تحليل: الرئيس التونسي نجح في استمالة الجيش ظرفيا

الرئيس التونسي، قيس سعيد يتحدث إلى جندي في شارع بورقيبة في تونس العاصمة.
الرئيس التونسي، قيس سعيد يتحدث إلى جندي في شارع بورقيبة في تونس العاصمة. Copyright Slim Abid/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
Copyright Slim Abid/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ارتكز الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي قرّر تجميد أعمال البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة وتولي السلطة التنفيذية في قراراته على دعم الجيش الذي لطالما بقي بعيدا عن السياسة، لكن هذا التحالف يبقى ظرفيا خلافا للوضع في مصر، بحسب خبراء.

اعلان

ارتكز الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي قرّر تجميد أعمال البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة وتولي السلطة التنفيذية في قراراته على دعم الجيش الذي لطالما بقي بعيدا عن السياسة، لكن هذا التحالف يبقى ظرفيا خلافا للوضع في مصر، بحسب خبراء.

علاقة مقربة مع الجيش

منذ انتخب رئيسا لتونس في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بأكثر من 70 بالمئة من الأصوات، تحاشى سعيّد مسؤولي الأحزاب السياسية وحرص في المقابل على الظهور إلى جانب قيادات عسكرية عليا.

وكلف سعيّد في كانون الأول/ديسمبر إدارة الصحة العسكرية، الإشراف على مستشفى جديد شيدته الصين في محافظة صفاقس في وسط تونس.

وحين اتخذ قراراته في 25 تموز/يوليو الفائت بتجميد أعمال البرلمان مدة ثلاثين يوما وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، حضرت معه في الاجتماع الطارئ كوادر عليا في الجيش. كما انتشرت وحدات عسكرية إثر قراراته، أمام البرلمان ومقر رئاسة الحكومة بالقصبة ومؤسسات حكومية حيوية أخرى.

كذلك، عيّن الرئيس مسؤولا عاليا في الجيش على رأس غرفة عمليات إدارة الأزمة الصحية.

دفع هذا التقارب بين الطرفين عددا من الخصوم السياسيين إلى وصف قرارات سعيّد الاستثنائية أنها "دكتاتورية عسكرية". وبشكل خاص، عندما أوقفت السلطات القضائية أحد النواب الذي وجه له القضاء العسكري في العام 2018 تهمة انتقاد الجيش.

ويرى حاتم مراد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة التونسية أنه :"لن يستطيع الفوز دون التعويل على الجيش. وإلى الآن الجيش يدعم الرئيس الذي جهز كل هذا بفضل مساعدته".

ويتابع مراد أن الجيش "سيرافقه إلى حدود الأهداف المرسومة" أي إعادة دولة القانون على السكة.

بدوره يرى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي :"نال قيس سعيّد ثقة الكوادر العليا في الجيش...ونجح في اقناعه بأن الدولة أمام خطر داهم".

"الجيش لا يحكم"

ويؤكد الجورشي أن الجيش: "خرج قليلا عن تحفظه لكن هذا لا يعني أننا أمام حكم عسكري منذ 25 تموز/يوليو".

ويتابع "الجيش لا يحكم وهو يؤطر ويحمي الرئيس ويدعم قراراته من دون أن يكون في الحكم بشكل مباشر".

ويعتبر العميد المتقاعد مختار بن نصر أنه في ظل نظام يكون فيه رئيس الدولة: "القائد الأعلى للقوات المسلحة ... الجيش هو القوة الشرعية بيد الرئيس لحماية الدولة والشعب من كل خطر".

وتقول اينيس لوفالوا، الخبيرة في "معهد البحوث حول المتوسط والشرق الأوسط" لوكالة فرانس برس:"لن يلعب الجيش دورا مثلما كان الأمر في مصر" أو في الجزائر وإلى الآن "تمر الأمور عبر النقاش مع رئيس الجمهورية" الذي انتخب بغالبية واسعة.

ويتهم الجيش في الجزائر بأنه يدير في الكواليس حكما فقد شرعيته أمام حركات احتجاجية شعبية متواصلة في البلاد منذ أكثر من عامين.

وأصبح عبد الفتاح السيسي قائد الجيش رئيسا لمصر في 2013 إثر ازاحة الرئيس محمد مرسي أول مدني ينتخب بشكل ديمقراطي وتوفي في السجن في العام 2019. وخلال موجة الربيع العربي في العام 2011 وفي ساحة التحرير في القاهرة دعم الجيش نظام حسني مبارك ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

لكن في تونس رفض الجيش اطلاق النار على المحتجين بالرغم من أوامر الرئيس زين العابدين بن علي آنذاك.

ويقول الصحفي والباحث تييري بريزيون: "بخلاف الجزائر ومصر حيث لديه مصالح حيوية لبقاء النظام، فان الجيش التونسي يفضل في الأزمات الحادة دفع السياسيين لفرض استقرار المؤسسات".

ويشير إلى أن عددا من كوادر الجيش المتقاعدين وجهوا في أيار/مايو الفائت رسالة مفتوحة للرئيس لتقديم تنازلات في خضم تجاذبات وخلافات سياسية حادة بينه وبين الأحزاب التي تتقدمهم حركة النهضة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تونس تضع القيادي في النهضة والوزير السابق أنور معروف تحت الإقامة الجبرية

الاتحاد التونسي للشغل يطلب من الرئيس تعيين رئيس للوزراء من أجل تخفيف حدة الأزمة

مصر والجزائر تتفقان على الدعم الكامل للرئيس التونسي