إلياس الفخفاخ.. من مهندس ميكانيكي إلى رئيس للحكومة التونسية

إلياس الفخفاخ.. من مهندس ميكانيكي إلى رئيس للحكومة التونسية
Copyright رئاسة الجمهورية التونسية _فيسبوك
Copyright رئاسة الجمهورية التونسية _فيسبوك
بقلم:  Kalthoum Ben Abdallah
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كلّف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد الاثنين وزير المالية التونسي الأسبق إلياس الفخفاخ بتكوين الحكومة في أقرب الآجال.

اعلان

كلّف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد وزير المالية التونسي الأسبق إلياس الفخفاخ بتكوين الحكومة في أقرب الآجال.

وسيتولى إلياس الفخفاخ، الذي استقبله رئيس الجمهورية، مساء الإثنين بقصر قرطاج، وسلمه رسالة التكليف، تكوين الحكومة في أجل لا يتجاوز مدة شهر ابتداء من اليوم الثلاثاء وهي مهلة غير قابلة للتجديد بحسب ما تنص عليه الفقرة الثالثة من الفصل التاسع والثمانين من الدستور التونسي، على أن تُعرض تركيبة الحكومة على مجلس نواب الشعب لنيل الثقة.

ويأتي هذا التكليف، بعد فشل حكومة الحبيب الجملي، الذي اقترحته حركة النهضة الإسلامية، في نيل ثقة البرلمان وأيضا بعد سلسلة من المشاورات الكتابية التي أجراها رئيس الجمهورية مع الأحزاب والكتل والائتلافات بمجلس نواب الشعب، وبعد لقاءات مع المسؤولين عن أكبر المنظمات الوطنية ومع عدد من الشخصيات التي تم ترشيحها.

يذكر أن الفصل 89 من الدستور، ويخوّل لرئيس الجمهورية تحديد الشخصية التي يراها الأقدر على تكوين حكومة متيحا بذلك للجهة التي منحها سلطة التقدير أن تختار من يتراءى لها أنها الأقدر.

وحسب بيان إعلامي لرئاسة الجمهورية التونسي، جاء فيه "احتراما لإرادة الناخبين والناخبات في الانتخابات التشريعية، واحتراما للمقترحات التي تقدمت بها الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية في المراسلات التي قاموا بتوجيهها، فإن الحكومة التي سيتم تشكيلها لن تكون حكومة رئيس الجمهورية بل هي التي سيمنحها مجلس نواب الشعب الثقة، فعدد غير قليل من أعضاء المجلس النيابي هم الذين اقترحوا اسم رئيس الحكومة، والكلمة الفصل هي للمجلس وحده عند عرض الحكومة بكامل أعضائها على الجلسة العام".

يشار إلى أنّ وزير المالية التونسي الأسبق إلياس الفخفاخ كان شارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كمرشح لحزب "التكتل من أجل العمل والحريات"، كما سبق له الفوز سنة 2011 بمقعد في المجلس الوطني التأسيسي عن هذا الحزب. وقد عيّن لاحقا وزيرا للسياحة، ثم وزيرا للمالية.

وتعتبر هذه ثاني محاولة لتشكيل الحكومة التونسية منذ الانتخابات التشريعية التي جرت قبل ثلاثة أشهر ونصف وانبثق عنها برلمان منقسم ومشتّت القوى، ولم يفز فيها حزب التكتل بأي مقعد في البرلمان.

وفي حال فشل الفخفاخ في تشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان، فلن يكون أمام التونسيين من خيار سوى العودة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، في استحقاق سيزيد من تأخير الإصلاحات المنتظرة بشدّة لإنعاش الاقتصاد.

تصريح السيد إلياس الفخفاخ على إثر تكليفه من رئيس الجمهورية بتكوين الحكومة

تصريح السيد إلياس الفخفاخ على إثر تكليفه من رئيس الجمهورية بتكوين الحكومة

Publiée par ‎Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية‎ sur Lundi 20 janvier 2020

ردود فعل متباينة على تعيين الفخفاخ

وكرد فعل أولي لهذا التكليف، أكّد النائب عن حركة النهضة عماد الحمامي، في تصريح للقناة الوطنية الأولى في تونس، أنّ الحركة ليس لها اعتراض على تعيين إلياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة، مضيفا أن "الفخفاخ شخصية معروفة وعملت مع النهضة في الحكومات السابقة".

