كيف تستخدم الشعارات الدينية لتغذية التطرف الديني في بولندا؟

كيف تستخدم الشعارات الدينية لتغذية التطرف الديني في بولندا؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تعرف بولندا تناميا معتبرا للاتجاهات اليمينية المتطرفة ، تلك الجماعات اليمينية المتطرفة تستخدم وسائل عديدة لتحقيق مآربها. ومن بين تلك الوسائل، الدين. وهو العامل الذي ساعد كثيرا من الاحزاب اليمينية المتطرفة إلى الحصول على نفوذ سياسي في بولندا.

اعلان

تعرف بولندا تناميا معتبرا للاتجاهات اليمينية المتطرفة ، تلك الجماعات اليمينية المتطرفة تستخدم  وسائل عديدة لتحقيق مآربها. ومن بين تلك الوسائل، الدين. 

وهو العامل الذي ساعد كثيرا من الاحزاب اليمينية المتطرفة إلى الحصول على نفوذ سياسي في بولندا.

 قضت جولانتا اوربانسكا، وهى مستشار محلي في عمدة  مدينة تشستوشوا بجنوبى بولندا وزعيمة المجموعة المدنية  المرتبطة برابطة جمهورية بولندا الديمقراطية، قضت عدة سنوات فى معاينة صعود اليمين المتطرف فى بلادها. وأحد العناصر التي وثقتها هي الروابط الوثيقة بين الكنيسة الكاثوليكية وجماعات مثل الحركة الوطنية القومية أو الاتجاه الوطني الراديكالي و حركة الشباب البولندي، وهي اتجاهات معروفة بتطلعاتها القومية في بولندا من أكثر الحركات القومية رفيعة المستوى في بولندا.خلال الحكم الشيوعي المدعوم من السوفيات في بولندا، كانت الكنيسة رمزا للحرية الفكرية وعملت كقوة مقاومة ضد النظام القمعي. أما اليوم فتسعى الجماعات اليمينية المتطرفة إلى استغلال العلاقة التاريخية بين الدين والقومية، معتبرة  بعض الجوانب عرى مشتركة  يتفق بشأنها معظم البولنديين مثل المعارضة للإجهاض والزواج ما بين المثليين. 

جولانتا اوربانسكا

" تستخدم خطابات  الديانة الكاثوليكية لاستغلالها في تشجيع الميول الوطنية، من مثل تفوق البلونديين على الدول الأخرى فضلا عن الشعارات التي تدغدغ المشاعر الإنسانية،  هذه هي استراتيجية مثالية للتلاعب  بأذها المراهقين، الذين يشعرون أنهم بحاجة إلى إثبات هويتهم."إنهم يشعرون بأن:" الله معنا ". على الرغم من أن العديد منهم ليسوا حقا أتباع الدين المسيحي، إلا أنهم لا يزالون يشعرون بلشعور بروح التمكين  التي تقدمها لهم الكنيسة بشكل عام. مضيفة إن الكنيسة فقدت القدرة على مقاومة التصريحات  التي يتقمصها دعاة اليمين المتطرف.مضيفا "لقد خرج الجناح القومي المتشدد للكنيسة عن السيطرة، ولا يوجد أحد قادرا أو مستعدا  لوقفه.

وفي عام 2015، تولّى حزب القانون والعدالة المحافظ السلطة في بولندا، مدفوعًا جزئيًا بسياساته المناهضة للهجرة والمهاجرين، وهو الأمر الذي ساعد الأحزاب السياسية اليمينية الأخرى في جميع أنحاء أوروبا في الوصول إلى السلطة. ومنذ ذلك الحين ومسيرات 11 تشرين الثاني/نوفمبر، قد أصبحت سلمية إلى حد ما ولكن كبيرة جدًا.

