هل هناك أسباب حقيقية من وراء نقل السفارة الأميركية للقدس؟

هل هناك أسباب حقيقية من وراء نقل السفارة الأميركية للقدس؟
بقلم:  Euronews مع رويترز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

هل هناك أسباب حقيقية من وراء نقل السفارة الأميركية للقدس؟

اعلان

تفتتح الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في القدس في 14 مايو-أيار الجاري في خطوة أسعدت إسرائيل وأثارت غضب الفلسطينيين.

ويوم الاثنين تم نصب علامات مرورية تبين الطريق المؤدي إلى السفارة في أنحاء الحي الذي ستفتتح به الأسبوع المقبل في موعد يوافق الذكرى السبعين لتأسيس دولة إسرائيل.

وراء هذه المبادرة يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي خالف في العام الماضي ما سارت عليه السياسة الأمريكية لعشرات السنين باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال ترامب إن إدارته تعد مقترحا للسلام وإن الاعتراف بالقدس عاصمة لأقرب حلفاء الولايات المتحدة "رفع القدس، أصعب البنود في المفاوضات، من على المائدة".

وهلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقرار ترامب، لكن هذه الخطوة أثارت استياء العالم العربي والحلفاء الغربيين.

ووصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها صفعة على الوجه وقال إن واشنطن لم تعد تصلح للقيام بدور الوسيط النزيه في أي محادثات سلام مع إسرائيل.

وفي البداية سيتم افتتاح سفارة مؤقتة صغيرة تعمل من المبنى الذي يضم الآن العمليات القنصلية الأمريكية في جنوب القدس لحين العثور على موقع آمن لنقل بقية عمليات السفارة من تل أبيب.

**إقرأ المزيد: **

ترامب يقول أنه قد يذهب إلى القدس لافتتاح السفارة الأمريكية

لماذا اعترف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل وأعلن عن نقل السفارة إليها؟

يضغط الساسة المؤيدون لإسرائيل في واشنطن منذ مدة طويلة لنقل السفارة إلى القدس كما أن ترامب قطع على نفسه وعدا خلال حملة الدعاية الانتخابية في 2016 بتحقيق ذلك.

قوبل القرار بالترحيب من جانب كثيرين من المحافظين والمسيحيين الإنجيليين الذين صوتوا لصالح ترامب ونائبه مايك بنس وكثيرون منهم يؤيدون الاعتراف السياسي بأحقية إسرائيل في المدينة.

وجاء قرار ترامب تنفيذا لقانون صدر في العام 1995 يقضي بأن تنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس لكن الرؤساء بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما دأبوا على توقيع مراسيم لتأجيل التنفيذ.

لماذا تلعب القدس دورا مهما في الصراع في الشرق الأوسط؟

تتلخص الإجابة في الدين والسياسة والتاريخ.

بسبب القدس قامت حروب منذ آلاف السنين خاضها سكانها وقوى إقليمية وغزاة من خارج المنطقة.

فالمدينة مقدسة في اليهودية والمسيحية والإسلام ولكل من الديانات الثلاث مواقع لها أهمية كبرى فيها.

وتعتبر الحكومة الإسرائيلية القدس عاصمة أبدية موحدة للبلاد رغم أنها لا تحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

بل إن للمدينة اسمين مختلفين فاليهود يسمونها أورشليم أو جيروسالم والعرب يسمونها القدس.

لكن أهمية المدينة أبعد من ذلك.

اعلان

ففي قلبها يقع تل يسميه اليهود في مختلف أنحاء العالم جبل المعبد ويعرفه المسلمون في أنحاء العالم باسم الحرم الشريف. ويقول اليهود إنه موقع معابد يهودية قديمة لكن كل ما تبقى منها فوق الأرض حائط مما بناه هيرود العظيم يعرف باسم الحائط الغربي يؤدي عنده اليهود صلواتهم.

وعلى بعد أمتار من الحائط موقعان لهما قدسيتهما عند المسلمين هما قبة الصخرة والمسجد الأقصى الذي بني في القرن الثامن ويعد ثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة المنورة.