وأوضح الحمامي أنّ تصويت كتلة النهضة بالبرلمان لإلياس الفخفاخ سيكون طبقا لما سيقدمه من برنامج وطبيعة حكومته واستنادا إلى ما ستقرّره مؤسسات الحركة، على حد تعبيره.

من جانبه، أعلن النائب عن ائتلاف "أمل عمل" ياسين العياري أن كتلته البرلمانية لن تصوت لحكومة إلياس الفخفاخ، رغم دفاعه على اختيار رئيس الجمهورية بتكليف لإلياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة،وذلك في تدوينة نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

أما القيادي في حزب "قلب تونس" أسامة الخليفي، فقد أكد في تصريح لقناة التاسعة الاثنين، أن إلياس الفخفاخ لن يحظى بالإجماع في البرلمان وإن تمّ تعيينه وعليه أن يجتهد لضمان أغلبية في البرلمان.

بعض الشخصيات المعروفة في تونس انتقدت هذا الإختيار، واتهمت الرئيس قيس سعيد بـ"الإستهتار" بإرادة الناخبين التونسيين، الذين "عاقبوا" حزب التكتل لتوافقه مع حركة النهضة وقت "التروكا"، وذلك بعدم التصويت لهم في الانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي لم يتحصل فيها حزب التكتل على أي مقعد.

عادل اللطيفي كاتب ومحلل سياسي قال في تدوينة له على الفايسبوك "بغض النظر عن الحكم عن مؤهلات إلياس الفخفاخ وعن نتائج تجربته زمن الترويكا، ترشيحه لتولي رئاسة الحكومة يعتبر قمة الاستهتار بالديمقراطية واحتقارا من الرئيس قيس سعيد لإرادة الناخبين اللذين اتوا به الى الحكم...من غير المعقول أن يقدم قيادي في حزب نفسه للحصول على تزكية الناخبين ويحصل على رفض شعبي كاسح له أن يأتي من الباب الخلفي من وراء الشرعية الانتخابية ليتولى أهم منصب لقيادة الدولة...الرئيس قيس سعيد أنت طعنت في الظهر الناخبين والديمقراطية وتونس والثورة التي انتحلت صفتها. خيارك هذا لا أخلاقي. لقد بينت أنه لا حول ولا قوة لك في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم الدولة والتونسيين".

من هو إلياس الفخفاخ؟

إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة المكلف، من مواليد سنة 1972 في تونس متحصّل على الشهادة في الهندسة من المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس والماجستير فـي الدراسات الهندسية المعمقة مـن مدرسة "INSA" بليون والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة "Essonne" بباريس.

عمل الفخفاخ عدة سنوات في شركة طوطال النفطية في تونس ثم بولونيا في سنة 2006، والتحق بـ "كورتيل" المتخصص في قطع السيارات إلى حدود ديسمبر 2011، حيث إنخرط في الحياة السياسية بعد أن التحق بصفوف حزب "التكتل الديمقراطي مـن أجل العمل والحريات".

عُيّن وزيراً للسياحة في أواخر 2011 في حكومة حمادي الجبالي، قبل أن يصبح وزيراً للمالية في ديسمبر 2012 في حكومة علي العريض، وهو منصب استمرّ فيه لغاية يناير 2014.

وفي 2019 خاض الفخفاخ الانتخابات الرئاسية مرشّحاً عن حزب "التكتّل"، لكنّه لم يحز سوى على 0,34% من الأصوات.

اعلان

ولنيل الحكومة ثقة البرلمان، عليها أن تحوز على أصوات 109 نواب من أصل 217 يتشكّل منهم مجلس نواب الشعب التونسي. وتبدو هذه المهمة صعبة للغاية في ظلّ البرلمان الحالي المنبثق من انتخابات أكتوبر الفائت.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اتفاق بين ماكرون وترامب على تمديد المفاوضات حول رسوم شركات التكنولوجيا

منظمة تونسية تتهم الحكومة "بقمع المهاجرين إرضاء للابتزاز الأوروبي"

شاهد: تظاهرة للمعارضة في تونس بعد سنتين على احتكار الرئيس قيس سعيد السلطات