لاجئون سوريون في لبنان يفضلون البقاء على العودة إلى سوريا

اعلان

على الرغم من مواجهة أكثر من مليون لاجئ سوري بلبنان العديد من المصاعب إلا أن ما يبدو وكأنه اقتراب لنهاية الحرب الأهلية بسوريا ليس كافياً لإقناعهم بالعودة إلى ديارهم.

وطبقا لإحصاءات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2016، يعيش مليون لاجئ سوري في لبنان إلا أن تقديرات حديثة تؤكد ان ما لا يقل عن 1.5 مليون سوري موجودين بلبنان حالياً.

ولم توقع لبنان قط ميثاق الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951، ما يجعلها غير ملزمة قانوناً بإعطائهم الحقوق الكاملة كمقيمين يسمح لهم العمل في البلاد.

ومن معسكر للاجئين السوريين بوادي البقاع، يقول البعض ليورونيوز إن مصاعب المعيشة في لبنان لا تعني بالضرورة توقهم إلى العودة لديارهم في ظل غياب الضمانات الدولية بشأن استتابة الوضع الأمني في سوريا.

كما أن آخرين لم يعد لديهم ما يعودون إليه بعد أن دمرت سبع سنوات من النزاع المسلح منازلهم وأعمالهم وممتلكاتهم.

وتقول مريم العمر ليورونيوز من داخل خيمتها بالمعسكر: "أفضل البقاء في هذه الخيمة على العودة إلى التراب (في سوريا)".

وتنحدر مريم من إدلب وهي المنطقة التي تشهد مواجهات بين قوات الرئيس بشار الأسد في آخر جيوب القوات المعارضة له.

وتضيف: "نعرف شخصاً كان بموقع منزلنا القديم وقام بتصوير الوضع الحالي للمنطقة... لا يوجد فيها الآن سوى التراب".

إقرأ أيضاً:

بعيدا عن الديار، عروض دمى متحركة تحكي لأطفال سوريا اللاجئين في لبنان عن الأرض والوطن

لبنان بين أزمتين: سياسية واقتصادية

حلب تنفض غبار الحرب وعودة تدريجية للحياة في عاصمة سوريا الاقتصادية

"وضع غير مسبوق"

وتقول مريم إنها لا تشعر بأية مضايقات سواء من السلطات اللبنانية أو الشعب اللبناني مما يزيد من رغبتها بالبقاء بالبلاد.

واستقبلت لبنان، ذات الستة ملايين نسمة، لاجئين سوريين أكثر من أي دولة أخرى، ويقول جوزيف زبايتر، مسؤول وكالة الأمم المتحدة للاجئين، ليورونيوز أن تكيف اللاجئين من ناحية والسلطات اللبنانية من ناحية أخرى مع الوضع هو تجربة ناجحة غير مسبوقة.

ويضيف زباتير: "الناس هنا يعلمون جيداً ما قد يؤدي إلى نشوب نزاع وهو ما يحرصون على عدم حدوثه... خلال 60 عاماً من تاريخ الوكالة لم نشهد موقف كهذا حيث يضع الجميع كل شيء في الحسبان.

"أعتقد أن السلطات اللبنانية قامت بعمل جيد من حيث التعامل مع نزوح اللاجئين السوريين".