فيديو: رجال الدين في لبنان والزواج المدني.. يورونيوز تلتقي زوجَيْن أقدما على كسر القيود

مازن ودونا خلال عقد الزواج المدني في قبرص
مازن ودونا خلال عقد الزواج المدني في قبرص Copyright يورونيوز
Copyright يورونيوز
بقلم:  Mariam Chehab
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قبل مدة عاد الجدل حول قانون الزواج المدني إلى الواجهة مجددا بعد أن أعلنوا ثلاثة نواب "تغييريين" وهم من الطائفة السنية تأييدهم للزواج المدني، لتنهال التعليقات بين مؤيد ومعارض.

اعلان

اختارته زوجا وصديقا وأبا، اختارت من أحب قلبها واقتنع به عقلها ووجدت فيه حضنا دافئا وملاذا آمنا. لم تفكر في مذهبه او عقيدته. هو أيضا اختارها عن قناعة أما لطفله الذي سيبصر النور بعد أشهر، بعيدا عن العبارات المألوفة من قبيل: "ما هو دينك؟"، "وماذا سيقول الشرع؟" و" كيف أحببته وهو من دين مختلف؟".

ورغم كل الانتقادات التي تطال الزواج المدني في لبنان والتي وصلت إلى حد تكفير من يخطو مثل هذه الخطوة، تكللت علاقة مازن جابر ودونا ماريا نمور المبنية على الحب والثقة المتبادلتين قبل شهرين بالزواج في قبرص، الملجأ الأقرب والأوفر للبنانيين الفارين من سلطة رجال الدين في بلد نخرته الطائفية حتى النخاع.

كاميرا يورونيوز، زارت منزل الزوجين في منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت، وكان لها هذا الحديث الخاص مع مازن ودونا. 

ألغينا الطائفية من حياتنا

"اتخذنا قرار الزواج المدني لأسباب عدة" تقول الشابة اللبنانية البالغة من العمر 30 عاما، وكان مازن الجالس إلى جانبها يدعم كلامها: "نحن من طوائف مختلفة، إلا أننا نعتمد على العلمانية في مختلف أمور حياتنا، نحن من المطالبين بقيام دولة مدنية في لبنان.. نفضل أن يكون قانون الأحوال الشخصية مدنيا.. ألغينا الطائفة من حياتنا العملية"، وتضيف دونا قائلة: "حتى لو كنا من طائفة واحدة كنا أيضا سنلجأ إلى خيار الزواج المدني، ولكن شاءت الأقدار أن نكون من طائفتين مختلفتين". 

الزواج المدني هو الخيار الأفضل بالنسبة لنا لنبدأ به حياتنا الزوجية، يسمح لنا أن نعيش في لبنان دون أن تكون الطائفة هي محور حياتنا القانونية وأن تتحكم المحاكم الدينية بنا".
دونا ماريا نمور
شابة لبنانية

الأديان تشرع الأخلاق

وعن رد فعل العائلة وكيف تلقت هذا الخبر، يقول مازن (47 عاما): "إن هم العائلة الوحيد في بلادنا هو هم المحيط، وجرت العادة أن تكون معارضتها أو رفضها هذا الزواج مبنيا على الخوف من الكلام الذي سيقال من القريب والبعيد، ولكن عندما تلتقي العائلة بالطرف الآخر وينكسر هذا الحاجز تسير الأمور بشكل سلس، ولكن بشكل عام لم يكن لدى عائلتينا حيطان (مشاكل) كبيرة". 

يورونيوز
اللبنانيان مازن ودونا يحتفلان بزواجهمايورونيوز

في الأخير.. إنه قرارنا

وعن مضايقات المجتمع تعلق دونا قائلة: "نحن كأشخاص نختار المجتمع الذي نعيش معه، والأشخاص الذين نتعامل معهم في يومياتنا، ولا يمكن التعايش مع أناس لا يشبهوننا، لذا كان محيطنا متقبلا وداعما، في الأخير إنه قرارنا"، وتضيف الزوجة قولها: "ما سمعناه من تعليقات لا يتعلق بنا كشخصين، و لكن يطال موضوع الزواج المدني الذي عاد إلى الواجهة، والانتقادات التي طالت هذا الزواج من قبل رجال الدين الموجودين في لبنان، الأمر الذي يدعو إلى الدهشة، على أساس أن الأديان هي التي تشرع الأخلاق، وفي المقابل نرى أن معظم الأديان في لبنان تحلل حتى يومنا هذا زواج القاصرات ولا تعطي الأمهات الحق في حضانة أطفالهن وتحرم النساء من الميراث. هناك تفرقة كبيرة بين الجنسين، ونجد أن المجتمع يعارض الزواج المدني، الذي يعد أفضل قرار يسمح للطرفين أن يكونا متساويين في الحقوق أمام القضاء".

