بصوت يتهدج من رهبة الجمهور بدأت الشاعرة البريطانية سهيمة منظور-خان مخاطبة مستمعيها بالقول “إنها ليست قصيدة كي تقولوا إن المسلمين مثلنا”.
الشابة ذات 22 عاما، وتغطي رأسها ككثير من المسلمات، حاولت من خلال قصيدتها المعنونة باسم “هذه ليست قصيدة لإضفاء الإنسانية“، فضح المشاعر المعادية للإسلام المتنامية في المجتمعات الغربية.
من خلال القصيدة المنظومة بطريقة فن “الصلام” الكلامي أرادت منظور-خان أن تقول بأن المبادرات المتنوعة “لإضفاء الطابع الإنساني” على المسلمين لتهدئة روع من يعتبرون المسلمين مخيفين أو أجانب، أمرٌ خاطئٌ بحدّ ذاته.
فبنظر الشاعرة ذات الأصل الأفغاني المسلمون ليسوا أصلا في موضع الإدانة ليثبتوا براءتهم، إذ تقول في قصيدتها “إن كنت تريد أن أثبت إنسانيتي، فاعم أنني لست الشخص الذي يفتقر للإنسانية”.
هذه القصيدة الجريئة قدمت خلال منافسة شعرية جرت في حزيران / يونيو نظمتها مؤسسة روندهاوس الخيرية في لندن، وحازت على المركز الثاني ضمن المسابقة.
غالبا ماتلجأ وسائل الإعلام إلى مكافحة التمييز الذي يعاني منه المسلمون من خلال تسليط الضوء على المسلمين الناجحين، مثل الرياضيين العالميين ونجوم التلفزيون وغيرهم.
غير أن الشاعرة الشابة ترى أن هذه الجهود تؤدي إلى عكس مايراد منها، إذ أنها تنزع من المسلمين حقهم بأن يكونوا بشرا عاديين.
“بدلا من ذلك، أحبنا عندما نكون كسالى. أحبنا عندما نكون فقراء” قالت سهيمة منظور خان بصيغة تحدي.
“أحبنا عندما نحلق كطائرات ورقية، أو عندما نكون عاطلين عن العمل، عند المرح أو لدى تبديد الوقت، عند الفشل في المدرسة أو في القذارة، عندما لانملك جواز السفر اللائق ولا اللكنة الإنكليزية المناسبة”.