"توتوك ToTok" .. تطبيق اتصالات أم أداة تجسس إماراتية؟

تطبيق توتوك
تطبيق توتوك Copyright يورونيوز
Copyright يورونيوز
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كشف تقرير جديد لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن خرق جديد للحكومة الإماراتية في مجال التجسس عن طريق تطبيق للمحادثة بات يكتسب شعبية حول العالم.

اعلان

كشف تقرير جديد لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن خرق جديد للحكومة الإماراتية في مجال التجسس عن طريق تطبيق للمحادثة بات يكتسب شعبية حول العالم، وتحديداً في الإمارات حيث أصبح ملاذاً لسكانها الذين لا يملكون خياراً آخر سوى تطبيق مدفوع في ظل حجب السلطات إمكانية الاتصالات الصوتية ومكالمات الفيديو عبر التطبيقات الأكثر شهرة مثل "واتسآب" WhatsApp وسكايب Skype.

تطبيق توتوك ToTok الذي بات التطبيق الأوسع انتشاراً في الدولة يظهر أنه تطبيق سهل ومريح لأغراض المحادثة واتصالات الفيديو إلا أنه "يستخدم للتجسس" بحسب ما تقوله الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين على صلة بتقييم وتحقيق استخباري سري حول الملف وتحقيق موسع للصحيفة حول التطبيق ومطوريه.

خلال الشهور الماضية تم الإعلان عن التطبيق الجديد الذي تم تحميله ملايين المرات من خلال متجر آبل وغوغل من قبل مستخدمين في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية التي شهدت طفرة بأعداد المستخدمين الذين حملوه ليصبح الأسبوع الماضي من أكثر التطبيقات تحميلاً طبقاً لتصنيفات تطبيقات ومؤسسة App Annie البحثية.

ما هو تطبيق ToTok؟

هو تطبيق للمحادثة الفورية والاتصالات الصوتية ومكالمات الفيديو، طور كنسخة من تطبيق صيني للمراسلة هو YeeCall يقدم مكالمات فيديو مجانية، التطبيق أتى كبديل للتطبيقات الأخرى المحظورة في الإمارات، وللراغبين من التخلص من رسم يبلغ 50 درهماً (نحو 14 دولاراً) شهرياً للاشتراك بتطبيق Botim للهواتف المحمولة، و 100 درهم ( نحو 27 دولاراً) شهرياً، والذي تتيح الإمارات لسكانها استخدامه حتى اللحظة قبل إلغاء التعامل به قريباً.

علاقته بالإمارات واستخدامه كأداة تجسس

تقول "نيويورك تايمز" إنه ليس من الواضح متى قررت أجهزة المخابرات الأمريكية لأول مرة اعتبار ToTok أداة استخبارات إماراتية ، ولكن تنقل عن شخص مطلع على تقييم التطبيق قوله إن المسؤولين الأمريكيين حذروا بعض الحلفاء من مخاطره، كما تضيف الصحيفة أنه ليس من الواضح ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون قد واجهوا نظرائهم في الحكومة الإماراتية حول التطبيق.

وتضيف الصحيفة أن التطبيق يستخدم من قبل حكومة الإمارات لمحاولة الولوج إلى بيانات المستخدمين، بدءاً من محادثاتهم إلى تحركاتهم وعلاقاتهم ومواعيدهم والصور والأصوات من خلال تحميله على هواتفهم. إلا أنه ليس واضحاً إن كان التطبيق يسمح بتسجيل مكالمات الفيديو أو الصوت لمستخدميه.

يعتبر التطبيق أحدث تصعيد في مجال سباق التسلح الرقمي "بين الدول الاستبدادية الغنية" على حد وصف الصحيفة، حيث تسعى هذه الحكومات لنهج أساليب أكثر فاعلية وراحة للتجسس على الخصوم الأجانب والشبكات الإجرامية والإرهابية والصحفيين والنقاد، فتسعى دول كالإمارات والسعودية وقطر للاستعانة بشركات خاصة وخبراء أجانب للتجسس على خصومهم وكذلك على مواطنيهم بشكل متزايد .

بحسب مقابلات مع خبراء أمن رقمي ومحللين تقنيين أجرتها الصحيفة فإن شركة بريج هولدينغ Breej Holding التي تقف وراء تطوير ToTok، على الأرجح هي شركة واجهة تابعة لـدارك ماتر DarkMatter، التي هي بدورها شركة استخبار سيبراني وقرصنة مقرها أبوظبي، تضم ضمن طاقمها مسؤولي مخابرات إماراتيين وموظفين سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكية وعناصر سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية.

