بعثة أوروبية-يابانية تتجه إلى عُطارد لفهم ألغاز الكوكب الأقرب إلى الشمس

بالمشاركة مع ESA - The European Space Agency
 بعثة أوروبية-يابانية تتجه إلى عُطارد لفهم ألغاز الكوكب الأقرب إلى الشمس
بقلم:  Jeremy Wilks
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بعثة أوروبية-يابانية تتجه إلى عُطارد لفهم ألغاز الكوكب الأقرب إلى الشمس

اعلان

في هذه الحلقة من برنامج الفضاء "سبيس" نتعرف عن قرب على أحد أكثر الكواكب غموضاً في النظام الشمسي، إنه عطارد. وتنطلق هذا الشهر مركبة فضائية لدراسة هذا الكوكب الأقرب إلى الشمس. لذا التقينا علماء مهتمين بهذا العالم الغامض من أجل أن يعرفونا المزيد عنه.

بعثة ناسا "ميسينجر" سبق أن ذهبت إلى عطار، في وقت سابق من العقد، والتقطت صورا له تظهر فُوّهات وسمات محيرة على سطحه. وقد بدأت الآن بعثة أوروبية يابانية مشتركة تدعى "بيبي كولومبو" رحلتها من أجل كشف المزيد من الأسرار.

يون هلبرت، عالم فلك من المركز الألماني للفضاء: "أهمية "بيبي كولومبو" تكمن في الحصول على صورة متكاملة عن عطارد. لأننا من خلال بعثة "ميسنجر" تعرفنا بشكل جيد على النصف الشمالي من الكوكب، أما النصف الجنوبي فلدينا صورة غيرُ واضحة عنه، لأننا كنا بعيدين. وهذا أمر مزعج بالنسبة إلى العلماء. بأن يتعرفوا على جزء واحد فقط دون التأكد إن كان الجزء الآخر مشابها أو مختلفا".

اقرأ أيضا:

تطور عطارد يختلف عن نظرائه من الكواكب

هناك الكثير من الأشياء التي يجب التحقق منها لأن تطور عطارد لا يتوافق مع ما يعرفه العلماء حول تطور الكواكب بصورة عامة.

هوك هوسمان، عالم كواكب من المركز الألماني للفضاء قال لنا : "بالنسبة إلي، فإن تشكل هذا الكوكب غامض جدا، وكذلك تطوره على مرِّ ملايين أو مليارات السنين!".

البَعثة الأوروبية اليابانية تحتوي على مسبارين أحدها تابع للوكالة الأوروبية وآخر للوكالة اليابانية. ومن المقرر أن يسبح المسباران في الفضاء على مدى 7 سنوات ويمرا بالزهرة والشمس قبل بلوغ مدار عطارد. وهذه رحلة سريعة بمقاييس الفضاء!

جوهانيس بينخوف، عالم من بعثة بيبي كولومب: "يتميز عطارد بدورانه السريع حول الشمس. لذا علينا مقاومة جاذبية الشمس من جهة، وتسريع مركبتنا الفضائية خلال دورانها حول عطارد من جهة أخرى. ولدى وصول المسبارين يمكن وضعهما في مدار واحد، من أجل أفضل أداء لخدمة العلوم".

عند بلوغ مدار عطارد، لا بد للمسبارين من الانفصال. الأوروبي سيقترب من الكوكب، أما الياباني سيبقى بعيدا للمراقبة. وستحمل المركبة على متنها 16 جهازا، وهذا عدد من الُمعادات لم يسبق أن أرسل إلى عطارد فيما مضى. وحاليا ينكب، هاك هوسمان، على مسح الفُوّهات والوديان والسهول باستخدام مقياس ليزرٍ للارتفاعات.

هاك هوسمان، من مركز الفضاء الألماني: "نحن بصدد وضع خريطة تقليدية وأخرى ثلاثية الأبعاد لسطح عطارد باستخدام نبضات ليزر. بالاعتماد أيضا على معلومات من مدار المركبة الفضائية ومعلومات عن تحركات المركبة نفسها. بفضل ذلك يمكننا رسم تضاريس السطح ليكون نموذجا حقيقيا ثلاثي الأبعاد".

المجسم الثلاثي الأبعاد سيستخدم لدراسة الجوانب المثيرة في عطارد. إذ يبدو أن هذا الكوكب يتقلص مع الزمن، فقد أظهرت الحسابات أن نصف قطره تقلص بمقدار 7 كيلومترات منذ تشكله.

