السعودية طرحت مراراً إمكانية مشاركتها في النزاع السوري. وهاهي اليوم ترسل طائراتٍ مقاتلة إلى قاعدة إنجرليك التركية. وأكد وزير الخارجية السعودي أن
السعودية طرحت مراراً إمكانية مشاركتها في النزاع السوري. وهاهي اليوم ترسل طائراتٍ مقاتلة إلى قاعدة إنجرليك التركية. وأكد وزير الخارجية السعودي أن الأسد لن يكون جزءاً من مستقبل البلاد، وأن الرياض مستعدة للتدخل على الأرض:
“يجب على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الإقرار على إدخال قوات برية إلى سوريا. المملكة العربية السعودية ستكون مستعدة للمشاركة عن طريق نشر قوات خاصة إلى جانب القوات البرية”.
التصعيدات الأخيرة ترسم ملامح حربٍ باردةٍ. فبعد اندلاع الحرب الأهلية، أصبحت سوريا في غضون الأشهر القليلة الماضية، رقعة شطرنج أمام القوى المتعادية الرئيسية في المنطقة وحلفائها التاريخيين. ويقول رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف:
“لا أحد يريد حرباً جديدةً. فالعمليات البرية هي حربٌ واسعة النطاق، وهذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار”. أما وزير الخارجية الأمريكية فيقول: “هناك احتمال إضافة قوات برية على الأرض لقتال داعش”.
في هذا الصراع، الذي يستمر منذ خمس سنين، بتأثير من التحالفات المختلفة على الأرض، فإن الوضع الجيوسياسي محط سؤال، والخطر في هذا المقام هو بلورة المصالح والأحقاد القديمة.
في الأصل، دخلت قوات الأسد في مواجهة ثوار الجيش الحر. ولكن سرعان ما انضم العديد من اللاعبين إلى المشهد سواء بالانضمام إلى صفوف الثوار أوداعش أوالأكراد.
وفي حين يتصارع جيش الأسد وداعش مع الجميع، ركز الأكراد توجيه ضرباتهم إلى داعش ودعموا الثوار. وازداد الوضع تعقيداً مع ظهور القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية.
رسمياً، داعش هي العدو المشترك للجميع. ولهذا الغرض تشكل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وبهدف محاربة الجهاديين بشكلٍ رسميٍ أيضاً، دخلت الحرب كل من روسيا وتركيا. ولكن على أرض الواقع، كلٌ ينتهج أجندةً مختلفة. روسيا، الحليف الثابت لسوريا تقصف الثوار في المقام الأول. وتركيا، تحارب الأكراد الذين يقلق تقدمهم أنقرة. وتتشكل التحالفات، والعداوات تتعمق.
هذه الحرب غير المباشرة تشتعل في الوقت الراهن في الخطاب وفي القصف الجوي. ولكن ماذا يحدث لو صدقت التهديدات، وأرسلت تركيا قواتها على الأرض وتلقت القصف الروسي؟ ماذا يحدث لو وجد الجنود السعوديون أنفسهم في الميدان، وجهاً لوجه أمام الإيرانين؟
رياح خطرٍ مداهمٍ تعبق في الأجواء ..