شاهد: السعوديون اعتادوا التأقلم والحياة الطبيعية مع نيران الحوثيين على الحدود مع اليمن

Access to the comments محادثة
بقلم:  يورونيوز
دبابة عسكرية يتم نقلها في مدينة نجران بالمملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن، الخميس 23 أبريل / نيسان 2015.
دبابة عسكرية يتم نقلها في مدينة نجران بالمملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن، الخميس 23 أبريل / نيسان 2015.   -  حقوق النشر  Hasan Jamali/AP

أثارت نيران الحوثيين مؤخرا من اليمن إلى الإمارات الكثير من القلق في الداخل والخارج، خاصة وأن الإمارات تعتبر ملاذا أمنيا وآمنا في منطقة الشرق الأوسط المتخبط في الصراعات والاضطرابات.

على الجهة المقابلة، لا يمكن اعتبار ما يحدث أمرا جديدا بالنسبة للسعوديين. ففي منطقة جازان الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، كان على السكان المحليين التأقلم مع تهديد الحوثيين المدعومين من إيران ونيرانهم المميتة عبر الحدود لسنوات عدة.

وتضم هذه المنطقة الحدودية الواقعة في أقصى جنوب غرب السعودية، 17 محافظة يقع بعضها على الحدود مباشرة مع مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن المجاور، فيما تبعد بضعة مئات كليومترات عن صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ورغم الهجوم الأخير، بدت الحياة تسير في شكل طبيعي في جازان بعدما اعتاد السكان سماع أصوات سقوط القذائف أو اعتراض الدفاع الجوي السعودي لها.

وعلى ساحل البحر، جلست بعض الأسر تستمتع بوقتها وهي تراقب أطفالها يلعبون على مقربة. وعُلقت لافتة كبيرة على إحدى الأبنية تحمل صور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد وكتب عليها "رب اجعل هذا البلد آمنا".

وفي محافظة الدائر، قرب جبل شاهق يفصل بين السعودية واليمن، كان شبان سعوديون يضحكون وهم يتسابقون بسيارتهم في شكل جنوني، فيما كان تلامذة يخرجون من مدرستهم المجاورة بعد انتهاء يومهم الدراسي.

قالت امرأة في الثلاثينيات من عمرها ترتدي عباية سوداء وطلبت عدم ذكر اسمها نظرا لحساسية الموضوع داخل المملكة الخليجية المحافظة: "لم نتأثر على الإطلاق، نحن في بلد آمن. أخافتنا الأصوات في البداية لكن حياتنا استمرت، وكأن شيئا لم يكن".

يذكر أن الدفاعات السعودية اعترضت معظم صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة التي استهدفت المطارات والبنية التحتية النفطية ردا على الضربات الجوية منذ عام 2015 من قبل تحالف عسكري عربي تقوده السعودية الذي شكل لدعم الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون في هجوم للحوثيين استهدف جازان. وكانت المرة الاولى التي يُوقع فيها قصف للمتمردين الحوثيين قتلى وجرحى في السعودية منذ 2018.

وخلال هذا الأسبوع، أصيب شخصان بصاروخ في جازان أيضا، في خضم محاولة المتمردين مهاجمة الإمارات بصاروخين بالستيين تم تدميرهما، بعد اسبوع على ضربة دامية ضد أبوظبي بصواريخ وطائرات مسيرة قتل فيها ثلاثة أشخاص.

وكان المتحدّث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تركي المالكي قال خلال الشهر الجاري إنّ الحوثيين أطلقوا 430 صاروخا بالستيا و851 طائرة مسيّرة على السعودية منذ بدء الحرب في 2015 ما أسفر عن مقتل 59 مدنيا سعوديا.

وتصاعدت المواجهة بين التحالف والمتمردين في الأسابيع الأخيرة، إذ كثّف الطيران السعودي غاراته على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون الذين ضاعفوا بدورهم هجماتهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة واستهدفوا أراضي في المملكة المجاورة.

وكان قُتل سبعون شخصًا على الأقلّ في غارة على سجن في صعدة في شمال اليمن، واتّهم الحوثيّون طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه، غير أنّ التحالف نفى ذلك.