جوهانيس بينخوف، عالم من بعثة بيبي كولومب: "الكوكب يتقلص، ونعتقد أن ما نراه على سطحه ليس إلا نتيجة لهذا التقلص. هذه واحدة من النقاط التي نود أن نفهمها. هل هذا أمر اعتيادي بالنسبة إلى الكواكب؟ أم أنها خاصية لعطارد؟".

اقرأ أيضا: 

غرفة عالية الحرارة لدراسة العينات كما لو أنها في عطارد

العلماء في مركز الفضاء الألماني ببرلين بنوا غرفة خاصة يمكن أن تسخّن عينات إلى 450 درجة مئوية، تماثل حرارة النهار على سطح عطارد، وذلك بهدف فهم تكوين السطح.

يورن هيلبرت، عالم فلكي متخصص بالكواكب: "سنذهب إلى سطح ساخن للغاية من أجل الحصول على بيانات مخبرية يمكننا مقارنتها. ماذا سنرى عندما نحصل هذه بيانات من جهازنا؟ إننا لا نملك عينات، كما نملك عينات من القمر مثلا. كل ما هو متاح بالنسبة إلينا هو النظر من بعيد، وذلك لأننا ننظر إلى كوكب شديد الحرارة، ونحتاج إلى مراقبة المواد عندما تكون بدرجة تماثل حرارة عطارد".

البَعثات السابقة عثرت على جليد مائي عند القطبين، وكمية أقل من الحديد، بالإضافة إلى الكثير من المواد المتقلبة غير المتوقعة مثل الكبريت والبوتاسيوم. وستتم مقارنة المعطيات الماضية مع ما ستحصل عليه بعثة بيبي كولومبو، للتحقق مما يتكون عطارد. يورن هلبرت أطلعنا على الآلة التي ستقوم بالمهمة.

يورن هلبرت، عالم فلك متخصص بالكواكب: " هذا نموذج مطابق لما نرسله إلى الفضاء، إنه بالحجم نفسه، ومن المادة نفسها، الفارق أن لدينا سطحا زجاجيا نرى من خلاله ما يحصل في الداخل. هذا الجزء يراقب عطارد. وإذا نظرت إلى الداخل ترى أنه مكون من مادة عاكسة بشكل كبير. إننا لا نريد لجهازنا أن يلتقط حرارة الكوكب. لذلك نحاول التخلص من أكبر قدر ممكن من الحرارة، وقد صممنا هذا العاكس الذي يدعى بالحاجز. إنه يعكس أشعة الشمس وحرارة عطارد، والضوء وحده فقط يمكن أن يصل إلى جهازنا".

الفضول يدفع العلماء إلى معرفة المزيد عن أصل عطارد ضمن المجموعة الشمسية. وعلى نحو أخص معرفة نشاطه الجيولوجي. فقد سبق أن رصدت بعثة وكالة ناسا براكين وعلامات من الغاز تتفجر من فوهات على السطح.

لكن هل هذا ما يحصل بالفعل، يبدو أن العلماء لا يملكون تأكيدا بعد، فقد أخبرنا جوهانيس بينخوف، عالم من بعثة بيبي كولومب: "هذا ما نسعى إليه من خلال بَعثة بيبي كولومبو، عندما نعاين هذه الفوهات التي رسمت خرائطها مسبقا، يمكننا أن نلاحظ الفرق. وعلينا أن نجد دليلاً يبين إن كان هناك أشياءُ ما تزال تجري في عطارد. وهذه ستكون نتيجة رائعة".

اعلان

فهم عطارد سيساعد على فهم تشكل الكواكب

يورن هلبيرت، عالم فلك متخصص في مجال الكواكب: "أحد الأشياء التي أحبها أننا من خلال فهم عطارد يمكننا فهم كيفية تشكل الكواكب. ويبدو أن التصور الموحد الذي نملكه لا ينطبق على عطارد. لذا فهو عديم الفائدة لأنه غير نافع بالنسبة إلى هذا الكوكب".

إن الرحلة ماتزال طويلة قبل الإجابة على جميع الأسئلة.

في الواقع، المركبة سوف تستخدم جاذبية الأرض والزهرة وعطارد من أجل التوجه تدريجيا إلى مكانها، ولن تدخل المدار إلا بحلول عام 2025. عندها ستبدأ القياسات العلمية الحقيقة.

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

مركبة فضائية تنهي دراستها لكوكب عطارد بالاصطدام بسطحه

مشروع" بيبي كولومبو" لمعرفة المزيد عن كوكب عطارد