ما هي أهم العوامل التي جعلت من وارسو أهم الوجهات الجذابة للأعمال في أوروبا ؟

اعلان

دالين حسن يورونيوز: “ارتفاع عدد الاعمال والشركات الناجحة في بولندا أدى إلى ازدهار مناخ الاستثمار، الامر الذي بات عامل جذب للمزيد من المستثمرين الدوليين والمحليين. سنقوم بجولة للتعرف على العوامل التي جعلت من وارسو أحد أهم الوجهات الجذابة للاعمال “.

بحيويتها وازدهارها وارسو اصبحت واحدة من أسرع المدن نموا في الاتحاد الأوروبي.
موقعها الاستراتيجي في قلب أوروبا، جعل منها مركزا جذابا لقطاعات اقتصادية مختلفة .
تعتبر وارسو أكبر سوق للمكاتب التجارية في وسط وشرق أوروبا، ففي نهاية العام 2015 المساحات المكتبية فيها بلغت 4.66 مليون متراً مربعاً. “وفقا لكوليرز انترناشيونال”.
المدينة تحتضن أكثر من 27 ألف شركة برأس مال أجنبي بعضها علامات تجارية عالمية معروفة.

في العام 1992، جينيرال إليكتريك كانت من أولى الشركات العالمية التي أسست لها لها فرعاً في وارسو. اليوم، هناك حوالي 6500 موظفا للشركة في بولندا يعملون في قطاعات الطيران والطاقة والتقنيات الطبية والذكية.

بياتا ستيلمش، مديرة شركة GE بولندا، تقول:“بعد 25 عاما على وجودنا في وارسو، اليوم، نستطيع أن نؤكد أن قرارنا بالقدوم هنا كان صائبا و مثاليا. كما اننا نوسع انشطتنا في بولندا ، الطاقات الموجودة هنا والرأس المال بشري مثالي حقاً.
يوجد الكثير من الادوات الجاهزة لدعم الاستثمارات ، سواء اكانت شركات عالمية كبيرة او شركات ناشئة والفضل يعود للطاقات البشرية والقدرات الهائلة للكوادر العاملة “.

*شركات بولندية محلية تتطلع الى العالمية”
الطاقات البشرية الهامة تتمثل بمهارات الشباب الذين يتطلعون الى عالم الأعمال، في بولندا هناك 2400 شركة ناشئة 30 % منها متمركزة في وارسو .
Start up Poland جمعية لمساعدة الشركات الناشئة و تعمل على خلق بيئة تشغيلية واعدة في البلاد.
جوليا كريسزتوفياك- سزوبا، الرئيس التنفيذي CEO، بولندا، تقول:“الشركات الناشئة مزدهرة، لكنها بحاجة الى المزيد من الازدهار، ما نريده القيام بتبادل أكبر للخبرات في مجال الأعمال وامثلة حول الممارسات الجيدة بين مدراء الشركات وهذا ما يحدث بالفعل في العديد من المرافق المخصصة لهذا الهدف على سبيل المثال مركز الإبداع حيث ندير برنامج التدريب -ستارت اب بولاند غلوبال”.
هدف البرنامج هو مساعدة الشركات الناشئة للتوجه نحو العالمية، من خلال تدريب رواد الاعمال الشباب وإرشادهم على الطرق المثلى للتواصل مع الشركات الكبيرة .
السلطات التجارية في وارسو أيضا تعمل على إنشاء شبكة من الشراكات عبر الحدود بين الشركات العالمية والشركات البولندية الناشئة .
ميشيل اولزويسكي، نائب عمدة وارسو، يقول:“وارسو تحاول خلق روابط بين الشركات التجارية الكبرى والناشئة من خلال برامج مشتركة للتفكير والعمل معاً على بعض التحديات وخاصة المتعلقة بمدينتنا.
هناك عدة أسباب للقدوم الى وارسو في السنوات القادمة وهي الوصول الى سوق مزدهرة، المهارات والكفاءات المهنية ، والاستفادة من البنية التحتية الجيدة الامر الذي يؤدي الى تحسين الظروف المعيشية للجميع”.

وارسو : مدينة نابضة بالحياة وبالثقافات المتنوعة

مدينة شوبان، لا تركزعلى الأعمال التجارية فقط، بل وانما على الثقافات المختلفة.
مجموعة كبيرة من الفعاليات والأنشطة في كل المواسم ساهمت بجعل المدينة واحدة من المدن الأكثر شعبية بالنسبة لعدد الزوار.
أكثر من 6.5 مليون سائح زار وارسو في العام 2015، 4 ملايين منهم هم من السياح المحليين، رقم قد يعكس النوعية الجيدة للحياة في بولندا كما أن وارسو هي احدى أكبر أسواق الضيافة الترفيهية و التجارية في بولندا.
فيليب غودار المدير العام لفندق سوفيتيل، يعيش في وارسو منذ اربع سنوات، يرى أن المدينة تشهد ازدهارا سياحيا واضحا.

فيليب غودار، مدير عام فندق سوفيتيل وارسو فيكتوريا، يقول:” منذ العام 2012 عندما أقيمت بطولة كرة القدم الأوروبية، نشهد اهتماما ملحوظا بالمدينة سواء بالسياحة الترفيهية او السياحة التجارية.”
تتمتع هذه المدينة بسحر مختلف في الليل وخاصة خلال موسم عطلة عيد الميلاد.
واصلنا جولتنا في المدينة مع فيليب غودار الذي اصطحبنا الى مكانه المفضل في المدينة حيث يلتقي البولنديون بالأصدقاء والعائلة. ردا على سؤال: ما الذي يعجبك بوارسو، فيليب اجاب قائلاً:
“انها مدينة حديثة ومنفتحة جدا لو اردنا المقارنة بغيرها من المدن، فهي شبيهة بمدن الولايات المتحدة الأمريكية، ما يمنح هذه المدينة خصوصية رائعة عندما تجتمع في مكان واحد الثقافة الأوروبيةالقديمة مع الحداثة والطاقة الأمريكية.
هنا الجميع يخرج في الصيف والشتاء،الفرق الكبير هو انه في الصيف يتوجهون إلى أماكن الترفيه والحدائق خارجا وفي الشتاء الى الأماكن الترفيهية المغلقة،
انظري ، اليوم نحن في منتصف الأسبوع، المكان مزدحم ومفعم بالحياة، نتبادل الدعوات في المنازل، لكننا نخرج. البولنديون اجتماعيون حقاً، في وارسو، هناك رغبة عن الناس للاكتشاف والاختلاط بالآخرين للتعرف عليهم بشكل أفضل “.