إتفاق تركي أمريكي لإقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا .. فهل تنجح خطة إردوغان؟

إتفاق تركي أمريكي لإقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا .. فهل تنجح خطة إردوغان؟
Copyright ErikaWittlieb de Pixabay
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

اتفقت أنقرة وواشنطن في آب/أغسطس على إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا. وبالرغم من مواصلة تركيا الضغط لإنشاء هذه المنطقة قبل نهاية أيلول/سبتمبر يبقى هناك الكثير من الأسئلة حول حدودها وكيفية استخدامها.

اعلان

اتفقت أنقرة وواشنطن في آب/أغسطس على إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا. وبالرغم من مواصلة تركيا الضغط لإنشاء هذه المنطقة قبل نهاية أيلول/سبتمبر يبقى هناك الكثير من الأسئلة حول حدودها وكيفية استخدامها.

"منطقة عازلة" تسمح لثلاثة ملايين لاجىء سوري بالعودة الى بلادهم

وفي خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة هذا الأسبوع كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن خارطة تظهر الخطط الطموحة لهذه المنطقة، وأوضح في مقابلة أجرتها معه الصحافة التركية لدى عودته من نيويورك، أن المنطقة سيبلغ طولها 480 كلم على طول الحدود في شمال سوريا وعمقها 30 كلم.

وقال إردوغان إنها يمكن أن تسمح لثلاثة ملايين لاجىء سوري بالعودة الى بلادهم. وأصبح هذا الأمر يرتدي أهمية قصوى لإردوغان الذي يواجه انتقادات داخلية بسبب وجود 3.6 مليون لاجىء سوري في تركيا، وهو أعلى رقم في العالم.

من جانبه تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عمق مماثل للمنطقة الآمنة. لكن قوات سوريا الديمقراطية أشارت إلى منطقة بعمق خمسة كيلومترات أو حتى تسعة وممكن أن تصل إلى 14 كلم في بعض المناطق بين رأس العين وتل أبيض.

أهمية هذه المنطقة بالنسبة لتركيا

والسبب الرئيسي لمطالبة إردوغان بهذه المنطقة هو الضرورة بالنسبة لأنقرة أن تقيم منطقة عازلة بين حدودها والأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تصفها أنقرة بأنها "مجموعة إرهابية" لكنها متحالفة مع الولايات المتحدة.

والسبب الآخر بالنسبة لإردوغان هو التمكن من إعادة اللاجئين، ولذلك يريد أن يتوسع نطاق تلك المنطقة لتصل الى الرقة ودير الزور، إلى جنوب الأراضي السورية.

اعتبرت دارين خليفة المحللة في مجموعة الأزمات الدولية "تبين أن بلوغ اتفاق مقبول لتركيا ووحدات حماية الشعب الكردية في الوقت نفسه أمر صعب. ويبدو أن مطالبهما الأساسية لا يمكن التوفيق بينها".

وبدأت القوات الكردية في نهاية آب/أغسطس الانسحاب من الحدود التركية خصوصا مع سحب بعض وحدات حماية الشعب الكردية.

وحتى الآن قام الجيشان التركي والأمريكي بدوريتين مشتركتين في شمال شرق سوريا بهدف إزالة تحصينات وحدات حماية الشعب.

وقالت خليفة "لكن الولايات المتحدة كانت واضحة جدا حيال واقع إنها لم توافق على الاتفاق الذي يشمل الإعادة غير الطوعية للسوريين إلى هذه المنطقة".

تسوية "هشة" بين تركيا وواشنطن

ويرى حسن أونال الأستاذ في جامعة "مالتيبي"، أن أنقرة وواشنطن تواجهان صعوبة أيضا في التوصل إلى اتفاق. "وقال "يبدو أنه ليس هناك اتفاق واضح وجلي بين الطرفين، والتسوية تبدو هشة".

بالإضافة إلى ذلك يرى المحلل أن إردوغان عاد من نيويورك بدون التمكن حتى من لقاء ترامب وبالتالي "خالي الوفاض" إلى حد ما.

وكان إردوغان حذر في الأسابيع الماضية من أنه في حال لم تتم إقامة "المنطقة الآمنة" قبل نهاية ايلول/سبتمبر فإن تركيا ستتولى الأمور بنفسها وصولا إلى إطلاق عملية عسكرية في شمال شرق سوريا.

وفي حال تمت تلك العملية فإنها ستكون الثالثة التي تنفذها القوات التركية في سوريا منذ العام 2016.

وفي مطلع 2018، قامت خصوصا بالسيطرة على عفرين، إحدى المناطق الثلاث في منطقة الإدارية الذاتية الكردية المعلنة في 2016.

هدف إردوغان إقامة "حزام عربي"

ويرى الخبير في شؤون سوريا فابريس بالانش، أنه "من غير الممكن إرسال ثلاثة ملايين شخص إلى تلك المنطقة حيث مساحة المناطق التي يمكن السكن فيها محدودة، لأن غالبية المنطقة شبه صحراوية".

لكن في المشروع الذي عرضه أمام وسائل الإعلام التركية ونظرائه خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث إردوغان عن خطة بناء قرى ومدن يمكنها استقبال ما يصل إلى مليون شخص.

وقال بالانش "هدف إردوغان كما يبدو إقامة حزام عربي، مؤيد لتركيا على الحدود التركية عبر إبعاد الأكراد عن تلك المنطقة".

اعلان

بحسب قوله فان المنطقة تعد حاليا 2.5 مليون نسمة بينهم أكثر من مليون كردي يقيمون خصوصا قرب الحدود التركية.

وتابع الباحث "اذا كان إردوغان يريد وضع اللاجئين على الحدود، آلاف أو حتى مليون شخص، فسيؤدي ذلك إلى تشتيت لحمة السكان الأكراد".

يؤكد حسن أونال أيضا على مشكلة أن الأراضي التي تخطط تركيا أن تبني فيها "تعود ملكيتها لجهات أخرى على الأرجح".

بالإضافة إلى ذلك يبقى السؤال، من يريد السكن في هذه المجمعات العقارية.

بالنسبة لبالانش فإن "مئات آلاف الأشخاص المتحدرين من تلك المنطقة فقط يمكن أن يعودوا إذا توافرت الشروط الإقتصادية والأمنية".

اعلان

وفي حال لم تتمكن تركيا من إيجاد مليون إلى ثلاثة ملايين متطوع للعودة، فإن القانون الدولي لا يسمح بالإعادة القسرية.

للمزيد على يورونيوز:

تركيا تعيد لاجئا سوريا رحلته إلى إدلب

أردوغان يقول إن تركيا ستنفذ عملية عسكرية في شمال سوريا

أردوغان يتحدى الاتحاد الأوروبي ومصر ويعد بمواصلة أنقرة التنقيب عن الغاز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أطفال "تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا من يتكفل بهم؟

مظاهرات في إدلب في الذكرى 13 للثورة السورية

في الذكرى 13 للثورة.. الأمم المتحدة تحذر من ضعف تمويل المساعدات الإنسانية في سوريا