الانتخابات البريطانية: الشباب هل سيتمكن من إسماع صوته؟

الانتخابات البريطانية: الشباب هل سيتمكن من إسماع صوته؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الشباب البريطاني بين سن 18 و 25، يريد أرجحة النظام السياسي الحالي . هل من خلال الامتناع عن التصويت سيتمكن من إسماع ما يريد أن يقول عن عالم الغد الذي يريد؟

في بريطانيا، التعري والمرافقة والجنس على الإنترنت، بدلا من أعمال صغيرة غير مستقرة بجداول زمنية محددة، خيار لا بد منه بالنسبة لاحدى الطالبات البريطانيات في العلوم الاجتماعية. وفقا لدراسة حديثة، في بريطانيا، انها حالة طالب من اصل عشرين طالباً .بالنسبة للكثيرين، انها أسهل طريقة للتعامل مع التكاليف الباهضة.

التقينا بهذه الطالبة لتشرح لنا الاسباب التي دفعتها إلى بيع نفسها:
“ انني من الطبقة العاملة، عائلتي لا تستطيع أن تساعدني كثيراً. المعيشة صعبة في لندن بسبب ارتفاع الايجارات. كطالبة، احصل على قرض بمبلغ 9000 جنيه استرليني للعيش في لندن لمدة عام واحد. هذا لا يكفي . ما أحصل عليه من عملي في مجال الجنس يساعدني كثيراً “.

خلال إسبوع واحد، هذه الشابة تستطيع أن تحصل على ما يكفي لتغطية الإيجار ونفقات المعيشة.
في المملكة المتحدة، مديونية طالب تخرج من الجامعة تقدر بحوالي 6000 جميه استرليني.

الطالبة، تضيف قائلة:
“أريد تسديد القرض بسرعة. سأمارس هذا العمل لغاية التخرج، وسأكون قد سددت القرض”.

التقينا ثانية بها خلال تظاهرة لدعم حركة اعتصامات بدأت قبل أسابيع في عدد من الجامعات البريطانية احتجاجاً على الزيادة في رسوم التعليم الجامعي . انه موضوع رئيسي في الحملة الانتخابية.

بنيامين هو أحد المعتصمين في واحدة من المؤسسات البريطانية المرموقة، كلية لندن للاقتصاد .
انهم يطالبون بجامعة حرة ومفتوحة، ونهاية عقود غير ثابتة للموظفين، أو سحب الاستثمارات في شركات مضرة على البيئة، أو في الصناعات العسكرية.

بنيامين تيبت، يقول:
“ كلية لندن للاقتصاد أصبحت نموذجاً للمؤسسة الليبرالية الجديدة. هذا يعني أن التعليم العالي في المملكة المتحدة قد تغير جذريا. الرسوم تضاعفت ثلاث مرات . هناك تخفيضات هائلة في الميزانية.
اليوم الجامعات تتوجه إلى أسواق رأس المال لتمويلها ولكي يحصلوا على مبان جديدة فخمة. الطلاب أصبحوا سلعة لتحقيق ارباح للجامعة. نحاول أن نحدث شرخاً في هذا النظام . نريد أن يشارك الطلاب في سياسة التعليم وجلبهم مرة أخرى إلى العالم السياسي “.

في السنوات الأخيرة، حدث شرخ بين الشباب البريطاني والسياسيين.
من وسط المدينة إلى الأحياء الأكثر بوهيمية فيها ، جميع الذين التقينا بهم يشعرون بأن السياسيين قد تخلوا عنهم.

احد الشباب الذين التقينا بهم، يقول:
كشاب، اول شيء أفكر فيه هو الحصول على مساعدة لشراء مسكن. يبدو انه اقتراحهم الوحيد للشباب. السياسيون اكبر مني سناً بكثير، انهم لا يركزون على الشباب.”

وشاب آخر، يقول:
“لا يوجد أي حزب يلهمني. لا أحد يهتم حقا بالفنانين أو بالشباب. لا يوجد سوى كبار السن الذين يعملون ما بوسعهم للحصول على المزيد من المال. لا أهتم بما يقولون “.
وآخر، يقول:
“ لا ابالي كثيراً لأعرف إن كان السياسيون يهتمون بي أو بجيلي…. انني لا أثق بهم. لا يهمني ما يقولون والى من يتوجهون.”

في بريطانيا، نسبة امتناع التصويت بين الشباب أكثر من بقية الدول الأوربية. احد الشباب، يقول:
“ما زلت غير متأكد إلى أي حزب أود التصويت، لكن “ أجل“، انه استطلاع مهم. لماذا؟ لأنه سيحدد سياسة السنوات الأربع المقبلة، وسيؤثر على دخل الجميع، على اقتصاد المملكة المتحدة، وعلى المستوى المعيشي. لذا، نعم، انه مهم “.
وشابة تقول: “ جميعهم يرددون الشيء ذاته. لكن إن لم تصوتوا لا يحق لكم أن تشتكوا من شخص غير مرغوب به في الحكومة.”
وهذا شاب آخر، يقول:
“ في الواقع، التصويت هو لتجنب وصول بعض الأشخاص إلى السلطة وليس لانتخاب من نرغب به ، لهذا السبب اصوت. ليس لأنني أؤيد شخصاً بشكل خاص بل لأنني لا أثق بالمرشحين الذين اصوت ضدهم “.

