في المتوسط .."مهاجرون في ليبيا يموتون كل يوم"

شابان نيجيري ومغربي على متن سفينة أنقذتهما و118 آخرين في مياه المتوسط - 2020/01/12
شابان نيجيري ومغربي على متن سفينة أنقذتهما و118 آخرين في مياه المتوسط - 2020/01/12 Copyright سانتي بلاسيوس/أ ب
Copyright سانتي بلاسيوس/أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يقول مهاجر باكستاني فر من ليبيا: "قررنا الهرب بحرا رغم معرفتنا للمخاطر، لكننا رأينا الموت عن كثب، نجازف بعبور البحر لكننا نفضل الموت غرقا على البقاء في ليبيا".

اعلان

يراقب باكستانيون من الجسر الخلفي لسفينة "اوشن فايكينغ" الإنسانية التي أنقذتهم في المتوسط، سواحل ليبيا تبتعد ومعها أعمال التعذيب والتجاوزات وعمليات الخطف، ويقولون "بالنسبة لهم في ليبيا لسنا من البشر".

كانوا 31 باكستانيا من المهاجرين ال51 في زورق خشبي، رصدته سفينة الاسعاف التابعة ل"أس أو أس المتوسط" ظهر الخميس، قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

ويقول عمران (30 عاما) الذي أمضى سنة في ليبيا: "بالنسبة للسود وضعهم مثلنا، لكن البنغاليين والباكستانيين هم الذين يتعرضون لأسوأ معاناة". ويضيف: "كل الباكستانيين الموجودين في الزورق كانوا سجناء خلال فترة بقائهم في ليبيا وتعرضنا جميعا للخطف. جئنا بحثا عن فرص عمل وواجهنا الحرب والتعذيب والابتزاز. بالنسبة لهم لسنا من البشر".

خطف واستعباد

وعلى غرار عمران الذي مر عبر دبي قبل المجيء للعمل في مجال البناء قرب طرابلس، يروي جميع المهاجرين عمليات الخطف والتعذيب. ويذكر أن معاناته بدأت منذ وصوله إلى المطار، ويقول: "تم بيعي لشخص قام باحتجازي. كنا ما بين 35 وأربعين شخصا مكدسين في غرفة واحدة، ولا يحق لنا الخروج منها، ثم باعني لشخص آخر قام أيضا باحتجازي. وهكذا الأمر طيلة فترة إقامتي كنت عبدا".

من جهته يروي نعيم قائلا: "يطعمونك ما يكفي لتبقى على قيد الحياة". ويقول نعيم إنه نجح في الفرار، ولكنه أخطأ عندما ذهب إلى الشرطة، ويقول: "أعادتني الشرطة إلى الخاطفين وكان الأمر أسوأ من ذي قبل. لم أجد شخصا واحدا ساعدنا في ليبيا. لم أتعرف على شخص واحد صالح في كل البلاد".

الفدية والتعذيب

وأمضى محمد أرشاد باللباس التقليدي عامين في مدينة الخمس، ويشرح آلية طلب الفدية ويقول: "يأتون ضمن مجموعة ويمكنهم العثور عليك في أي مكان، في مركز العمل أو في الشارع".

ويتابع أرشاد قائلا: "يعصبون عينيك ويضربونك ويتصلون بذويك ويقولون لهم إذا لم تدفعوا فدية سنقتله"، موضحا أن والده اضطر لاستدانة عشرة آلاف دولار من الأقارب وهو ثروة في باكستان.

يقول الشاب أرسلان أحمد (24 عاما) من تحت كمامته: "في حال لم نتمكن من جمع المبلغ المطلوب نتعرض للضرب بأعقاب البنادق، وأيضا للصعق الكهربائي أو للتجويع لعدة أيام، وإذا أردنا أن نشرب فمن مياه المراحيض، أعمال التعذيب والمعاناة التي تعرضت لها هي أمور أعجز عن وصفها".

ومغادرة الباكستانيين ليبيا بهذه الأعداد أمر غير معهود. بعد السودانيين يشكل البنغاليون ثاني جنسية للمهاجرين الذين يحاولون الهروب بحرا، لكن باكستان غير واردة بين الدول العشر الأولى بحسب تعداد للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

"في المتوسط نموت مرة واحدة"

ولم يمض على وصول أرسلان أحمد سبعة أو ثمانية أشهر إلى ليبيا، عندما قرر المخاطرة والمغادرة بحرا من زوارة، ويقول بصوت خافت بعد صمت طويل: "في المتوسط نموت مرة واحدة في ليبيا نموت كل يوم"، ويقولول باكستانيون إنهم فضلوا دفع مبلغ ألفي دولار "كحد أقصى" للخروج من ليبيا.

ويقول نعيم: "قررنا الهرب بحرا رغم معرفتنا للمخاطر، لكننا رأينا الموت عن كثب، نجازف بعبور البحر لكننا نفضل الموت غرقا على البقاء في ليبيا". وهو مقتنع بأن "أوشن فايكينغ" ستؤمن له "حياة جديدة" في أوروبا.

ويقول مدثر غالب (40 عاما): "إنه أجمل يوم في حياتي"، ويطلب من كان على متن السفينة جميعا ضمانات بألا تعود السفينة إلى ليبيا، فبعد أن شعروا بارتياح بدأوا يحلمون بحياة جديدة أفضل في مالطا أو إيطاليا أو فرنسا. ويضيف عمران أن المكان المقصود ليس مهما، لأنه واثق من أنه في البلدان الأوروبية لن يتعرض للتعذيب.

viber

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

خفر السواحل التونسي ينقذ 37 مهاجراَ جزائرياً غير شرعيين

عشر دول في الاتحاد الأوروبي تقرر استقبال 400 قاصر من مخيم موريا اليوناني للمهاجرين

حكومة الوفاق الليبية تتهم "طيرانا أجنبيا" بقصف قاعدة الوطية الجوية