بحسب موظفين سابقين ومسؤولين قانونيين فإن الشركة تخضع لتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي على خلفية احتمال ارتكابها جرائم سيبرانية، بما فيها تحقيقات تطال موظفين أمريكيين في DarkMatter.

وبالإضافة إلى Breej Holding تم ربط التطبيق كذلك من قبل خبراء والتقييم الأمريكي بشركة أخرى هي باكس إيه آي Pax AI وهي شركة ذكاء اصطناعي واستخراج بيانات مقرها أبوظبي ومرتبطة كذلك بـ DarkMatter.

المقر الرئيسي لشركة Pax AI يقع في المبنى نفسه الذي يتخذ منه جهاز استخبارات الإشارة الإماراتي مقراً والذي كان حتى وقت قريب مقر لـ DarkMatter أيضاً.

رفض للتعليق .. وإجراءات من عمالقة التكنولوجيا

حاولت "نيويورك تايمز" الاتصال بمسؤولين أو متحدثين باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومسؤولين إماراتيون للتعليق، ولكنهم "رفضوا" بحسب ما تقول. وتضيف كذلك أنها لم تتلق أي رد من قبل بريج هولدينغ وباكس، في حين قال متحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالية: "في الوقت الذي لا نعطي فيه تعليقاً حول تطبيقات محددة، نريد دائمًا التأكد من توعية المستخدمين بالمخاطر المحتملة ونقاط الضعف التي قد تشكلها هذه الآليات".

وعندما طرحت الصحيفة على أبل Apple وغوغل Google أسئلة حول علاقة ToTok بالحكومة الإماراتية ، قالوا إنهم سيحققون.

ليزيل غوغل يوم الخميس الماضي التطبيق من متجره بلاي Play بعد رصده لانتهاك التطبيق لسياسات لم يحددها. في حين قال متحدث إن شركة آبل أزالت التطبيق من متجر تطبيقاتها يوم الجمعة وما زالت تحقق بأمر التطبيق، إلا أن مستخدمي ToTok الذين قاموا بتنزيل التطبيق بالفعل سيتمكنون من استخدامه حتى يزيلوه من هواتفهم.

في حين مؤخراً قامت هواوي Huawei، عملاق الاتصالات الصيني، بالترويج في الإعلانات للتطبيق.

تسويق ناجح أم مضلل؟

بحسب الصحيفة فقد بدأ الترويج لـToTok في الأشهر الأخيرة من قبل منشورات الدولة شبه الرسمية باعتباره التطبيق المجاني الذي طالما انتظره سكان الدولة. هذا الشهر، تلقى مستخدمو تطبيق بوتيم Botim، تطبيق المحادثة الوحيد المتاح في الدولة مقابل رسوم اشتراك، تنبيهاً يرشد المستخدمين للانتقال إلى ToTok - الذي يسوق كتطبيق المراسلة "المجاني والسريع والآمن"، هذا التنبيه كان مرفقاً برابط لتحميل .ToTok

وفقًا لتصنيفات غوغل بلاي Google Play الحديثة، يتربع التطبيق الآن على قائمة أفضل 50 تطبيقًا مجانيًا في المملكة العربية السعودية وبريطانيا والهند والسويد ودول أخرى.

وبحسب بعض المحللين فإن التطبيق يحظى بشعبية خاصة في الشرق الأوسط لأنه، على الأقل ظاهرياً، لا يتبع لدولة أو حكومة كبيرة وقوية.

اعلان

وعلى الرغم من تسويقه باعتباره "سريعًا وآمنًا"، لا يزعم ToTok أنه يقوم بالتشفير مثل WhatsApp أو Signal أو Skype، في حين في البحث قليلاً في سياسة الخصوصية للتطبيق نجد البند التالي: "يجوز لنا مشاركة بياناتك الشخصية مع شركات المجموعة".

المصادر الإضافية • نيويورك تايمز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العفو الدولية تقاضي شركة برامج التجسس الإسرائيلية وتطالب بكبح قرصنها

تطبيقات جديدة للتواصل الاجتماعي تتعهد بالحفاظ على سرية بياناتك ولكن عليك دفع الثمن

فيضانات استثنائية تجتاح دبي لم تشهدها المدينة منذ عقود بعد هطول أمطار غزيرة وتساقط برد في أبوظبي