قبرص وكنوزها المُحاصرة

قبرص وكنوزها المُحاصرة
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قبل 43 عاما تم تقسيم جزيرة قبرص إلى شطرين: التركي واليوناني. الآن، يبدو أن آفاق إعادة التوحيد ممكنة. وهناك آمال لتحقيق طفرة اقتصادية.

مع اقتراب حلول موعد اجتماع جديد بخصوص اعادة توحيد قبرص، توجهنا إلى الشطرين الجنوبي والشمالي للجزيرة والتقينا بقبارصة أتراك وقبارصة يونانيين . تقاسم التراث الثقافي والعيش معاً هو أحد آمال المفاوضات. لمزيد من التفاصيل، مراسلتنا فاليري غوريا توجهت إلى الشطرين: الشمالي والجنوبي

آنا قبرصية يونانية، متخصصة بالآثار وتاريخ الفن وأورهان قبرصي تركي، مدير مكتب سياحة وسفر تركي قبرصي. معا يعملان على تعريف المواطنين الآخرين بتراث الجزيرة المتوسطية. مقسمة منذ العام 1974 بين الجالية التركية في الشمال والجالية اليونانية في الجنوب. اليوم، يرافقان مجموعة من القبارصة اليونانيين لزيارة مدينة العصور الوسطى فاماغوستا، شمال الجزيرة. في الماضي، كانت المدينة التجارية الأكثر أهمية لجزيرة قبرص، انها تعكس ماضٍ مشترك. “نتقاسم هذا التراث الثقافي منذ العصور القديمة.نستطيع العيش معا وأثبتنا هذا، لأن القبارصة اليونانيين والأتراك عملا معا “، توضح آنا مارانغو.

الرخاء المشترك هو احد الآمال التي تحملها مفاوضات السلام.
إعادة توحيد قبرص يمكن أن يؤدي إلى ازدهار القطاع السياحي، لكن ليس هذا ما يحفز آنا وأورهان حقاً.

“ لا نقوم بهذا لكسب المال، بل من اجل مستقبلنا وبناء بلد جيد لمستقبلنا ومستقبل أولادنا واحفادنا“، يقول أورهان تولان، مدير مكتب سياحة وسفر تركي قبرصي.

فاروشا: مدينة اشباح

تنتهي الجولة في فاروشا، من أكثر مواقع الصراع رمزية، في مدينة فاماغوستا. تحت إشراف الجيش التركي، مهجورة منذ هروب ساكنيها القبارصة اليونانيين قبل ثلاثة وأربعين عاما.

“لا يُسمح بتصوير مدينة الاشباح فاروشا، رمز لتقسيم قبرص. في حالة إعادة التوحيد يمكن أن تصبح شعاراً لعصر ذهبي جديد للجزيرة“، توضح مراسلتنا فاليري غوريا.

مشروع معماري طموح

أندرياس وسيرين يريدان تصديق هذا. هو قبرصي يوناني، وهي قبرصية تركية. مهندسان معماريان يعملان على مشروع إعادة إعمار طموح.
يريدان جعل فاماغوستا مدينة بيئية، يمكن أن تصبح نموذجا للتنمية المستدامة، ورائدة للتوحيد أيضاً.

“هذا الحي يمكن ان يصبح مركزا للحضارات والتجارة. يمكن الإحتفاظ بالمباني القائمة من خلال الحفاظ على الذكريات، وفي الوقت ذاته، الاستفادة من التقنيات والبنية التحتية للقرن الحادي والعشرين فيما يتعلق بالأداء البيئي“، يقول المهندس المعماري اندرياس لوردوس.

“أعتقد أن هذا المشروع سيعطي صوتأ لكثير من النفوس الضائعة. وسنحاول جلبهم من الجانب الآخر لهذا الستار غير الواقعي. هؤلاء الذين عاشوا هنا، في هذا المكان، ويريدون العودة اليه . نصف ارواحهم هنا. والنصف الآخر فارغ. لأننا لا نستطيع الاندماج“، تضيف سيرين بوغاس، المهندسة المعمارية في جامعة شرق البحر الأبيض المتوسط.

الاندماج ، هذا ما يطالب به رجالُ الأعمال أيضا، على جانبي الجزيرة.

الحل السياسي هو الحل؟

موعدنا في غرفة التجارة القبرصية التركية، شمال نيقوسيا، رئيسها يقول إن الحلَ السياسي سيكون مفتاحاً لقفزة اقتصادية إلى الأمام.

