نيويورك تايمز: خطة بن سلمان ومحمود عباس لتسليم القدس لإسرائيل

نيويورك تايمز: خطة بن سلمان ومحمود عباس لتسليم القدس لإسرائيل
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

في رحلة غامضة قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر الماضي إلى العاصمة السعودية بهدف إجراء مشاورات مع ولي العهد محمد بن سلمان ناقش السياسيان خطط الرئيس دونالد ترامب الزاعمة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. ما الذي دار خلف الأبواب المغلقة ؟ ولماذا أثارت المباحثات موجة من التنديدات في المنطقة ؟

حسب مسئولين فلسطينيين، استمعوا لرواية عباس عند عودته، وتحدثوا إلى "نيويورك تايمز" فأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرض على محمود عباس خطة من شأنها أن تكون أكثر انحيازًا إلى الجانب الإسرائيلي من أي خطة سبق للإدارة الأمريكية أن تبنتها من قبل على الإطلاق. خطة من المفترض أن يرفضها أي زعيم فلسطيني.

خطة بن سلمان بالاتفاق مع محمود عباس

أجزاء متناثرة من الدولة وسيادة محدودة

ستمكن هذه الخطة الفلسطينيين من إقامة دولتهم، لكنهم لن يحصلوا سوى على أجزاء متناثرة من الضفة الغربية ولن يتمتعوا سوى بسيادة محدودة على أراضيهم.

البقاء على المستوطنات الإسرائيلية كما هي

بالإضافة إلى ذلك ستبقى المستوطنات الإسرائيلية، والتي تعتبرها معظم دول العالم غير شرعية، كما هي.

تجريد الفلسطينيين من عاصمة دولتهم

ولن يحصل الفلسطينيون على القدس الشرقية كعاصمة لدولتهم.

نفي البيت الأبيض وانكار السعودية

 نفى البيت الأبيض أي علاقة له بالخطة، كما أنكرت الحكومة السعودية تأييدها لتلك المواقف.

اعلان ترامب للقدس عاصمة لإسرائيل

وتحدى ترامب العرب والمسلمين في خطاب ألقاه الأربعاء أعلن من خلاله اعتراف بلاده الرسمي بالقدس عاصمةَ لإسرائيل، ضاربا عرض الحائط جميع المعاهدات والاتفاقيات وخصوصا أوسلو. الإعلان من شأنه تقويض الدور الذي تلعبه أمريكا باعتبارها، نظريًا، وسيطًا محايدًا.

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، قال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان “إن المملكة لا تزال على التزامها بتحقيق تسوية تستند إلى المبادرة العربية للسلام عام 2002، والتي تتضمن جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية طبقًا لحدود 1967. وأي محاولة للإيحاء بغير ذلك عارية تمامًا من الصحة.”

**ترامب يسند الصفقة الكبرى إلى زوج إبنته

**

قام الرئيس ترامب بإسناد مهمة التوصل إلى اتفاق بشأن ما يسميه “الصفقة الكبرى” إلى زوج إبنته جاريد كوشنر، بمساعدة كبير مفاوضيه جاسون جرينبلات، إضافة إلى عدد من المساعدين الآخرين. وبعد قرابة عام من جولات الاستماع في المنطقة، يعكفون الآن على بناء خطة شاملة بيد أنهم يحتفظون بتفاصيلها طي الكتمان.

“نحن على دراية بمحتوى الخطة،” صرح السيد كوشنر قائلًا في إحدى المرات النادرة التي يظهر فيها في مناسبة عامة يوم الأحد الماضي في منتدى سابان، وهو مؤتمر متخصص في شئون الشرق الأوسط تستضيفه مؤسسة بروكنجز. “الفلسطينيون يعلمون بما دار في محادثاتنا معهم, والإسرائيليون يعلمون بما دار في محادثاتنا معهم.” وقد عُقد الاجتماع الذي جمع بين الأمير محمد والسيد عباس بعد أقل من أسبوعين من زيارة السيد كوشنر للأمير في الرياض للتباحث معه بشأن خطة السلام.

حركتا حماس وفتح يقظتان لأي مخططات غادرة

الكلام عن تلك المقترحات أحدث هزة كبيرة في منطقة تتنازعها بالفعل صراعات عديدة، وأثار دهشة المسئولين العرب والمراقبين الغربيين على حد سواء. وقد وصف مسئولون فلسطينيون، من كل من حركة فتح التي يرأسها عباس، حركة حماس المنافسة لها، على حد سواء، الخطة المقترحة بالمهينة وغير المقبولة. “إذا وافقت القيادة الفلسطينية على أي من المقترحات السالفة، فإن الشعب الفلسطيني لن يسمح لهم بالبقاء في السلطة،” بحسب قول حسن يوسف، القيادي البارز في حركة حماس بالضفة الغربية، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني.

