الاتفاق النووي التاريخي .. خطوة نحو تعزيز الأمن الدولي؟

الاتفاق النووي التاريخي .. خطوة نحو تعزيز الأمن الدولي؟
بقلم:  Aissa Boukanoun
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بدت الشكوك تحوم حول البرنامج النووي الإيراني في آب/أغسطس من العام 2002،حين تم الكشف عبر الأقمار الصناعية،عن وجود موقعين نويين سريين، فبعد الكشف عن

اعلان

بدت الشكوك تحوم حول البرنامج النووي الإيراني في آب/أغسطس من العام 2002،حين تم الكشف عبر الأقمار الصناعية،عن وجود موقعين نويين سريين،
فبعد الكشف عن الموقعين في نطنز واراك بوسط إيران حيث يعتقد بتخصيب اليورانيوم،منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي توافق طهران على عمليات تفتيش تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.هذا وعثر مفتشو الوكالة على آثار لليورانيوم المخصب ويحددون لايران مهلة تنتهي في أيلول/سبتمبر 2003.
في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2003، إيران تتعهد بتعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم خلال زيارة غير مسبوقة لوزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى طهران. وتوقيع اتفاق في 7 تشرين الثاني/نوفمبر2004، من قبل الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي وقع خارطة طريق مع محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حينها .

في 08 آب/أغسطس 2005, ايران بقيادة رئيسها الجديد المحافظ محمود أحمدي نجاد تستأنف أنشطتها النووية في مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان والأوروبيون يقطعون المفاوضات. الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) تقرر في نهاية كانون الثاني/يناير 2006 رفع المسالة الى مجلس الأمن الدولي. إيران تتحداها فتعلن في 11 نيسان/أبريل من العام ذاته النجاح لأول مرة في تخصيب اليورانيوم ثم ترفض طلبا من مجموعة الدول الست لوقف عمليات التخصيب في21 آب/أغسطس وتدشن مصنعا للمياه الثقيلة في أراك. في 23 كانون الأول/ديسمبر من العام 2006, الأمم المتحدة تفرض عقوباتها الأولى التي عمدت لاحقا إلى تشديدها بانتظام، فضلا عن العقوبات التي أقرتها الولايات المتحدة ثم الاتحاد الأوروبي.في 9 شباط/فبراير 2010, بعد فشل اتفاق تم التفاوض عليه لتخصيب اليورانيوم في دولة ثالثة,،إيران تبدأ بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في نطنز. الاتحاد الأوروبي يقرر في 23 كانون الثاني/يناير 2012 تجميد أموال البنك المركزي الإيراني وفرض حظر نفطي سرى تطبيقه في 1 تموز/يوليو. الرئيس الإيراني المنتخب في حزيران/يونيو من العام 2013 حسن روحاني يتحدث إلى الرئيس الاميركي باراك أوباما عبر الهاتف،و استغرقت المكالمة 15 دقيقة ،قبل مغادرته نيورويرك التي جاءها يسعى خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة . باراك أوباما. الرئيس الأمريكي:
“كان الاتصال الأول بين رئيسين أميركي وإيراني منذ العام 1979، وهو اتصال يشير أيضا إلى احتما تجاوز ذلك التاريخ الصعب”
الرئيس روحاني يحصل على موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي لإجراء مفاوضات. وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر،المفاوضات تفضي في جنيف إلى اتفاق لمدة ستة أشهر يحد من نشاطات إيران النووية الحساسة لقاء رقع جزء من العقوبات.المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي تبدأ في 18 شباط/فبراير 2014 وتتواصل على مستويات مختلفة لكنها تفشل بالرغم من جهود دبلوماسية مكثفة، وتم تمديدها مرتين لفترة إجمالية قدرها 11 شهرا. بموازاة ذلك، تم تمديد الاتفاق المرحلي أيضا. وإيران تعلن في 27 آب/أغسطس تعديل مفاعل أراك المقبل للحد من انتاج البلوتونيوم.هذا واستئنفت المفاوضات اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2015 مع تحديد مهلة لها تنتهي في الأول من تموز/يوليو على أمل التوصل إلى اتفاق سياسي اعتبارا من 31 اذار/مارس.

*مقابلة أجراها حسين علوي و ترجمها عن الإنجليزية :عيسى بوقانون”
ولتسليط الضوء على القضية ينضم إلينا من طهران، الأستاذ صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران
يورونيوز،حسين علوي:
وأخيرا بعد 12 عاما من النزاع بشان الملف النووي، إيران و القوى العالمية الست،توصلت إلى إبرام اتفاق بصيغة صفقة،اعتبرت تار يخية.برأيكم، هل إن هذا الاتفاق من شأنه أن يفتح الطريق أمام إيران لاندماجها في الأسرة الدولية عبر تطبيع العلاقات مع أميركا.

