تصريح مولر عن عزل ترامب يضع نانسي بيلوسي في مأزق

رئيسة مجلس النواب الأميركية نانسي بيلوسي خلال مؤتمر صحفي
رئيسة مجلس النواب الأميركية نانسي بيلوسي خلال مؤتمر صحفي Copyright REUTERS/James Lawler Duggan
بقلم:  Samir Youssef
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كان مولر واضحاً. مسألة تفعيل البند اللازم لإطلاق عملية "عزل ترامب" ليس من مسؤولياته، إنما من مسؤولية الكونغرس الأميركي، ونانسي بيلوسي، وهذه مهمة دستورية.

اعلان

كان كلام روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التورط الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، واضحاً. قال مولر ما مغزاه إنه ليس مخولاً، كقاضٍ ومحقق، بتفعيل البند اللازم، لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وشدد مولر على أن خطوة مثل هذه ليست من حق أي شخص وأي مؤسسة في الولايات المتحدة، إلا الكونغرس.

كذلك رفض مولر، الذي قدم تصريحاً دراماتيكياً أمام الإعلام، الأربعاء، بشدة، "تبرئة ترامب"، ما دفع بالنواب الديمقراطيين الذين يؤيدون عزل الرئيس، إلى التحرك السياسي مجدداً.

والحال أن تقرير مولر المؤلف من 484 صفحة حول التورط الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016 بقي في أدراج وزارة العدل، بقرار من وليام بار، وزير العدل الأميركي نفسه، المؤيد لدونالد ترامب.

وبما أن أغلبية الديمقراطيين يثقون بكلام مولر، المشرف على التقرير، ويقدّرون وضعه كعامل في الجهاز القضائي للدولة، لا في السياسة، اغتنم بعضهم الفرصة لرفع نبرة الخطاب ضد ترامب.

وكانت بعض الأوساط الديمقراطية في الكونغرس لم تذكر مصطلح "عزل الرئيس" منذ فترة، ولكن مولر دفع باتجاه إعادة تجديد الطرح، خصوصاً النواب الديمقراطيون الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية المقبلة.

السيناتور إليزابيث وارن، التي أعلنت سابقاً تشرحها للانتخابات الرئاسية 2020، حذرت الكونغرس قائلة "إذا لم نتحرك سنكون قد خالفنا بشكل جذري مهامنا التي يحددها الدستور، وغيرنا الطريقة التي تعمل بها البلاد".

ولم تكن وارن وحيدة، إذ لاقاها كثيرون في ذلك، منهم السيناتور الديمقراطي كامالا هاريس، المرشح أيضاً للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال هاريس "مولر أحال بشكل خاص عملية عزل الرئيس إلى الكونغرس الأميركي".

بيلوسي تحت الضغط

ثم جاء تصريح نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية، من كاليفورنيا، كدلو من المياه الباردة الذي أفرغ على المتحمسين لعزل ترامب: "لا يمكن تفعيل بند عزل ترامب إلا عندما تملك كل البراهين".

قالت بيلوسي ذلك بعد ساعات على تصريح مولر من واشنطن، والتصريح قد يكون ثمنه معارضة داخلية في المعسكر الديمقراطي. إذ سيصير وضع بيلوسي صعباً في حال قررت المضي قدما بعكس التطلعات الديمقراطية كما يقول المراقبون.

ولا تزال بيلوسي حتى الآن حاصلة على تأييد أكبر النواب في الحزب الديمقراطي، ولكن ثمة توجه عام لدى التكتل يرجح أن يزيد الضغط عليها في الفترة المقبلة.

وفيما يشتهر سياسيو واشنطن الكبار بتلك البراعة في اقتناص الفرصة المناسبة لتعزيز التأييد الذي حصلوا عليه، في وسط النخبة أو الشعب، وللمضي قدماً في خيار سياسي – وهو كبير جداً في هذه الحالة لأننا نتحدث عن عزل الرئيس! - تبدو بيلوسي غير مقتنعة بأن لحظة عزل ترامب حانت.

ويقول مراقبون إن بيلوسي قد تكون بانتظار خطأ فادح يرتكبه الرئيس الأميركي، كرفض أمر قضائي بتسليم وثائق للكونغرس مثلاً. ذلك أن تحركاً من هذا النوع من قِبل ترامب، واستخدامه مجدداً الصلاحيات الرئاسية الخاصة، قد يعني تهديد منظومة فصل السلطات في الولايات المتحدة الأميركية وهذه معركة يبدو أن بيلوسي جاهزة لخوضها.

ذلك لم يمنع مراقبين من انتقاد بيلوسي والقول إنها تعطي أهمية كبرى للعوامل السياسية والمشهد السياسي الأميركي بطريقة تؤثر على دورها الدستوري كرئيسة لمجلس النواب".

بالنسبة إلى كوري بريتشنايدر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة براون "أراد مولر توجيه رسالة واضحة إلى بيلوسي ومجلس النواب مفادها أن الدستور يجبرهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة".

وفيما يرى البعض أن الرأي العام في البلاد بخصوص ترامب قد يتغير في حال إطلاق عملية عزله – تماماً كما حدث مع الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في العام 1974 – لا تعتقد بيلوسي أن الولايات المتحدة وصلت إلى هذا الظرف بعدُ.

أيضاً على يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

كيف ردّ ترامب على إعلان مجلس النواب الأميركي فتح تحقيق بهدف عزله؟

تقرير مولر يتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعا بعد أسبوع من طرحه في الأسواق

فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حملة بايدن الانتخابية