بعد دقائق من إعلان اعترافه باستقلال دونيتسك ولوغانسك، أمر بوتين جيشه بالدخول إلى دونيتسك ولوغانسك من أجل "حفظ السلام" فيهما، لكنّ من غير الواضح حتى الآن، إذا كان الحديث هو نشر قوات روسية في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون حالياً أم أن الحديث هو عن انتشار عسكري روسي على كامل أراضي المنطقتين.
إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا وتوقيعه معهما اتفاقات تعاون وصداقة، يعدّ بمثابة إعلان حرب ضد كييف، ويشكّل في الوقت ذاته خطوة من شأنها أن تعيد إحياء أجواء الحرب الباردة هذا إن لم تتخذ التطورات الميدانية منحىً كارثياً.
دونيتسك ولوغانسك في إقليم الدونباس كانتا أعلنتا بعيد قيام روسيا بضمّ شبه جزيرة القرم في العام 2014، أعلنتا انفصالهما من جانب واحد عن أوكرانيا وقيام ما يسمى جمهوريتا "دونيتسك" و"لوغانسك" ، ومنذ ذاك الوقت ينفذ مسلحو المنطقتين عمليات عسكرية ضد القوات الأوكرانية بدعم عسكري روسي، وأسفرت العمليات العسكرية عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ بدء الأزمة.
وفي مسعى لوقف الاشتباكات المسلحة بين الانفصاليين والجيش الأوكراني، تشكّلت "مجموعة نورماندي" التي تمكّنت من التوصل إلى "اتفاق مينسك" في شباط/فبراير 2015 والذي وقّعه ممثلون عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وممثلون عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك، ينصّ على أن تمنح أوكرانيا المنطقتين استقلالية كبيرة مقابل استعادة السيطرة على حدودها مع روسيا، لكن الاتفاق في النتيجة لم يضع حداً للأزمة.
بوتين وقبل إعلانه الاعتراف بساعات، تلقى دعوة من الزعيم الانفصالي دينيس بوشيلين لإبرام اتفاق صداقة ومساعدة عسكرية مع "جمهورية دونيتسك"، ويفتح مثل هكذا اتفاق المجال واسعاً أمام موسكو لإرسال الآلاف من جنودها إلى دونيتسك مثلما حصل مع منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين انفصلتا عن جورجيا، وبعد حرب مع تبليسي، اعترفت موسكو في العام 2008 بالمنطقتين المذكورتين كدولتين مستقلتين.
وبالفعل، بعد دقائق من إعلان اعترافه باستقلال دونيتسك ولوغانسك، أمر بوتين جيشه بالدخول إلى دونيتسك ولوغانسك من أجل "حفظ السلام" فيهما، لكنّ من غير الواضح حتى الآن، إذا كان الحديث هو نشر قوات روسية في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون حالياً أم أن الحديث هو عن انتشار عسكري روسي على كامل أراضي المنطقتين، وهو ما يعني احتكاكُ مباشر مع القوات الأوكرانية قد يتولّد عنه كرة نارٍ متدحرجة لا أحد يمكن أن يدرك اتجاه مسارها.