تحليل- في مصراتة معقل مناهضي حفتر.. إصرار متزايد على مواصلة القتال

تحليل- في مصراتة معقل مناهضي حفتر.. إصرار متزايد على مواصلة القتال
ورشة يتم استخدامها لاصلاح البنادق والمركبات للقوات المناهضة لقوات حفتر في مصراته في ليبيا يوم 18 يونيو حزيران 2019. تصوير: أولف ليسينج - رويترز. Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أولف ليسينج

مصراتة (ليبيا) (رويترز) - في مستودع مليء بقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية والبنادق في مدينة مصراتة الليبية، تصبب العمال عرقا في حرارة الصيف وهم يقومون بتثبيت مدفع مضاد للطائرات على شاحنة صغيرة.

إنهم يستعدون للدفاع عن طرابلس، على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق، في مواجهة القائد العسكري خليفة حفتر، الذي أعلن نفسه خصما للإسلاميين وشن هجوما مباغتا في أبريل نيسان ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس.

وفي بادئ الأمر، بوغتت الجماعات المسلحة في غرب ليبيا من جرأة هجوم حفتر ثم حسنت التنسيق بينها واستعانت بأسلحة استخدمتها في الانتفاضة ضد معمر القذافي عام 2011 من أجل تجهيز مقاتليها.

وسمحت الفوضى في البداية لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يقودها حفتر، والمتحالفة مع حكومة موازية في شرق ليبيا، بالوصول إلى الضواحي الجنوبية لطرابلس.

لكن منذ ذلك الحين، تمكن المدافعون الذين ينتمون إلى مصراتة وطرابلس من صد هجوم حفتر، حتى استعادوا بعض الأراضي.

ويتوقع دبلوماسيون غربيون حربا طويلة، ربما حتى نهاية العام، إذ يبدو أن الطرفين يثقان في قدراتهما ويتمتعان بدعم من قوى أجنبية لا تضغط من أجل وقف إطلاق النار.

وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى تعطيل تدفق النفط وزيادة الهجرة عبر البحر المتوسط، وهو سيناريو كابوس للدول الأوروبية لا سيما بعدما باتت ليبيا المسار الرئيسي للمهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

وفي الوقت الراهن، يبدو أن الطرفين عازمان على الحل العسكري.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون في طرابلس إن تركيا زودت المدافعين عن طرابلس بطائرات مسيرة وعربات مدرعة. ويقولون إن هذا ساعد في عمل توازن مع إمدادات سابقة للجيش الوطني الليبي من مصر والإمارات.

وقد تكون الروح القتالية في مصراتة، المعقل الرئيسي المناوئ لحفتر، بالغة الأهمية إذ تتم أكبر عملية تعبئة منذ عام 2011 عندما ساعدت المدينة في الإطاحة بالقذافي.

* ورشة

ترك آلاف المقاتلين وظائفهم ليهرعوا إلى جبهة طرابلس، مدعومين بالنساء اللائي يطهين الوجبات ورجال الأعمال الأغنياء وفنيي إصلاح السيارات مثل الحاج سعدون والعاملين في ورشته.

قال سعدون وهو يقف بينما كان واقفا في ورشته "أنشأت هذه الورشة في 2011 خلال الثورة ولم تتوقف مطلقا. لقد طورت المهارات (الخاصة بالسلاح) منذ ذلك الحين". وكانت اثنتا عشرة شاحنة تحمل مدافع متوقفة في الخارج تنتظر الإصلاح والصيانة.

ويتولى العاملون في الورشة صيانة نحو عشر شاحنات يوميا، فيصلحون ما عليها من مدافع أو ألواح معدنية واقية.

وليست الجماعات المسلحة وحدها هي التي تدعم سعدون-- فصندوق التبرعات عند مدخل ورشته يساهم فيه رجال الأعمال والسكان لتمكينه من تصريف أموره وإعانته على مصاعب الحياة.

وتحوي ورشته كميات من بنادق قديمة منهوبة من ترسانات القذافي وهي الآن مخزنة لاستخدامها قطع غيار. ومن الأسلحة يوجد صندوق ذخيرة يحمل اسم "الجماهيرية" وهو الاسم الذي كان القذافي يطلقه على ليبيا.

اعلان

ويشكل مقاتلو مصراتة القوة الرئيسية التي تدافع عن طرابلس، حيث الجماعات المسلحة أقل تنظيما وأكثر قابلية لتغيير الولاء. فالمجموعات الكبرى في طرابلس لم تستنفر كل طاقتها ضد حفتر، سعيا فيما يبدو لإبقاء خياراتها مفتوحة.

ويقول مقاتلو مصراتة إن جماعات طرابلس تفتقر "لروح مصراتة" التي تجلت في 2011 عندما حاصر القذافي المدينة ثلاثة أشهر. ويميل أهل مصراتة لاعتبار حفتر، وهو قائد عسكري سابق في جيش القذافي، نسخة من الحاكم المستبد الراحل.

* خط الجبهة

خاضت قوات مصراتة بالفعل حربا ضد حفتر عام 2014 عندما وجه الجيش الوطني الليبي ضربات عسكرية لوقف تقدم قوة المدينة صوب طرابلس، التي كانت تسيطر عليها آنذاك حكومة متحالفة مع حفتر.

اعلان

لكن هذه المرة لم يرسل حفتر، الذي يرى نفسه حصنا واقيا من الإسلاميين، طائرات لقصف مطار مصراته ومينائها ومصنع الصلب بها، وهو ما اعتبره بعض الدبلوماسيين علامة على رغبته في إبرام اتفاق مع المصراتيين في النهاية.

وفي حين تشتهر المدينة بجماعاتها المسلحة والإسلاميين، فإنها أيضا موطن لرجال الأعمال الذين أثرى كثير منهم في ظل النظام القديم وبها أكبر ميناء ليبي وشركات للصلب ومنتجات الألبان تخدم البلد بأكملها.

وتشعر مصراتة بوطأة أزمة اقتصادية: فعلى سبيل المثال أصبحت البنوك الأجنبية مترددة في إصدار خطابات ائتمان لمصنع الصلب، وفقا لما أعلنه رئيسه محمد الفقيه.

لكن ذلك لم ينل من عزيمته وقال "إن شاء الله سننهي الهجوم الهمجي للمجرم حفتر".

ويستبعد غيره من الزعماء المحليين إجراء محادثات سلام مع حفتر.

اعلان

وقال محمد رائد، وهو مشرع ورئيس شركة النسيم لمنتجات الألبان، التي يحصل منها المقاتلون على الآيس كريم (البوظة) "لم يعد الاتفاق مكننا مع حفتر. وحتى لو فقدنا 100 ألف (مقاتل) فسنواصل القتال".

وأضاف "لدينا أكثر من 30 ألف مقاتل في مصراتة لكننا لم نرسل سوى ستة آلاف حتى الآن".

ويقدر الدبلوماسيون عدد المدافعين عن طرابلس بثلاثة آلاف، وهو عدد مماثل للذين أرسلهم الجيش الوطني الليبي. وقال دبلوماسي إن ألفا فقط على خط القتال والبقية في قواعد أمامية.

ويرفض كلا الجانبين وقف إطلاق النار. ويقول مسؤولو مصراتة إن قواتهم ستحاول استعادة ترهونة، وهي بلدة واقعة إلى الجنوب الشرقي من طرابلس ويسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. ويجند حفتر قوات هناك.

وقال رائد "إذا سقطت ترهونة فساعتها سيكون حفتر قد خسر الحرب".

اعلان

وعزز الجيش الوطني الليبي مواقعه قرب مدينة سرت في وسط ليبيا، والتي يسيطر عليها مقاتلو مصراتة.

وقالت حليمة تريم التي ترأس جمعية خيرية في مصراتة "كل يوم يعد 150 إلى 200 امرأة وجبات لدعم ثوارنا (مقاتلينا) بالوجبات والكعك... نفعل ذلك من أجل وطننا".

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن "الاعتراف بفلسطين نقطة أساسية لإنهاء الحرب"

غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مستشفيات غزة