وسعى قادة فرنسا وألمانيا وأوكرانيا يوم الأربعاء إلى إحياء المحادثات مع روسيا مع مواصلة الضغط عليها لمنع ما يقول الغرب إنها قد تكون استعدادات لهجوم جديد على الأراضي الأوكرانية.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقمة في بروكسل يوم الأربعاء إن بلاده مستعدة لأي شكل من أشكال المحادثات مع روسيا لكنها ترغب في أن ترى سياسة عقوبات غربية قوية ضد موسكو لتفادي مزيد من التصعيد.
وسعى قادة فرنسا وألمانيا وأوكرانيا يوم الأربعاء إلى إحياء المحادثات مع روسيا مع مواصلة الضغط عليها لمنع ما يقول الغرب إنها قد تكون استعدادات لهجوم جديد على الأراضي الأوكرانية.
يحاول قادة الاتحاد الأوروبي إحياء علاقتهم مع خمس جمهوريات سوفياتية سابقة تواجه محاولات زعزعة استقرار تدبر من موسكو وتشهد انقسامات. يتعلق الأمر بأوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وارمينيا واذربيجان، والتي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنقاذ ما يطبق عليه بـ"الشراكة الشرقية".
والشراكة الشرقية التي أطلقت عام 2000 تواجه صعوبات. فقد علق الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو مشاركة بيلاروس في حزيران/يونيو 2021، وأرمينيا وأذربيجان في نزاع وجورجيا تشهد أزمة سياسية وأوكرانيا مهددة بتدخل عسكري روسي جديد ومولدوفا تشهد توترا اقتصاديا بسبب رفع أسعار الغاز الروسي وسياسيا مع دعم موسكو لمنطقة ترانسنيستريا الانفصالية.
لكن خيبة الأمل تسود لدى دول الشراكة لأن تصريحات الدعم لم تتبعها أفعال، فقد اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي ألمانيا الثلاثاء بمنع تسليم أسلحة لافتا "في بعض العواصم، لا يزال الخوف هو الذي يسيطر". و طالب في الوقت ذاته بفرض عقوبات على روسيا.
أصبحت أوكرانيا بؤرة التوتر الرئيسية في علاقات روسيا مع الغرب بعد أن حشدت موسكو عشرات الآلاف من أفراد جيشها قرب الحدود مع أوكرانيا وأطلق الرئيس فلاديمير بوتين سلسلة من التصريحات شديدة اللهجة تحدد "خطوطه الحمراء".
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس للبرلمان يوم الأربعاء إن أي انتهاك من جانب روسيا لوحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية سيكون له "ثمن باهظ". أضاف شولتس في كلمة أمام مجلس النواب (البوندستاغ) "نلاحظ بقلق بالغ الوضع الأمني على الحدود الروسية الأوكرانية". وتابع "أي انتهاك لوحدة وسلامة الأراضي سيكون له ثمن باهظ وسنتحدث بصوت واحد مع شركائنا الأوروبيين وحلفائنا عبر المحيط الأطلسي"، مضيفا أنه ما زال يريد فتح حوار مع روسيا.
ويشهد شرق أوكرانيا منذ عام 2014 حربًا بين الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يُعتبر الكرملين داعمهم العسكري رغم نفيه ذلك، وقوات كييف. وبدأ النزاع بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم وأسفر مذاك عن أكثر من 13 ألف قتيل. في الأسابيع الأخيرة، ارتفع مستوى التوتر فجأة، إذ تتّهم الدول الغربية الكرملين بالتحضير لغزو أوكرانيا. وهو ما ينفيه الكرملين.
بدأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال المحادثات اعتبارا من مساء الثلاثاء واستقبل قادة أرمينيا وأذربيجان لمحاولة "تهدئة التوتر" بعد حرب قصيرة لكن دامية وقعت بينهما في خريف 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ موقعة 6500 قتيل. في ختام هذا اللقاء شجعهما ميشال على استعادة الثقة والسعي إلى "اتفاق سلام شامل".