روسيا تشن هجوما شاملا لمحاصرة القوات الأوكرانية في الشرق

روسيا تشن هجوما شاملا لمحاصرة القوات الأوكرانية في الشرق
روسيا تشن هجوما شاملا لمحاصرة القوات الأوكرانية في الشرق Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من بافيل بوليتيوك وكونور هامفريز

كييف/سلوفيانسك (أوكرانيا) (رويترز) - شنت القوات الروسية هجوما شاملا يوم الثلاثاء لتطويق القوات الأوكرانية في مدينتين على جانبي نهر في شرق أوكرانيا، في معركة قد تحدد نجاح أو فشل حملة موسكو الرئيسية في الشرق.

وبعد ثلاثة أشهر بالضبط من أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية بدخول أوكرانيا، أعادت السلطات في خاركيف، ثاني أكبر مدنها، فتح مترو الأنفاق الذي لجأ إليه آلاف المدنيين لشهور تحت قصف لا هوادة فيه.

كانت هذه الخطوة دليلا على أكبر نجاح عسكري لأوكرانيا في الأسابيع الماضية إذ جرى دفع القوات الروسية للتقهقر حتى صارت خاركيف بعيدة إلى حد كبير عن مرمى نيران المدفعية الروسية، مثلما حدث بشأن العاصمة كييف في مارس آذار.

لكن المعارك الحاسمة في المرحلة الأحدث من هذه الحرب لا تزال مستعرة جنوبا حيث تحاول موسكو السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك اللتين تشكلان إقليم دونباس، ومحاصرة القوات الأوكرانية في جيب على الجبهة الشرقية الرئيسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك في إفادة تلفزيونية "نحن نشهد الآن المرحلة الأنشط في العدوان الشامل الذي شنته روسيا على بلدنا".

واضاف "الوضع على الجبهة (الشرقية) صعب للغاية، لأن مصير هذا البلد ربما يتقرر (هناك) الآن".

وصار أقصى الشرق من جيب دونباس الذي تسيطر عليه أوكرانيا، وتحديدا مدينة سيفيرودونيتسك الواقعة على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس، ومدينة ليسيتشانسك على الضفة الغربية، ساحة المعركة المحورية هناك مع تقدم القوات الروسية من ثلاثة اتجاهات لتطويق القوات الأوكرانية.

وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك، التي تقع بها المدينتان، وهما من بين آخر الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا، "ركز العدو جهوده على تنفيذ هجوم لتطويق ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك".

وقال في تصريحات تلفزيونية "زادت حدة القصف على سيفيرودونيتسك عدة أمثال، إنهم ببساطة يدمرون المدينة"، مضيفا أن هناك حوالي 15 ألف شخص يعيشون هناك.

وإلى الغرب في سلوفيانسك، إحدى أكبر مدن دونباس التي لا تزال في أيدي الأوكرانيين، دوت صفارات الإنذار يوم الثلاثاء لكن ظلت الشوارع مزدحمة واكتظ أحد الأسواق، وكان هناك أطفال يركبون الدراجات بينما استمر أحد الموسيقيين في العزف على كمان بجوار أحد المتاجر.

وقال جايداي إن القوات الأوكرانية طردت الروس من قرية توشكيفكا جنوبي سيفيرودونيتسك. وقال الانفصاليون المدعومون من روسيا إنهم سيطروا على سفيتلودارسك جنوبي باخموت. ولم يتسن التأكد من صحة أي من التقريرين بشكل مستقل.

* "الجميع خائفون"

بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء الحرب التي توقع بعض الخبراء الغربيين أن تكسبها روسيا في غضون أيام، لم تحقق موسكو سوى مكاسب محدودة بينما مُنيت بأسوأ خسائرها العسكرية منذ عقود. في المقابل، لحق الدمار بجزء كبير من أوكرانيا حيث فر حوالي 6.5 مليون شخص إلى الخارج وقُتل آلاف وتحولت مدن إلى أنقاض.