فكري توروس، رئيس غرفة التجارة القبرصية التركية، يقول:“سيتم تحرير القبارصة الاتراك من العقوبات. وسنستفيد من السوق القبرصية باكملها. ناهيك عن الأسواق الأوروبية. الجغرافيا السياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط ستستفيد كثيراً، لأن هذا سيعزز التعاون الإقليمي. اما بالنسبة للقبارصة اليونانيين فانهم سيستفيدون من المزايا الاقتصادية لأنهم سيتمكنون من مزاولة التجارة مع تركيا.”

فاليري غوريا، يورونيوز:“يجب أن نستمر في إظهار الوثائق للانتقال إلى الجانب الآخر من الجزيرة، التجارة هي أيضاً محدودة وفقاً للخط الأخضر، والذي هو خلفي. بسبب عدم وجود اتفاق سياسي، التبادلات التجارية لا تصل حتى الى 10 في المئة من إمكاناتها “.

بانتظار التكامل الاقتصادي

الحوار مستمر منذ زمن طويل بين شركات الجانبين. أنها بانتظار رفع القيود، يقول رئيسُ غرفة تجارة جمهورية قبرص، جنوب نيقوسيا. وهذا هو الحال بالنسبة للمستثمرين الأجانب.

فيدياس بلديس، رئيس غرفة تجارة وصناعة قبرص، يقول: “ مجتمع الأعمال يتحدث عن امكانية قيام شراكات ومشاريع مشتركة، من خلال التحدث مع مستثمرين. أعتقد انه ستكون هناك رغبة متجددة لخلق مشاريع الكبيرة. علينا أن لا ننسى أن قبرص في طريقها لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا. لقد تم اكتشاف الكثير من الغاز في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط ​​ “.

وفقا لدراسات حديثة، تكامل اقتصادي مستقبلي سيشكل ثلاثة أضعاف معدل النمو في الجزيرة، وسيعمل على انعاش سوق العمل.

غريغوري وسيرتاك اشتركا في كتابة تقرير عن البطالة بين الشباب، في قبرص، انها أعلى بكثير من المتوسط ​​في الاتحاد الأوروبي.الأسباب مختلفة في الشمال والجنوب، لكن وفقاً لهما، الآثار نفسها.

سيرتاك سونان، متخصص بالعلوم السياسية، يقول:“القبارصة الأتراك في عزلة اقتصادية، وهذا يعيق تنمية القطاع الخاص. لدينا الكثير من خريجي الجامعات لكن لا توجد الكثير من الوظائف لهم. اذا لم يكن للقطاع القبرصي التركي الخاص حصة في الاقتصاد العالمي، سنواجه صعوبة كبيرة في خلق فرص عمل عالية الجودة “.

الرحيل

اما غريغوري ايوانو، المتخصص بعلم الاجتماع، فيقول:العديد من الأشخاص، وخاصة الشباب، الذين حصلوا على شهادات، يبحثون عن فرص عمل في الخارج. أعتقد أنه في حالة اعادة التوحيد، بفضل الاستثمارات الجديدة والاحتياجات الجديدة، سيتوقف الشباب عن الرحيل إلى الخارج.”

هاكان قبرصي تركي.بسبب غياب الاتفاق السياسي، الأفق يبدو مسدوداً أمام الشباب.
تخرج حديثا من قسم العلاقات الدولية، ويريد أن يجرب حظه في البرتغال.

“لدي أصدقاء درسوا الهندسة، ويعملون في البنوك، أو في محلات البيع الكبيرة، لعدم وجود فرص عمل للشباب. لهذا بدلا من الانتظار هنا، حجزت تذكرة سفر إلى لشبونة “، يقول هاكان كوبان. البقاء في البلد

أندريا جورجيو قبرصية يونانية، حاصلة على شهادة في الإدارة، وجدت وظيفة بأقل من مؤهلاتها وبراتب قليل.كانت تفكر بالرحيل. لكنها تخلت عن الفكرة، تقول:“مؤخراً، قررت البقاء هنا لأنه بلدي، وفيه عائلتي وأصدقائي. إذا رحل الجميع من هنا، إذا غادر الشباب قبرص، من سيبقى هنا لتطوير بلدنا وتغيير هذا الوضع ؟”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مزايا إعادة توحيد قبرص؟

هل إعادة توحيد قبرص سيترجم إلى خلق فرص عمل؟

استحالة إعادة توحيد قبرص؟