مصر: عام بعد إسقاط حكم الإخوان ، ماذا بعد؟

مصر: عام  بعد إسقاط حكم الإخوان ، ماذا بعد؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

مر عام على الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي على يد قائد الجيش السابق ورئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي و ذلك بعد مظاهرات حاشدة في البلاد كانت تطالب برحيل مرسي،فعزل جراءها الجيش المصري الرئيس الإسلامي المنتخب بطريقة ديموقراطية و عين رئيس المحكمة الستورية عدلي منصور رئيسا موقتا.
عبد الفتاح السيسي، الذي يعتبره بعضهم بطلا أنقذ البلاد من استفحال الإخوان المسلمين، يفوز بانتخابات الرئاسة بنسبة 96.9 في المئة،.
بعد الثورة التي أطاحت بنظام محمد حسني مبارك، تمكن محمد مرسي في جوان 2012،من الظفر بالاستحقاقات الرئاسية.
لكن محمد مرسي و هو أول رئيس مدني يتبوأ المنصب خيب آمال الكثيرين حيث رأوا فيه مستبدا و ينزع نحو السلطة ففشل في توحيد الصفوف.
تظاهرات حاشدة خرج فيها ملايين المصريين يطالبون برحيل الرئيس الإسلامي.
بعد عام من انتخابه رئيسا، الرئيس يطاح به، و يتسلم الجيش مقاليد الحكم،و يعلنها حربا بلاه وادة ضد الإخوان.
محمد مرسي و بضع مئات من جماعته، يلقى عليهم القبض و يزج بهم في غياهب السجون و يحاكمون.
هذا و أطلق إسقاط الإخوان شرارة أكثر الفترات دموية وعنفا في التاريخ المصري الحديث حيث خلفت حملة المطاردة أكثر من 1400 قتيل من أنصاره واعتقل اكثر من 15 ألفا آخرين من بينهم كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين. وصدرت أحكام بالاعدام بحق183 شخصا منهم محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين. في المقابل, قتل أكثر من 500 من رجال الأمن في هجمات للمتشددين بحسب الحكومة
ويحاكم مرسي نفسه في ثلاث قضايا هي التحريض على قتل متظاهرين معارضين له والتخابر مع قوى أجنبية والفرار من السجن. بعد مرور عام على عزل مرسي من قبل المشير السيسي، تمكن رئيس مصر الحالي من التقرب الهوينى من نبض الشعب،و بشكل خاص ممن يبقى في أعينهم “الرجل الضرورة “الذي تتطلع إليه الحاجة الجماهيرية، غير أن الرئيس السيسي لم ينجح إلى حد الآن في تحقيق أسس السلم بين أفراد المجتمع قاطبة. يحكم السيسي مصربيد من حديد و بحزم يوصف بأنه أكثر مما كانت عليه مصر أيام مبارك، لكن غالبية المصريين يشدون أزره و يدعمونه في برنامجه الذي يطمح إلى مصر دون إخوان مسلمين.
مراسلنا في القاهرة محمد شيخ ابراهيم، حاور المحلل السياسي بشير عبد الفتاح عن الوضع السياسي في مصر بعد مرور عام على إسقاط حكم الإخوان المسلمين .

في الذكرى السنوية الأولى للثالث من يوليو و التي تصادف عزل الرئيس المصري السباق محمد مرسي،نتحدث عن الواقع والتحديات في لقاء مع الخبير السياسي السيد بشير عبد الفتاح.

محمد شيخ ابراهيم، يورونيوز: مرحبا بك في يورونيوز، كيف تفسر ما حدث في الثالث من يوليو من العام المنصرم؟

الخبير السياسي، بشير عبد الفتاح:

ما حدث ليس ثورة ولا انقلابا، لأن تلك الثورة لم تستمرسوى لساعات قليلة فقط، الثورة الحقيقية، هي تلك التي تحدث تغييراً في التركيبة السياسية والبنية الاجتماعية وفي توزيع الثروات في المجتمع، وما حدث ليس كذلك على الإطلاق، ثم إن الأمر لا يتعلق بانقلاب لأن الانقلاب العسكري هو تحرك من داخل النظام السياسي لتغيير رأس النظام، الجيش المصري تم الاحتكام اليه ليتدخل و يطيح بالرئيس المنتخب لأن الرئيس رفض الآليات السياسية الديمقراطية ، وبما أنه رئيس منتخب تمسك بما أطلق عليه“الشرعية” بالتالي لم تكن هناك فرصة لتغييره بالطرق السلمية، الناس خرجوا وتظاهروا وطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة فلم يستجب الرئيس ، بالتالي فكان الأمر يقضي حينها إما أن تشهد البلاد حرباً اهلية بين من يرغبون في بقائه ومن يرغبون في الإطاحة به، بالتالي تدخل الجيش لحسم هذا الأمر لأنه يمتلك القوة العسكرية و يحتكرها

يورونيوز:
ما هي أبرز الانجازات التي تحققت خلال العام الماضي وأبرز الاخفاقات كذلك؟

الخبير السياسي، بشير عبد الفتاح:

أبرز الانجازات تتمثل في استعادة الدولة الوطنية المصرية والحفاظ على القوات المسلحة من التفتت، بمعنى أن الدولة المصرية الوطنية كانت على المحك لأن الإخوان المسلمين عندما كانوا في السلطة كانوا يتحدثون عن فكرة” الأمة “ وليس فكرة الدولة الوطنية، الانجاز الثاني هو الحفاظ على الجيش المصري وعدم انجراره وراء صراعات إقليمية ويتحطم بطريقة أو بأخرى، أما بالنسبة للسلبيات تتمثل في أن حالة التوافق الوطني في مصر غائبة، وهناك أزمة ثقة كما وصفها فرانسس فوكوياما بفكرة الثقة، فلا يستطيع المجتمع أن ينهض سياسيا وديمقراطية إلا من خلال وجود الثقة، بين الطوائف والفئات المختلفة، ومصر الآن تفتقد إلى الثقة والتوافق الوطني، وهناك أسئلة كثيرة أيضاً تطرح حول قضية الحريات، وقبول الرأي والرأي الآخر في المجتمع، ونحن الآن نعيش حالة من الارتباك الشديد

يورونيوز:
كيف تتوقع أن يكون مستقبل الاخوان المسلمين في مصر بعد أن أصبح التنظيم محظورا وفقاً للقانون المصري؟

الخبير السياسي، بشير عبد الفتاح:
أنا أتوقع أن المستقبل سيحمل مفاجآت تتمثل في مصالحة بين الجيل الثاني والثالث من الإخوان وبين الدولة المصرية، تقدم من خلاله جماعة الاخوان المسلمين تنازلات وتحديداً في المطالب التي ارتفع سقفها كعودة مرسي والبرلمان والدستور ، كل هذه الأمور أعتقد أنهم سيتخلون عنها، لكنهم ايضاً بحاجة إلى مراجعة داخلية ونقد ذاتي كما فعلت الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد من قبلهم، والاعتذار عن الأحداث الماضية والقبول بما حدث في الثالث من يوليو، وأعتقد أن الغرب سيكون له دور في هذه الوساطة لأن الغرب لديه رغبة في دمج الإخوان في العملية السياسية مرة أخرى

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بنزيما يقاضي وزير الداخلية الفرنسي بتهمة التشهير بعد اتهامه بأن له علاقة بالإخوان المسلمين

الصراع في السودان: هل ينقلب الإسلاميون على البرهان، أهم حليف لهم؟

شاهد: الصليب الأحمر يوزع وجبات إفطار على السجناء في الصومال