بسبب فيضانات مروِّعة.. نصف مليون شخص في حالة تأهب لإجلائهم من سيدني والمناطق المحيطة بها

يواجه نصف مليون شخص خطر الإجلاء في ولاية نيو ساوث ويلز شرق أستراليا مع استمرار هطول الأمطار اليوم.
وحذر مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي من فيضانات مفاجئة تهدد الحياة ورياح مدمرة تصل ذروة هبوبها إلى أكثر من 90 كيلومتراً (56 ميلاً) في الساعة.
وكانت الأنهار ترتفع في أكثر المدن الأسترالية اكتظاظاً بالسكان، والتي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، حيث حذر وزير خدمات الطوارئ في ولاية نيو ساوث ويلز ستيف كوك من "ظروف جوية غادرة" خلال الـ 24 ساعة المقبلة.
وأصدرت دائرة الطوارئ الحكومية أوامر إجلاء إلى 200 ألف من السكان وأرسلت تحذيرات الإخلاء إلى 300 ألف آخرين.
وحث رئيس وزراء نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيه السكان على أخذ الطلبات على محمل الجد.
وقال بيروتيه: "نعتقد أن الأمور ستزداد سوءاً قبل أن تتحسن".
كما تم إصدار تحذيرات من الفيضانات للمجتمعات الساحلية على بعد 200 كيلومتر (120 ميل) جنوب سيدني.
وتضرب الأمطار الغزيرة منذ أكثر من أسبوع الساحل الشرقي لأستراليا، منتقلة من ولاية كوينزلاند إلى نيو ساوث ويلز. وفاضت أنهار على ضفافها وغمرت المياه منازل حتى أسطحها.
وبدأ سد واراغمبا، جنوب غرب سيدني، والذي يؤمن ثمانين في المئة من احتياجات المدينة من المياه، بالتدفّق في ساعة مبكرة الأربعاء. وقد نجت المدينة بأعجوبة من فيضان هائل.
وشهدت بعض المناطق الواقعة على طول نهري هاوكسبيري ونيبيان اللذين يتدفقان عبر الضواحي الغربية للمدينة فيضانات كبيرة، وفق ما ذكرت متحدثة باسم مكتب الأرصاد الجوية في نيو ساوث ويلز.
وقالت "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يهدأ ذلك كله".
** حيوانات متضررة **
في مدينة وندسور، غمرت مياه نهر هاوكيسبيري الموحلة جسراً، ما أدى الى قطع الطريق المؤدية الى المنازل والمزارع الواقعة على الضفة الأخرى.
وتستعد حديقة تارونغا الذائعة الصيت قرب سيدني لإيواء حيوانات بريّة طاولتها الأمطار الغزيرة والفيضانات. وبدا مقدمو الرعاية الصحية قلقين إزاء مصير الأصغر سناً منها بينها آكل النمل الشوكي وكذلك الطيور.
وأوضحت متحدثة باسم الحديقة لفرانس برس أن الأمطار تغرق ريشها بالمياه وتمنعها من الطيران.
وتعدّ أستراليا من بين الدول المتأثرة بشدة من تبعات التغيّر المناخي خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتجلى بتكرار موجات الجفاف والحرائق الضخمة والفيضانات.
وقالت خبيرة البيئة هيلاري بامبريك من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، "أستراليا في مقدمة الدول التي تشهد تغيراً مناخياً حاداً".
وأضافت "ترتفع درجات الحرارة في أستراليا بشكل أسرع من المعدل العالمي، ودرجات الحرارة المرتفعة تعني أن الغلاف الجوي يحتفظ بمزيد من الرطوبة، أي أن هطول الأمطار يزداد قوة".
ضحايا الفيضانات
وأودت الفيضانات بحياة 14 شخصاً في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز المجاورة منذ 22 شباط/فبراير، عندما تم انتشال جثة امرأة تبلغ من العمر 63 عاماً من سيارة غارقة في بيلي بارك، شمال بريسبان.
وقال جون كاوكوت، مساعد مفوض خدمات الطوارئ والحرائق في كوينزلاند، إن مئات الأشخاص يطلبون المساعدة في بريسبان - التي يقطنها 2.6 مليون شخص - والمناطق المحيطة بها مع هطول أمطار غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة.
وفي نيو ساوث ويلز، تم العثور على رجل يبلغ من العمر 54 عاماً يوم الجمعة في سيارة دفع رباعي مغمورة في ماتشام، على بعد 90 كيلومترًا (50 ميلاً) شمال سيدني.
وفي الآونة الأخيرة، تم العثور على رجل في السبعينيات من عمره في شقته التي غمرتها المياه الأربعاء في ليسمور، نيو ساوث ويلز. وقتل أربعة أشخاص في بلدة يبلغ عدد سكانها 28 ألف نسمة.
في نيو ساوث ويلز، بلغت الفيضانات أعلى مستوياتها منذ عقود. ولجأ السكان في بعض المدن على غرار ليسمور، في شمال شرق الولاية، إلى أسطح منازلهم، وانتظروا في بعض الأحيان لساعات عدة قبل أن يصار إلى إنقاذهم.
وقال رئيس حكومة الولاية إن العديد من السكان عادوا الى منازلهم الخميس وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة "ليجدوا مشاهد من الدمار".