فنزويلا تفرج عن أمريكيين إثنين في خطوة قد تدل على بدء عودة العلاقات بين البلدين على حساب روسيا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ونظيره الامريكي جو بايدن.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ونظيره الامريكي جو بايدن. Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

القرار يأتي عقب الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد أمريكي إلى كراكاس في نهاية الأسبوع الماضي.

اعلان

أفرجت فنزويلا الثلاثاء عن مواطنين أميركيين كانا مسجونين في كاراكاس، بحسب ما أفاد محاميه. ويتعلق الأمر بكل من غوستافو كارديناس، المدير التنفيذي السابق لشركة سيتغو، الفرع الأمريكي لشركة النفط الوطنية الفنزويلية (بيديفيسا) الذي كان مسجونا مع خمسة مدراء تنفيذيين سابقين آخرين منذ العام 2017 وخورخي فرنانديز الذي اعتقل العام الماضي فيما وصفه البيت الأبيض بـ "الاتهامات الباطلة".

وكتب البيت الأبيض في بيان بشأن إطلاق سراح غوستافو كارديناس وخورخي فرنانديز "سيتمكن أمريكيان تم احتجازهما ظلماً في فنزويلا من معانقة عائلاتهما مرة أخرى. سنعيد غوستافو كارديناس وخورخي فرنانديز إلى المنزل".

موقع البيت الأبيض الأمريكي.
بيان البيت الأبيض الأمريكي.موقع البيت الأبيض الأمريكي.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب زيارة سرية قام بها وفد يضم كبار مسؤولي إدارة بايدن نهاية الأسبوع الماضي إلى فنزويلا من بينهم كبير مسؤولي البيت الأبيض المعني بشؤون أمريكا اللاتينية وكبير مفاوضي وزارة الخارجية بشأن الرهائن. وقالت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض جين بساكي للصحفيين الثلاثاء بأن "هناك مجموعة من الموضوعات التي نوقشت خلال هذا اللقاء، بما في ذلك صحة ورفاهية المواطنين الأمريكيين المحتجزين في السجون الفنزويلية".

كما جاء قرار الإفراج هذا بعد ساعات قليلة من إشارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى أهمية تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وسط الغزو الروسي لأوكرانيا والمخاوف في واشنطن بشأن ارتفاع أسعار الغاز.

وقال المحامي خيسوس لوريتو لوكالة فرانس برس "أؤكد أنّ المفرج عنه هو غوستافو كارديناس. أمّا الخمسة الآخرون فلا يزالون رهن الاحتجاز".

والموقوفون الخمسة الآخرون، هم فنزويليون حصلوا على الجنسية الأمريكية وآخر لدية بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتّحدة، يعيشون منذ توقيفهم في 2017 في بلدهم الأمّ على وقع تذبذب العلاقات بين كراكاس وواشنطن.

وساهمت هذه القضية في زيادة التوتر في العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة التي طالبت مراراً بإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين. وبحسب منظمة "فورو بينال" غير الحكومية المتخصصة في حقوق الإنسان والسجناء فإنّ أفراد مجموعة "سيتغو 6" هم من بين 251 "سجيناً سياسياً" في فنزويلا.

ويأتي الإفراج عن كارديناس غداة إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد لقائه الوفد الأمريكي أنّه سيعيد تفعيل الحوار مع المعارضة.

ويمكن للإفراج عن كارديناس، الذي لم تتّضح بعد تفاصيل إطلاق سراحه، أن يمثّل مؤشراً على بدء عودة الدفء إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

وكان القضاء الفنزويلي قد أصدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بحقّ الرجال الستّة أحكاماً بالسجن لفترات تتراوح من 8 إلى 13 سنة بتهم فساد، لكنّهم وضعوا في نيسان/أبريل في الإقامة الجبرية في إجراء وصف بأنه "بادرة" من حكومة نيكولاس مادورو تجاه الولايات المتّحدة. لكنّ كراكاس أعادتهم إلى السجن في 16 تشرين الأول/أكتوبر بعد تسليم الرأس الأخضر إلى الولايات المتحدة أليكس صعب، رجل الأعمال الكولومبي المقرّب من مادورو والمطلوب للقضاء الأمريكي بتهم تبييض أموال.

تحديات الطاقة والعقوبات المفروضة على روسيا

شملت المحادثات التي أجراها الوفد الأمريكي في كراكاس مع مسؤولين في الحكومة الفنزويلية إمدادات الطاقة، على ما أعلن البيت الأبيض الإثنين فيما تبحث واشنطن عن سبل لتعويض النفط الروسي الذي قررت التوقف عن استيراده.

تحتجز فنزويلا كذلك ثلاثة أمريكيين آخرين، اثنين من أفراد القبعات الخضراء السابقين، لوك دينمان وعيران بيري، اللذين اعتُقلا لتورطهما في مؤامرة مربكة للإطاحة بالرئيس مادورو، وجندي البحرية الأمريكية السابق ماثيو هيث، المحتجز بتهم تتعلق بالأسلحة.

بدأت مؤشرات انفراج العلاقات بين كاراكاس وواشنطن تطفو بعد أكثر من ثلاث سنوات من قطع الولايات المتحدة العلاقات مع مادورو والاعتراف بزعيم المعارضة خوان غوايدو كزعيم شرعي لفنزويلا. وبدأت المحادثات بين الطرفين بعد أشهر من جهود الوساطة التي تقودها بعض القنوات الخلفية المكنونة من جماعات الضغط الأمريكية والدبلوماسيون النرويجيون والمسؤولون التنفيذيون في مجال النفط الدولي، الذين كانوا يضغطون على الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة النظر في حملة "الضغط الأقصى" الفاشلة حتى الآن لإسقاط مادورو.

لكن الدافع للتواصل مع مادورو، الذي حُكم عليه في نيويورك بتهم تهريب المخدرات، أصبح أكثر إلحاحًا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الأمريكية التي تلت ذلك.

معادلة التحالفات الدولية

تعد أزمة أوكرانيا بتغيير جذري في معادلة التحالفات العالمية. فالعقوبات المفروضة على بوتين أثرت بشكل مباشر على أسعار الغاز المتزايدة والتي تدفع التضخم إلى أعلى مستوياته منذ أربعة عقود.

في الكابيتول، بدأ الديمقراطيون والجمهوريون المؤثرون الأسبوع الماضي في الإعراب عن دعمهم لفرض حظر أمريكي على واردات النفط والغاز الطبيعي الروسية كخطوة تالية لمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الغزو. لكن سرعان ما أدان كبار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين عودة الحوار مع كاراكاس.

وقال السناتور الأمريكي بوب مينينديز، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن جهود بايدن لتوحيد العالم ضد بوتين "لا ينبغي تقويضها من خلال دعم مادورو"، الذي تخضع حكومته للتحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم ضد الإنسانية محتملة ارتكبت ضد المتظاهرين في العام 2017.

viber

تعد فنزويلا، أكبر حليف لبوتين في أمريكا اللاتينية وأكبر مصدر للنفط. ودخولها أسواق الطاقة الأمريكية يمكن أن يخفف من تداعيات حظر نفطي محتمل على روسيا من خلال ضخ صادراتها في السوق الأمريكية.

المصادر الإضافية • الوكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مادورو يعتبر إفراج الولايات المتحدة عن أليكس صعب "انتصارا للحقيقة"

الرئيس الصيني يعلن رفع مستوى العلاقات مع فنزويلا خلال استقباله مادورو

شاهد: معاناة سكان مدينة ماريوبول المحاصرة