تحقيق ضخم وغير مسبوق باشرتْه لندن الاثنين حول الاعتداءات الجنسية والعنف الممارَس ضد الأطفال اليتامى والفقراء الذين كانت المملكة المتحدة ترسلهم إلى عدد من دول الكومنولث للعناية بهم في ملاجئ خلال أكثر م
تحقيق ضخم وغير مسبوق باشرتْه لندن الاثنين حول الاعتداءات الجنسية والعنف الممارَس ضد الأطفال اليتامى والفقراء الذين كانت المملكة المتحدة ترسلهم إلى عدد من دول الكومنولث للعناية بهم في ملاجئ خلال أكثر من خمسين عاما؛ من عشرينيات القرن الماضي إلى نهاية سبعينياته.
التحقيق معنيٌ بنحو مائة وخمسين ألف طفل كانت تتراوح أعمارهم بين ثلاثةِ أعوامٍ وأربعة عشر عامًا نُقِلوا إلى أستراليا ونيوزيلندا وكندا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي من أجل توفير ظروف حياة وتربية تفتح لهم فرص عيش أفضل في المستقبل. وبدلا من أن يحظوابـ: “حياة أفضل“، كما كان يُقال آنذاك، تعرض الكثير منهم إلى العنف والاعتداءات الجنسية.
المحامية آسْويني فيريراتْني لدى مؤسسة خاصة بالطفولة تقول في شهادتها عن المؤسسة التي كانت تتكفل ببرنامج الطفولة في المملكة المتحدة:
“الذين مروا من هذه المؤسسة الدولية سيقولون لكم لقد تم إرسالنا إلى ما يمكن وصفُه بمحتشدات للعمل حيث كان يتم تجويعنا وضربنا والاعتداء علينا بأساليب خسيسة. روابطنا مع عائلاتنا ومع بلداننا كانت مقطوعة”.
نسبة من هؤلاء الأطفال انتُزِعوا انتزاعا من أوليائهم الذين لم يكونوا قادرين على رعايتهم بسبب الفقر دون اعتبار لمشاعر لا الأولياء ولا الأطفال الذين عاشوا في ملاجئهم حياة قاسية مرّيرة.
ديفيد هيل يعد أحد هؤلاء الأطفال الضحايا الذين مروا من هذه الملاجئ، أو بالأحرى المحتشدات، في مدينة مولونغ في أستراليا، ويقول عن تجربته:
“بإمكاني القول إن أكثر من ستين بالمائة من الأطفال الذين أُرسِلوا إلى فِيْرْبْرِيجْ (Fairbridge) تم الاعتداء عليهم جنسيًا…”.
وعندما استغرب الصحفي الذي سأله قائلا: “…ستون بالمائة؟…“، رد عليه دون تردد:
“ستون بالمائة. ولو راجعنا ظروف استقبال الأطفال داخل المؤسسات الأخرى الخاصة بالأطفال المهاجرين فإن هذه النسبة إن لم تكن في بعض المؤسسات الكاثوليكية الخاصة بالطفولة في غرب أستراليا مماثلةً أو أعْلى فإنني سأستغرب ذلك”.
التحقيق الذي انطلق في العاصمة البريطانية حول هذه التجاوزات المسكوت عنها، التي وُصِفتْ بـ: “الممنهَجة“، في حق الأطفال سيُعيد فتح الجراح وكشف المستور ومدى معرفة السلطات بالأمر، لا سيما أن انتقادات ظهرت منذ الخمسينيات حول هذه المؤسسات دون أن تُحَرِّكَ ساكنًا ولم تُفضِ إلى أكثر من الانتقادات.