كما تعد المدينة مزارا مهما للمسيحيين الذين يقدسون الموقع الذي يعتقدون أن المسيح عيسى وقف فيه يعظ الناس وصُلب وبُعث فيه.

ما هو التاريخ الحديث للمدينة ووضعها؟

في 1947 قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تقسيم فلسطين التي كانت خاضعة آنذاك للانتداب البريطاني إلى دولتين الأولى عربية والثانية يهودية. لكنها اعترفت بأن للقدس وضعا خاصا واقترحت وضعها تحت الحكم الدولي مع بيت لحم القريبة منها على أن تديرهما الأمم المتحدة.

ولم يحدث ذلك قط. وعندما انتهى الحكم البريطاني في 1948 احتلت القوات الأردنية المدينة القديمة والقدس الشرقية العربية. واستولت إسرائيل على القدس الشرقية من الأردن في حرب 1967 وضمتها إليها.

اعلان

وفي العام 1980 أصدر البرلمان الإسرائيلي قانونا أعلن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل. لكن الأمم المتحدة تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وترى أن وضع المدينة محل نزاع لحين تسويته من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

هل لبلد آخر سفارة في القدس؟

في مارس آذار أعلن رئيس جواتيمالا جيمي موراليس أن بلاده ستنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في 16 مايو آيار أي بعد يومين فحسب من نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.

وقال نتنياهو في أبريل نيسان إن نحو ست دول "تبحث بجدية" الاقتداء بالخطوة الأمريكية لكنه لم يذكر اسم أي منها.

وفي ديسمبر كانون الأول وافقت 128 دولة على قرار غير ملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. واعترضت على القرار تسع دول بينما امتنعت 35 دولة ولم تشارك في التصويت 21 دولة.

ما هي الخطوة التالية المرجحة؟ وهل سبق أن كانت القدس نقطة ساخنة؟

منذ إعلان ترامب عن قراره وقعت احتجاجات فلسطينية وحدثت توترات سياسية أوسع نطاقا.

اعلان

وقد حذر قادة عرب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط من أن خطوة نقل السفارة قد تؤدي إلى اضطرابات وتضر بالمساعي الأمريكية لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 40 فلسطينيا في غزة خلال احتجاج حدودي نظمه الفلسطينيون على مدى ستة أسابيع ويبلغ ذروته في 15 مايو أيار وهو اليوم التالي لنقل السفارة الأمريكية والذي يعتبره الفلسطينيون يوم النكبة الذي فقدوا فيه بيوتهم وأراضيهم مع قيام إسرائيل.

ورغم أن الاشتباكات لم تصل إلى مستوى الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى (1987-1993) والثانية (2000-2005) فقد سبق أن تفجرت أعمال عنف بسبب مسائل السيادة والدين.

وفي العام 1969 حاول مسيحي استرالي حرق المسجد الأقصى وفشل في مسعاه لكنه تسبب في إلحاق أضرار به وأثار الغضب في مختلف أنحاء العالم العربي.

وفي العام 2000 قاد السياسي الإسرائيلي ارييل شارون أثناء زعامته للمعارضة مجموعة من النواب الإسرائيليين إلى مجمع الحرم الشريف وتطورت الاحتجاجات الفلسطينية على ذلك إلى الانتفاضة الثانية.

اعلان

كما وقعت مواجهات دامية في يوليو تموز الماضي بعد أن نصبت إسرائيل أجهزة للكشف عن المعادن في مدخل المجمع بعد أن قتل مسلحون من عرب إسرائيل شرطيين إسرائيليين هناك.

إقرأ المزيد على يورونيوز:

ناتالي بورتمان ترفض استلام جائزة بقيمة مليون دولار من إسرائيل

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها فجر الأحد

ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 50 حالة انتحار بين الناجين وتقاعس حكومي

غالانت: لا خيار لإسرائيل سوى الرد على إيران