منذ خمس سنوات، هذه المنظمة تعمل كثيراً لنشر المعلومات والتوعية في المدارس والجامعات ومرا
كز الشباب، لتشجيع الشباب بين سن الثامنة عشرة والخامسة والعشرين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
انهم يشكلون أكثر من 10 في المئة من الناخبين، وهذا قد يؤدي غلى أرجحة نتائج الانتخابات.

سارة الغفاري، منسقة المشروع، تقول:
“ ربع الشباب البريطاني في سن التصويت ذهبوا إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة السابقة. في السنوات الخمس الماضية، كان هناك العديد من السياسيين الذين ركزوا على الأجيال الأكبر سناً وغيبوا السياسيين الذين يعملون من أجل الشباب. نشجع الشباب على التصويت على أمل أن يدرك السياسيون أن تصويت الشباب مهم لانهم نشطاء ومهتمون بهذه الأمور ولهم مطالب كثيرة “.

اليوم، الفريق نظم لقاءاً في مقهى في مركز المدينة. الدعوة وجهت إلى حوالي أربعين شابا للمشاركة في حملة توعية سياسية.
الديون، وعدم الحصول على عمل ثابت، والبطالة، والسكن، والبيئة، والتمييز، ومواضيع أخرى . هذا الجيل يشعر بشرخ بينه وبين الطبقة السياسية، لكنه سيحاول أن يجرب وضع البطاقات الفارغة في صناديق الاقتراع، يقول منظم هذه الأمسية.

مساي لورانس، يقول:
“ أكبر وسيلة لتشجيع الشباب على الذهاب الى صناديق الاقتراع هي إفساد الانتخابات من خلال البطاقات الفارغة. أشعر أننا نعيش في جيل من المتصيدين.
الجميع يكرههم أم لا يكرههم، لهذا من الممتع أن نفسد هذا الاقتراع ، على اية حال هذا يحفز على المشاركة في الاقتراع. على الأقل، المشاركة أفضل من عدمها.
انه شكل من اشكال التحدي. الشباب يحبون أن تكون لهم الكلمة الأخيرة، أعتقد أن هذا سيفسد الاقتراع ، طريقة لكي نقول” لا نشعر أن هناك من يمثلنا.” هذا هو رأيي .
الناس يقولون لي يجب أن أصوت، ارى إعلانات التصويت في كل مكان، لكنني لا اشعر بأن هناك من يمثلني. لذلك ساضع بطاقة فارغة.”

التعطش إلى التغيير هو الذي يحفز جوناثان على المشاركة بهذه الحملة.
بعد أن مارس الكثير من الوظائف، لم يتمكن من العثور على عمل يتناسب مع شهادته الجامعية فقام بخلق علامة تجارية للملابس الرجالية للبيع بالتجزئة. الميزة التي تتمتع بها هي أنها مصنوعة للبيئة.

جوناثان ميتشل، مؤسس، Brothers We Stand، يقول:
“ هذه الملابس مصنوعة من الزجاجات البلاستيكية. بتذويب زجاجة بلاستيكية نحصل على رقائق بلاستيكية صغيرة. اهذه هي المنتوجات التي نريدها. انه منتج رائع
مصنوع بطريقة مستدامة. أعتقد أن هذا هو مستقبل الأعمال حقا “.

جوناثان يعيش مع والديه حيث يقوم بتخزين بضاعته التي يتسلمها من المصممين لبيعها على الانترنت. البداية لم تكن سهلة بيد أن بمساعدة احدى المنظمات، وبكثير من الحماس، شركته الصغيرة Brothers We Stand بدأت بالمضي قدماً. أما بالنسبة للسياسة، فيقول إنه سيصوت، جوناثان يؤمن بأن على جيله الابداع لأنه هو سيتمكن من خلق عالم آخر.

جوناثان ميتشل، يضيف قائلاً:

“ Brothers We Stand ستؤثر على العالم، الأمر لا يتعلق مباشرة بالسياسة. انها وسيلتي لاستخدام مهاراتي. المشاركة في الحياة السياسية، أمر جيد، لكننا نستطيع أن نتصرف بطريقة أخرى . اننا غير مرغمين على إنتظار السياسيين لتحقيق ما نريد. كل واحد، وفقاً لمستواه، بإمكانه أن يغيير الأشياء. من خلال المشاركة، بامكاننا أن نغير الأمور.”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها