هل نجحت منظومة إس-300 الروسية في كبح جماح الغارات الإسرائيلية في سوريا؟

هل نجحت منظومة إس-300 الروسية في كبح جماح الغارات الإسرائيلية في سوريا؟
Copyright سانا عبر رويترز
Copyright سانا عبر رويترز
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

إلى أي مدى كانت إسرائيل قلقة فعلاً من تركيب منظومة إس 300 وهي التي تملك دراية جيدة بتفاصيل هذه المنظومة؟ هل ارتدعت ؟ إلى أي مدى قلت ضرباتها من بعد تشرين الأول/ أكتوبر عندما نشرت المنظومة في سوريا؟

اعلان

مع كل ضربة إسرائيلية جديدة على سوريا يعاد طرح الكثير من الأسئلة والفرضيات المتعلقة بمجريات النزاع على الأرض وفي الجو، في البلد الذي تمزقه الحرب منذ عدة سنوات.

حق الرد الذي تحتفظ به سوريا منذ عقود لم يعد على رأس قائمة التساؤلات، ، فحتى بعض الحوادث المعدودة مؤخراً، كإطلاق قذيفتين صاروخيتين من سوريا باتجاه جبل الشيخ في مرتفعات الجولان منذ بضعة أسابيع، وقصف أهداف إسرائيلية في الجولان من داخل الأراضي السورية في أيار/ مايو 2018، لا يتم ربطها بدمشق وإنما تتهم إسرائيل إيران بالوقوف وراءها.

التساؤلات بمجملها مؤخراً تدور حول التنسيق الروسي الإسرائيلي، وكذلك منظومة إس 300 التي زودت روسيا بها سوريا نهاية عام 2018 بعد تأجيل استمر نحو خمسة أعوام، ونفذ القرار حينها على خلفية إسقاط نظام الدفاع الجوي السوري مقاتلة روسية بالخطأ ومقتل 15 فرداً من سلاح الجو الروسي كانوا على متنها، أثناء شن إسرائيل غارة على الأراضي السورية في أيلول/ سبتمبر من ذاك العام.

وفي ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين حول الحادثة، حيث اعتبرت إسرائيل حينها أن الحادثة نجمت عن نقص الكفاءة السورية بينما اعتبرت موسكو أن إسرائيل تستغل الطيران الروسي للتمويه أثناء تنفيذ عملياتها، نشرت البطاريات الأربعة في سوريا كرد روسي على إسرائيل.

نشر المنظومة أثار ردود أفعال غاضبة من تل أبيب وواشنطن، وتحذيرات من استغلال إيران لهذه الخطوة لتعزيز نفوذها في سوريا وهو ما تقول إسرائيل إنها تحاربه عبر القصف المتكرر لأهداف سورية وإيرانية وكذلك أهداف تابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية.

لكن، إلى أي مدى كانت إسرائيل قلقة فعلاً وهي التي تملك دراية جيدة بتفاصيل هذه المنظومة؟

بحسب وكالة رويترز فإن هذه المنظومة التي اشترتها قبرص من روسيا قبل نحو عقدين تم تشغيلها أثناء مناورات مشتركة بين سلاح الجو الإسرائيلي واليوناني عام 2015 وقبلها عام 2012 و2010، وبالتالي فإن الطيارين الإسرائيليين تدربوا على كيفية التعامل مع منظومة الدفاع الجوي أس-300، بما فيها معرفة طريقة عمل رادار التعقب للأهداف والتعامل معها، وجمع المعلومات عن الرادار وكيفية التحايل عليه وتفادي أخطار المنظومة.

ليست فقط الدراية بطريقة عمل هذا النظام هي من تجعل قلق إسرائيل موضع شك، بل التنسيق الروسي الإسرائيلي عالي المستوى بين البلدين في الأجواء السورية وتحسين منظومة الاتصالات الروسية الإسرائيلية لتفادي الاحتكاك بين الجيشين بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، وأيضاً، وبشكل لافت، استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا بعد بدء العمل بالمنظومة الصاروخية الروسية.

هل ارتدعت إسرائيل؟ إلى أي مدى قلت الضربات من بعد تشرين الأول/ أكتوبر عندما نشرت المنظومة في سوريا؟

يبدو بإجراء مقارنة بسيطة بين عدد الغارات قبل وبعد تسليم المنظومة، وبالاعتماد هنا على المصادر الرسمية السورية فقط، أي الغارات التي اعترفت بها سوريا علناً وصراحة، نجد أن الحال لم يختلف كثيراً وربما اتجه للتصعيد أكثر بعد نشر البطاريات.

من 20 تشرين الثاني أكتوبر 2018 تاريخ تشغيل المنظومة إلى الأول من تموز يوليو 2019، فترة ثمانية أشهر وعشرة أيام، شنت خلالها إسرائيل غارات على الأراضي السورية بلغ عددها تسع غارات، بحسب اعتراف سوري رسمي من خلال الإعلان عن هذه الضربات من قبل مصادر عسكرية لوكالة الأنباء السورية، وهي بالترتيب التنازلي:

الأول من تموز/ يوليو 2019 : غارات جوية إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في حماه ومحيط دمشق.

3 حزيران/ يونيو 2019: ضربة جوية عسكرية تستهدف مطار التيفور العسكري.

2 حزيران/ يونيو 2019: ضربات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية جنوب غرب دمشق.

2 حزيران / يونيو 2019: صواريخ إسرائيلية أطلقت باتجاه ريف القنيطرة الشرقي.

17 أيار/ مايو 2019: يعلن مصدر عسكري التصدي لأهداف "معادية" قادمة من جهة الجولان.

13 نيسان/ أبريل 2019: ضربة إسرائيلية نفذت عبر الأجواء اللبنانية على مركز عسكري في مصياف.

11 شباط/ فبراير 2019: الطيران الإسرائيلي يستهدف القنيطرة وقرى حولها ويستهدف نقطة تابعة لقوات حفظ النظام.

12 كانون الثاني/ يناير 2019: إطلاق صواريخ باتجاه محيط دمشق واستهداف أحد مستودعات مطار دمشق الدولي.

26 كانون الأول/ ديسمبر 2018:الطيران الإسرائلي يطلق صواريخ باتجاه سوريا عبر الأراضي اللبنانية.

اعلان

ومقارنة بنفس المدة، في الفترة الممتدة بين 10 شباط فبراير 2018 و20 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 ، أي فترة مماثلة في الطول سبقت تشغيل المنظومة، نجد من خلال إحصاء الضربات المعلن عنها رسمياً على موقع وكالة الأنباء السورية أن عدد الضربات الإسرائيلية يكاد يكون مماثلاً، أحصينا سبع ضربات:

10 شباط/ فبراير 2018: إسرائيل تغير على بعض المناطق الجنوبية.

9 نيسان/ أبريل 2018: الطيران الإسرائيلي يغير على مطار التيفور العسكري.

30 نيسان/ أبريل 2018: ضربة إسرائيلية على بعض المواقع العسكرية في ريف حماه وحلب.

8 أيار/ مايو 2018: إطلاق صاروخين إسرائيليين على منطقة الكسوة بريف دمشق.

اعلان

10 أيار/ مايو 2018: صواريخ إسرائيلية تستهدف عدداً من كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة.

22 تموز/ يوليو 2018: استهداف أحد المواقع العسكرية في مصياف.

17 أيلول/ سبتمبر 2018: صواريخ تستهدف اللاذقية عبر البحر.

يذكر أن سوريا نفت رسمياً تعرضها في أيلول/ سبتمبر العام الماضي لغارة إسرائيلية استهدفت مطار المزة العسكري في دمشق، وأرجعت الانفجارات التي سمع دويها لانفجار مستودع ذخيرة قرب المطار سببه ماس كهربائي.

كما نفت في السابع عشر من نيسان/ أبريل من العام نفسه تعرضها لأي غارة أو ضربة جوية، بعد دوي صفارات الدفاع الجوي وإطلاق عدد من الصواريخ بسبب إنذار خاطئ باختراق الأجواء السورية على حد تعبير المصدر العسكري صاحب التصريح لوكالة الأنباء السورية.

اعلان

للمزيد على يورونيوز:

مقتل أربعة سوريين بينهم رضيع جراء هجوم صاروخي إسرائيلي

إعلامي سعودي: الفلسطينيون "شحادون" والصلاة في مسجد أوغندي أبرك منها في الأقصى

كوشنر يرفض الإفصاح عن الشق السياسي ل"صفقة القرن" والفلسطينيون يرفضونها

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فريق خبير بالأسلحة الكميائية لتحديد الجهة التي استخدمت ذخائر محظورة في سوريا

بالفيديو: غضب وتهديدات بالقتل ضد سوريين في أسطنبول

سوريا: مقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة في ضربة جوية روسية