المعارف و العلوم و التكنولوجيا. كان من الواجب اكتشاف تلك الموارد منذ زمن طويل. لدينا صعوبات كبيرة في الحصول على رأس المال، لولا ذلك لكنا تمكنا من الاستفادة من الموارد منذ زمن طويل. ما علينا فعله الآن هو توفير المزيد من الواردات من أجل القيام بالاستثمار وذلك بالاستعانة بالاستثمارات الأوربية. ما يتم تحصيله من الضرائب و فرص العمل يجب أن يتم استخدامه لتعزيز ميزانيتنا.

يورونيوز: “لننتقل إلى موضوع السلام في أفريقيا. الاتحاد الأوروبي مساهم أساسي في بعثات حفظ السلام، جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي مثال حيّ على ذلك. خلال العقد الماضي، حوّل الاتحاد الأوروبي مليار ومئتي مليون يورو لما يسمى “مرافق السلام الأفريقية“، لكن القارة غير قادرة على إيقاف و حلّ الصراعات المسلحة.

رئيس موزمبيق: أفريقيا واعية بوجود مصاعب. أفريقيا تتحرك حيث توجد المشكلات و تحاول استباق الأمور لمنعها قبل اندلاعها. لكن من الواضح أن تلك القضايا الإنسانية تتعلق بالأزمات الاجتماعية الاقتصادية و الصراعات الثقافية الموروثة بين بعض الفئات من السكان. لا يمكن حلّ كل هذا بمجرد إعطاء مليار إضافي.

يورونيوز: لكن هل البعثات ذات جدوى؟

رئيس موزمبيق: إنها تشكل جزءً من الحل، لكنها ليست كلَّ الحل. علينا الحصول على دعم أوربا، لكن لا يجب الاعتقاد بأن الدعم الأوربي يشكل عصا سحرية لحل جميع المشكلات. كنت أتمنى أن يكون الأمر كذلك!

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب القوات المسلّحة في موزمبيق تبدأ مهامها دون مشاركة في عمليات عسكرية

الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هطول الأمطار الغزيرة

بعد أن جرفت مياه الفيضانات حافلتهم.. إنقاذ 50 راكبًا علقوا وسط نهر في كينيا