وعقب انتهاء مظاهرات  في وقت سابق سأل أحد المراسلين وزير الداخلية البولندي، وهو عضو بالحكومة اليمينية، عن رأيه باللافتات والهتافات التي ظهرت في المسيرة مثل "أوروبا البيضاء" و"الدم النقي"، ليجيب الوزير: "إنها مجرد تعبير عن الرأي، لأن أصحابها يتصرفون على أنهم ناشطون سياسيون"، ووفقًا لأسوشيتد برس، فقد وصف الوزير المسيرة الضخمة التي جابت أنحاء وارسو، لأنها "كانت مشهدًا جميلًا".

وتحتفل بولندا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام بذكرى تحررها من الحكم الإمبراطوري في عام 1918. وهي الحرية التي أعترضت مرتين من قبل الاستعمار الوحشي، مرة من النازيين ثم من الشيوعيين.

وفي القرن الحادي والعشرين، بدأت مجموعة أطلقت على نفسها "الشباب البولندي"، وهو الاسم الذي  يرجع لمجموعة متطرفة معادية للسامية نشأت في ثلاثينات القرن الماضي؛ في استضافة احتفالات منافسة لاحتفالات الـ11 من تشرين الثاني/نوفمبر في وارسو.

على الرغم من أن بولندا لم تشهد أعمالًا إرهابية على غرار عدد من الدول الأوروبية، ولا يمثل المسلمون بها أعدادًا تُذكر، كما لا يوجد بها أماكن تجمعات للمسلمين أو ظهور واضح لدور العبادة الخاصة بهم؛ فإن اليمين الديني المتطرف في بولندا يصرُّ على العداء للمسلمين والدعوة الصريحة والتحريض العلني لممارسة العنف ضدهم، بل والدعوة إلى عمل محرقة للمسلمين على غرار محرقة اليهود، وهو ما يقدم دليلًا دامغًا على أن عداء اليمين الديني المتطرف في الغرب تجاه المسلمين هو عداء بلا مبرر عقلي ولا يرتبط بوجود تهديد من بعض المسلمين ولا ممارسات عدد من التنظيمات الإرهابية، وإنما هو عداء ناتج بشكل كبير عن خطاب عنصري يدعي نقاء المواطن الأبيض وتمييزه عن غيره من الأجناس.

بالإضافة إلى التحريض الإعلامي وازدواجية المعايير المتبعة تجاه قضايا المسلمين عن قضايا غير المسلمين، أو تناول القضايا التي يكون أحد طرفيها مسلمًا، كما هو الحال في الأعمال الإرهابية التي تنسب إلى الإسلام وتعاليمه الدينية، وهو ما لا يحدث مع الأفراد من الأديان والمعتقدات الأخرى، ولا أدل على ذلك من التناول الإعلامي لقضية المسلح ستيفن بادوك الذي قتل ما لا يقل عن 58 شخصًا وأصاب أكثر من 500 آخرين في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، حيث اعتبر الحادث غير إرهابي بمجرد التأكد من ديانة منفذ الهجوم، بينما توصف أية حوادث أخرى بأنها إرهابية فور التأكد من ضلوع أحد المسلمين فيها، وهي ازدواجية فاضحة وكاشفة للتناول الإعلامي المتحيز ضد المسلمين.

وأكد مرصدُ الإسلاموفوبيا  أن دعوات اليمين الديني المتطرف في الغرب تمثل أحد أهم روافد تجنيد الإرهابيين في أوروبا وخارجها، ويجب أن تعي الدول الأوروبية أن ترك المجال أمام اليمين الديني للتحريض بشكل علني ضد المسلمين حتى وصل الأمر إلى الدعوة إلى إقامة محرقة لهم هو أمر غير مقبول وينذر بعواقب وخيمة لا يوجد مستفيد منها غير التنظيمات الإرهابية ومثيلتها اليمينية المتطرفة في الغرب.

المصادر الإضافية • تقرير أنتجه للنشرة الدولية : عيسى بوقانون

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بولنديون يحتجون "بالموز" على منع عرض أعمال فنية "تحمل إيحاءات جنسية"

نواب البرلمان الأوروبي يريدون تفعيل المادة السابعة ضد بولندا

بعد إعلان بوتين استعداد روسيا لحرب نووية.. وارسو تخصص 30 مليون يورو لبناء الملاجئ