تزداد المخاوف من طبيعة غزة المحاصرة، حيث تعاني من مساحات ضيقة مكتظة بمليونين نسمة تجعل فرض الحجر الصحي على المصابين ومنعهم من التحرك مهمة شبه مستحيلة بالإضافة لنقص الأدوية والمعدات وضعف القطاعات الخدمية.
اعلانقطاع غزة المنهك الرازح تحت الحصار وضنك العيش يواجه تهديدا جديدا اسمه وباء كورونا..
لعدة أشهر ومنذ بدء ظهور فيروس كورونا المستجد في العالم، بدت غزة وكأنها محصّنة ضده ولأول مرة ظهر الحصار المفروض عليها وكأنه يحميها من انتشار الوباء القادم من الخارج.
خلال تلك الأشهر لم تظهر بغزة إصابات سوى للقادمين من خارجها وبوتيرة بطيئة تمكنت السلطات فيها من احتوائها حتى ظهرت حالة لأم اضطرت للتوجه إلى القدس لعلاج ابنها في أغسطس – آب الماضي وعادت مصابة لتنشر العدوى لبقية أعضاء عائلتها.
ومذاك وأعداد الإصابات في ارتفاع ملحوظ وهو ما ينبئ بكارثة كبرى بالقطاع الذي يعاني من حصار خانق يلقي بثقله على جميع القطاعات الخدمية به وفي مقدمتها القطاع الصحي المنهار أصلاً.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة عن ارتفاع حصيلة الإصابة بفيروس بكوفيد-19 ليصل بذلك إجمالي الإصابات بالقطاع إلى 1151 وتسع وفيات منذ مارس - آذار الماضي. إذ تضاعف العدد بنسبة عشر مرات خلال الأسبوعين الأخيرين.
متاعب قديمة حديثة
وتزداد المخاوف من طبيعة غزة المحاصرة، حيث تعاني من مساحات ضيقة مكتظة بمليوني نسمة تجعل فرض الحجر الصحي على المصابين ومنعهم من التحرك مهمة شبه مستحيلة.
كذلك يعيش القطاع في ظل انتشار مخيمات اللاجئين التي ترتفع فيها الكثافة بمعدلات أكبر غير نقص مواد توليد الطاقة وعدم توفر المياه مما جعل السكان يواجهون تقنين الكهرباء إذ لا ينعمون بها إلا لحوالي أربع ساعات يومياً.
القطاع الصحي
وتملك غزة ما لا يزيد عن 11 سريرا لكل 100 ألف مريض محتمل بمستشفيات القطاع و54 وحدة رعاية مركزة بالقطاع كله كما يحتاج أكثر من 62% من معدات معاملها الطبية للتحديث والإحلال.
ويعاني القطاع من نقص في حوالي 47% من الأدوية اللازمة لعلاج المصابين بالفيروس بسبب الحصار.
وتواجه غزة مخاوف انهيار كلي للنظام الصحي، في بقعة يعانى فيها القطاع الطبي من استهداف عسكري إسرائيلي للبنى التحتية والمستشفيات، ما جعله عاجزاً عن تقديم الرعاية اللازمة للسكان.
