ما قصة الجزائريين "العالقين"' منذ ثلاثة أسابيع في مطار باريس شارل ديغول؟

 قاعة الركوب  في مطار رواسي شارل ديغول في شمال باريس- فرنسا.
قاعة الركوب في مطار رواسي شارل ديغول في شمال باريس- فرنسا. Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يعيش أكثر من 40 مليون جزائري وسط إغلاق تام لحدود البلاد منذ أكثر من سنة، على الرغم من تراجع حالات الاصابة اليومية بالفيروس التاجي خلال الأشهر الماضية حيث تسجل البلاد، بحسب البيانات الرسمية، أقل من 150 إصابة يوميًا.

اعلان

يتواجد حوالي 25 جزائريًا قادما من المملكة المتحدة وإيرلندا في المنطقة الدولية بالمطار الرئيسي في باريس شارل ديغول منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع، بعد منعهم من الصعود على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية الناقل الوطني للتوجه إلى مطارات الجزائر. الركاب الجزائريون الـ 25 عالقون في المنطقة الدولية بالمطار الفرنسي بعد أن قررت السلطات الجزائرية تعليق رحلات اجلاء رعاياها نهاية شهر فبراير- شباط الماضي بسبب انتشار النسخ المتحورة من فيروس كورونا المستجد في أوروبا.

المجموعة العاقة وصلت إلى مطار شارل ديغول قادمة من مطار هيثرو في الـ 26 فبراير- شباط الماضي ومنعوا من مواصلة رحلتهم إلى الجزائر على مستوى المنطقة الدولية في المطار الفرنسي رغم حيازتهم نتائج سلبية من تحاليل الاصابة بفيروس كورونا وصلاحية تذاكرهم نحو الجزائر

وتستمر الجزائر بفرض إغلاق تام على حدودها البرية والجوية والبحرية منذ مارس- آذار 2020، باستثناء رحلات الاجلاء التي تعتمد فيها على إجراءات خاصة تشرف عليها السفارات الجزائرية في الخارج.

ومن بين الركاب العالقين حسين، جراح بريطاني جزائري يبلغ من العمر 49 عامًا يعيش منذ ثلاثة أسابيع في المنطقة الدولية بمطار باريس مع زوجته وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات. يقول هذا المهاجر "كان لدينا الحق المطلق للتوجه إلى الجزائر، لقد احترمنا كل الإجراءات من بينها نتائج اختبار سلبي لكوفيد-19، حتى أن زوجتي حصلت على اللقاح غير أننا منعنا من ركوب الطائرة".

المجموعة العالقة، تتكون من رجال وثلاث عائلات من بينهم سيدة تبلغ من العمر 78 عاما وطفلين، ينامون على الكراسي أو على الأرض. ومنذ ثلاثة أسابيع يستخدم الركاب العالقون المرافق الصحية في المطار، في حين يتم تزويدهم بوجبات الطعام عن طريق التبرعات أو من طرف سلطات المطار.

"كل يوم، نسجل حالة انهيار عصبي، ما نعيشه ليس سهلاً على الإطلاق"، يقول الدكتور حسين، الذي يريد العودة إلى الجزائر لرعاية حماته بعد إصابتها بجلطة دماغية.

السفارة الجزائرية في باريس توضح

في بيان، قالت سفارة الجزائر في باريس إنه تم إعلام الجزائريين العالقين منذ 27 فبراير- شباط في المنطقة الدولية بمطار رواسي شارل ديغول بإلغاء تذاكر رحلتهم المتوجهة من باريس إلى الجزائر العاصمة من طرف وكالة الخطوط الجوية الجزائرية في لندن قبل يومين من تاريخ الرحلة بعد رصد حالات اصابة بالمتغير البريطاني في الجزائر.

وتابعت السفارة في بيانها "أمام هذا الوضع، أبدت الشركة الوطنية للطيران استعدادها للتكفل بتذاكر عودة المسافرين العالقين نحو مدن إقامتهم مع تحمل تكاليف فحص الاصابة بفيروس كورونا مع تعويض تذاكر الرحلة التي قاموا بها بين لندن وباريس والتكفل بمصاريف الإقامة في فندق ريثما تبرمج الرحلة، غير أن الركاب المعنيون فضلوا البقاء في المنطقة الدولية. وضمنت شركة الجوية الجزائرية تكاليف الإطعام لمدة 15 يوما على أمل أن يتراجع المسافرون عن قرارهم ويقبلون العودة إلى وجهاتهم".

إغلاق الحدود "قرار سياسي"

يعيش أكثر من 40 مليون جزائري وسط إغلاق تام لحدود البلاد منذ أكثر من سنة، على الرغم من تراجع حالات الاصابة اليومية بالفيروس التاجي خلال الأشهر الماضية حيث تسجل البلاد، بحسب البيانات الرسمية، أقل من 150 إصابة يوميًا.

ويؤثر إغلاق الحدود الجزائرية أيضًا على الأشخاص المتواجدين في الجزائر الذين يسعون للوصول إلى أوروبا، وخاصة فرنسا حيث يوجد عدد كبير من المغتربين.

"لم أكن بجانب ابنتي التي وضعت مولودها، كما تتطلب التقاليد"، تقول وهيبة بحزن، وتتابع كنت جد سعيدة للسفر إلى ليل في فرنسا لأكون إلى جانب ابنتي، وبدلاً من ذلك، تابعت ولادة حفيدي عبر مقاطع الفيديو".

في فبراير- شباط الماضي، أشاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون باستراتيجية البلاد ضد فيروس كورونا، في إشارة إلى إغلاق الحدود. ومع ذلك، فإن الإجراءات لم تمنع نسخة كورونا البريطانية من دخول البلاد.

يعتبر سمير يحياوي، المعارض للحكومة الجزائرية والمقيم في فرنسا أن "الإغلاق التام للحدود" فُرض لأسباب سياسية ترجع إلى عودة الحراك، الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام". أما عمر تيبورتين، طبيب جزائري يعمل في أحد مستشفيات باريس فينبه إلى الوضع المزري الذي يعيشه الكثير من الجزائرين العالقين.

viber

 فيما أشار مروان، رجل أعمال يبلغ من العمر 34 عامًا، إلى أن منع السفر إلى الجزائر بحجة الإغلاق لمنع انتشار الفيروس تستهدف الأشخاص البسطاء الذين لا يملكون علاقات في دهاليز السلطة ويضيف "الشخصيات المهمة" الذين لديهم "اتصالات" يمكنهم القيام برحلات العودة من الجزائر إلى أوروبا. مؤكدا أنه أتيحت له الفرصة للسفر إلى باريس لقضاء عيد الميلاد رغم الإغلاق، لكنه رفض.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تعرف على المسافر الأوروبي الذي علق 3 أشهر في مطار مانيلا الدولي

السعودية: هجوم بطائرات مسيرة يؤدي لاندلاع النار في مصفاة الرياض لتكرير النفط

ماكرون يستقبل رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي في الإليزيه لبحث التطورات في المنطقة العربية