يرممون السور العظيم حجرا بحجر

مع بزوغ شمس نهار جديد على امتداد سور الصين العظيم الذي يتجاوز طوله ألفي كلم، تبدأ رحلة عمال مهمتهم نقل ما يعادل مئات قطع من الآجر تزن الواحدة عشرة كلغ، مستعينين بالبغال لنقل حمولتهم في منطقة جبلية وعرة، والصعود بها إلى مستوى أماكن من السور التي تستدعي الترميم.
في أماكن الترميم يستعمل البناؤون الأحجار القديمة التي اقتلعت بفعل مرور الزمن، وإذا تعذر العثور على الأحجار الأصلية، يلجأ هؤلاء إلى استعمال قطع من الآجر تم تصنيعها وفق خصائص محددة.
وبإشراف حكومي يخضع السور إلى ترميم مكثف، وهو الآن في مرحلته الثالثة، بعد انطلاق الترميم في 2005، والتقدم الذي تم إحرازه واضح، ولكن تمضي الخطوات ببطء.
وتأتي المقاربة الدقيقة للسلطات المحلية للترميم بهذا الأسلوب المتروي، إثر بادرة خاطئة لترميم بعض أجزاء السور في محافظة لياونينغ، حيث اقتلعت أبراج من السور وتم تعبيد مساحات في الحصن بالاسمنت والرمل، فكانت النتيجة ما يشبه الطريق المعبد، وهو ما أثار الانتقادات على نطاق واسع السنة الماضية.
وبعد عملية الترميم الكارثية تلك، قالت الإدارة الحكومية للثقافة والتراث إنها ستحقق بشأن أي مشروع لصيانة السور، ينفذ بطريقة غير مناسبة.
الآن عملية الترميم تتطلب نفسا طويلا، وعمل كبير ينتظر الإنجاز، وبحسب مسؤولين فإن حوالي عشرة في المائة فقط من السور الذي بني في عهد سلالة مينغ تم ترميمه.
أما ما تبقى من السور فقد تقوض بنيانه بفعل مرور قرون عدة، أو هو يوشك أن يطويه النسيان.