وكان للحرب أيضا تداعيات دولية هائلة، بما في ذلك النقص المتزايد في الغذاء وارتفاع الأسعار في البلدان النامية التي تستورد الحبوب الأوكرانية.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الثلاثاء إلى إجراء محادثات مع موسكو بخصوص فتح صادرات القمح العالقة في أوكرانيا بسبب الحصار البحري الروسي.

وفي تأكيد للتوتر الجيوسياسي العالمي بسبب هذه الحرب، نشرت اليابان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في آسيا والتي انضمت إلى العقوبات الغربية على روسيا، طائرات يوم الثلاثاء بعد اقتراب طائرات حربية روسية وصينية من مجالها الجوي خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى طوكيو.

وفي خاركيف، لا يزال المئات يعيشون تحت الأرض في القطارات والمحطات، لكن السلطات طلبت منهم يوم الثلاثاء المغادرة حتى يمكن استئناف خدمة المترو.

وفي إحدى المحطات، كان عدد قليل من الأشخاص يتحركون بينما جلس آخرون على أسرة مؤقتة أو وقفوا وسط مقتنياتهم أو مع حيواناتهم الأليفة.

وقالت ناتاليا لوبانسكا، التي عاشت في قطار مترو تحت الأرض طوال فترة الحرب تقريبا، "الجميع خائفون للغاية، لأنه لا يزال هناك قصف، ولم تتوقف الهجمات الصاروخية".

* "حرب غبية"

تشير تعليقات كبار المسؤولين الروس يوم الثلاثاء إلى خطط لصراع طويل الأمد. وقال وزير الدفاع سيرجي شويجو إن روسيا تتقدم ببطء عمدا لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وقال نيكولاي باتروشيف رئيس مجلس الأمن التابع لبوتين إن موسكو لا "تلاحق مواعيد نهائية" وستقاتل ما دام ذلك ضروريا للقضاء على "النازية" في أوكرانيا، وهو تبرير للحرب يصفه الغرب بأنه لا أساس له.

ويأتي القتال في دونباس في أعقاب أكبر انتصار لروسيا منذ شهور، وهو استسلام المدافعين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول الساحلية الأسبوع الماضي بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحصار الذي تعتقد كييف أنه أودى بحياة عشرات الألوف من المدنيين.

وقال بترو أندريوشيتشينكو مساعد رئيس بلدية ماريوبول الأوكراني، الذي يعمل الآن خارج المدينة التي تسيطر عليها روسيا، إن العثور على قتلى تحت الأنقاض لا يزال مستمرا.

وأضاف أن حوالي 200 جثة متحللة دُفنت تحت الأنقاض في قبو أحد المباني الشاهقة ورفض السكان جمعها، في حين تخلت السلطات الروسية عن الموقع، تاركة رائحة كريهة منتشرة في أنحاء المنطقة.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أن الهجوم في دونباس أظهر أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأسلحة الغربية، خاصة أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة والمدفعية بعيدة المدى والعربات المدرعة.

وفي تسليط للضوء على العقبات التي تحول دون التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، أظهر استطلاع جديد يوم الثلاثاء أن 82 بالمئة من الأوكرانيين يرون أن بلادهم يجب ألا توقع على التنازل عن أي منطقة أوكرانية ضمن اتفاق سلام مع روسيا تحت أي ظرف.

وفي روسيا، حيث تم حظر انتقاد ما تسميه موسكو عملية عسكرية خاصة وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة، استخدم زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني المثول أمام المحكمة عبر رابط فيديو من أحد السجون للتنديد بما سماه "الحرب الغبية التي بدأها بوتين".

وقال نافالني "رجل مجنون غرس مخالبه في أوكرانيا، ولا أعرف ماذا يريد أن يفعل بها. هذا اللص المجنون".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"انتهاك صارخ للعمل الإنساني".. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا جراء غارة إسرلئيلية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في بالتيمور