الأستاذ صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران:
الجانب الأكثر أهمية لو نظرنا بدقة إلى الاتفاق النووي مع الغرب، و الذي أبرم في هذا الرابع عشر من تموز/يوليو من العام 2015،إنما يرتكز حول هذه النقطة بالذات والتي تسألني عنها.أعتقد أن الأجيال الصاعدة سوف تتذكر هذا اليوم،الذي هو بمنزلة نقطة تحول في تاريخ الثورة الإيرانية.
يوم تاريخي، لما توصلت إيران إلى إبرام اتفاق مع العالم، مع الأوروبيين و أميركا، فاليوم التاريخي يعتبر مهما من باب أنه سد الطريق أمام تلك الثقافة الراديكالية التي تتمنى موت بلدان أخرى و غيرها من الدول و الحضارات.
يورونيوز،حسين علوي:
ينتظر الكثير من الإيرانيين منذ فترة طويلة التوصل إلى اتفاق وهم يرحبون اليوم بما أنجز لأنه بنظرهم سيؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية.في ظل المعطيات الظرفية الجديدة،هل إن حكومة الرئيس حسن روحاني ستكون قادرة على تنفيذ وعودها السياسية و الاقتصادية؟
الأستاذ صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران:

أعتقد أنه بالنسبة لجيل الشباب و لأجيال ما بعد الثورة،و التي تاثرت حقا على الصعيد الاقتصادي،لم يكن الأمر بذي شأن كبير بالنسبة لهم،ذلك أن اهتماماتهم وتوقعاتهم إنما ترتكز على تطبيع علاقات إيران مع بقية دول العالم.الجيل الجديد لديه نظرة جديدة للأمور،وهم كانوا يتوقعون حصول هذا الاتفاق.يبدو الآن أن التوقعات بدأت تترجم أرض الواقع،وهذا من شأنه أن يساعد حكومة روحاني كثيرا حيث إن الحكومة نجحت في إعادة السلام و جلب السعادة و إشاعة البسمة بين إيران و بقية العالم.
يورونيوز،حسين علوي:
العديد من الخبراء والمحللين بمن فيهم أنت شخصيا،كانوا يتساءلون مرارا بشأن القيم الاقتصادية التي يجلبها تخصيب اليورانيون إلى الدولة.السؤال :هل إن إيران استفادت فعلا من عشرات مليارات من الدولارات باستثمارها في في تخصيب اليورانيوم؟

الأستاذ صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران:
السؤال ذاته يمكن أن يطرح على الكثيرين ممن قادوا السياسة الوطنية على مدى 36 سنة الماضية،يمكن أن تطرح سؤالا عن إيجابيات البرنامج النووي بالنسبة للمصلحة الوطنية بعد سنين الجفاء التي كانت محورها إيران و أميركا و أوروبا.لكن للأسف، لا بد لنا من القول: إن النهج الإيديولوجي،الذي اعتمدناه خلال تبعات القضية النووية كان أحدث أضرارا جسيمة للاقتصاد اليوناني.
لقد صرفنا مليارات الدولارات بسبب القضية النووية،سواء بشكل مباشر أو غير مباشر،بسبب العقوبات.فكيف يمكن أن تكون تلك المعوقات جالبة للفائدة لإيران و اقتصادها ومصالحها القومية.

يورونيوز،حسين علوي:
توقعات الناشطين في حقوق الإنسان هي أن تحسن إيران من وضع حقوق الإنسان بالداخل و بخاصة وضع المرأة،بعد إبرام الاتفاق النووي هل إن حكومة السيد روحاني ستكون لها القدرة و الإرادة لتحقيق ما تصبو إليه التوقعات؟
الأستاذ صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران:
أعتقد أننا بحاجة إلى توخي الحذر حول توقعاتنا بشأن حكومة روحاني.فلا ينبغي أن ننسى أن الحكومة الحالية وبالأساس السلطة التنفيذية إنما هما جزآن صغيران من هرم السلطة في إيران.للأسف الشديد فإن زمام السلطة الحقيقية هي ليست في أيدي المؤسسات المنتخبة من قبل الشعب،ينبغي أن تكون توقعاتنا معقولة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نتنياهو: إسرائيل غير ملزمة بالاتفاق مع إيران

بدبلوماسيتها الهادئة والصامتة والسرية.. هل تلعب عُمان دور الوسيط في تطبيع العلاقات بين مصر وإيران؟

بعد إلغاء زيارة مستشاريه لواشنطن.. نتنياهو يتراجع ويبلغ البيت الأبيض رغبته بتحديد موعد جديد