بحسب مسئولين فلسطينيين من حركتي فتح وحماس، ومسئول لبناني بارز إضافة إلى العديد من الأشخاص الذين أحيطوا علما بمجمل ما دار في المحادثات، فإن ما ضاعف من وقع الصدمة على الفلسطينيين، ما أثير عن إبلاغ الأمير محمد للسيد عباس إنه في حال رفضه للشروط المقترحة فإنه سُيجبر على الاستقالة ليفسح المجال لبديل له سوف يقبل بها.

ووفقًا لعدد كبير من المسئولين، فإن الأمير عرض تقديم مساعدات مالية ضخمة للفلسطينيين بهدف تجميل الاتفاق المقترح، بل ولوح أيضًا بإمكانية تقديم دفعة فورية للسيد عباس، غير أن السيد عباس رفض العرض، بحسب قولهم. وقد صرح السفير السعودي الأمير خالد، قائلا “إن السعودية تدعم القيادة الفلسطينية تحت زعامة الرئيس عباس دعمًا كاملًا ولم ولن تتدخل أبدًا في الشئون الداخلية للفلسطينيين.”

أبو ردينة ينفي ويصرح: "أخبار زائفة"

ومن جانبه نفى نبيل أبو ردينة، المتحدث الرسمي بإسم السيد عباس، تلك الروايات حول اجتماع الرياض والمقترحات السعودية ووصفها ب”أخبار زائفة لا وجود لها”، وقال إن الفلسطينيين لا يزالون في انتظار مقترح رسمي من الولايات المتحدة. بيد أن النقاط الأساسية التي تضمنها العرض السعودي للسيد عباس، تم تأكيدها من قِبل العديد من الأشخاص الذين أحيطوا علما بمجمل ما دار في المحادثات بين السيد عباس والأمير محمد، مثل السيد يوسف القيادي البارز في حركة حماس؛ وعدد كبير من المسئولين الغربيين؛ ومسئول بارز في حركة فتح؛ ومسئول فلسطيني في لبنان؛ وسياسي لبناني بارز؛ من بين آخرين. وقد أشار أحمد طيبي، العضو الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي، إلى مجموعة مشابهة من الأفكار قال إن الأمريكان والإسرائيليين سبق أن عرضوها على الفلسطينيين: دولة فلسطينية ذات “سيادة معنوية” فحسب وأراضٍ متناثرة لا رابط بينها وبدون القدس الشرقية كعاصمة لها؛ ولا شيء عن إخلاء المستوطنات الإسرائيلية أو حق العودة للاجئين الفلسطينيين. بل إن الكلام عن الخطة أثار إنزعاج بعض من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، والذين يتطلعون لتوضيح من البيت الأبيض بخصوص المسألة. فقد صرح أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طلب عدم ذكر إسمه، بأن المسئولين الفرنسيين قد سمعوا شيئًا بخصوص بعض المقترحات السعودية، تبدو شديدة الشبه بالعرض المبدئي التي سبق أن قدمته إسرائيل وقوبل بالرفض من الفلسطينيين.

انتزاع القدس وتعويض الفلسطينيين عبر إعطائهم من أراضي سيناء المصرية

بدأت أجهزة الإنذار في المنطقة في الشهر الماضي، عندما بدأ السيد عباس إجراء مكالمات هاتفية مع القادة السياسيين في المنطقة بعد مغادرته الرياض.

وكان أحد المسؤولين الحكوميين اللبنانيين الذين تلقوا مكالمة فوجئوا بما قاله من اقتراح سعودي بأن الفلسطينيين يمكن أن يكونوا أبو ديس، إحدى ضواحي القدس الشرقية، عاصمتهم.

وقال مسؤول فلسطيني في لبنان إن الفكرة التي طرحها السعوديون هي تعويض الفلسطينيين عن خسارة أراضي الضفة الغربية عن طريق إعطائهم أراضي سيناء التي عانت مؤخرا من هجمات إرهابية. ورفضت مصر هذه الفكرة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وماذا بعد اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني؟

عباس لترامب "يخرب بيتك"

صحيفة تايم الأمريكية: محمد بن سلمان يكتسح ترامب وبوتين وينتزع لقب شخصية العام