وشددت دونا على أنه "لا يجب أن يسمح لرجال الدين بإيهامنا أن الزواج المدني هو زواج لا أخلاقي، فقط لأنهم يسعون للحفاظ على الأموال التي يجنوها من الزيجات الدينية"، على حد تعبيرها.  

وصمة عار

وعن المضايقات والصعوبات التي قد تواجه الأطفال وهم ثمرة هذا الزواج المدني، تقول الأم التي تنتظر مولودها الأول: "نحن من يحمي هذا الطفل ويوفر له الطريق الآمن للعيش في أفضل الظروف، الصعوبات التي ستواجهه بسبب هذا القرار غير واردة، لم يعد الزواج المدني وصمة عار تلاحق أطفالنا خاصة وأن جامعات لبنان اليوم ومدارسه المدنية تثقف الأطفال وتنشر مفاهيم الحياة العلمانية التي لا تتعارض مع الأديان". 

الدولة قائمة لخدمة المؤسسة الدينية

وعن الحكومة الجديدة التي يفترض تشكيلها قريبا في بلد الأرز وإمكانية الوصول إلى حل لهذه المعضلة، يعتبر مازن أن "الإشكالية في لبنان هي أن السلطة الدينية قوية جدا، وهي شبه المؤسسة الوحيدة القائمة في هذا البلد، والدولة قائمة لخدمة هذه المؤسسة(الدينية)"، ويضيف الزوج قائلا: في نفس الوقت يجري الترويج على أنه بحال سمح بالزواج المدني فإنه سيصبح إلزاميا للجميع بينما هو في الحقيقة قرار اختياري. كل حسب رغبته. من يريد الزواج أمام المحاكم الدينية فله ذلك ومن يرفض أن يولي هذه السلطة عليه بإمكانه اختيار القوانين المدنية"، وتابع مازن قوله:  "هذا الزواج قد يدرَ عائدات جيدة على الدولة، وقد لا يضطر المقبلون على الزواج المدني إلى السفر وإنفاق المال في الخارج، خاصة وأنه يسجل في لبنان، وهو أمر يعد شكلا من أشكال الازدواجية السخيفة نسبيا".

يورونيوز
اللبنانيان مازن ودونا يحتفلان بزواجهمايورونيوز

كسر "المحادل" الطائفية

وعن كسر أغلال الطائفية ودور ما يعرف باسم "التغييريين"وهم النواب الجدد الذين دخلوا البرلمان بعد انتخابات 15 أيار/مايو الأخيرة، يعرب مازن عن أمله في أن يحدث هؤلاء النواب خرقا في المشهد العام، ويقول إن "موجة التغيير وكسر المحادل الطائفية التي شهدناها عقب الانتخابات تعطي الأمل، تنبت بذور وعي جديدة ونتمنى أن تتم متابعة هذا الملف". 

أنا امرأة متعلمة، مستقلة ماديا، أنا من سينجب هذا الولد، واتخذت قرار الزواج بنفسي لذا لا يمكن أن أبقى بانتظار رجل يكون هو المسؤول عني أمام القانون
دونا ماريا نمور
شابة لبنانية

وصاية رجال الدين

الزواج هو قرار يتم اتخاذه بين شخصين، لذا نحن لسنا بحاجة لوصاية أخلاقية من رجال دين يدعون أنهم أوصياء وأولياء على المجتمع وهم من يحيكون الطرق الأنسب للزواج ولتربية الأطفال ولا ننتظر سلطات ودول أن تحكم في بيوتنا. نحن نطالب بالزواج المدني لأنه أفضل الحلول حتى نتمكن من العيش تحت سقف واحد"، وتتابع " الأشخاص الذين وضعوا دينهم جانبا وهم ويعملون وفق القوانين المدنية في حياتهم اليومية ويطمحون إلى الحصول على حقوقهم كاملة، وخاصة النساء، فلا يمكن أن تبقى السلطة الدينية متحكمة فيهن، علينا أن نلجأ للقوانين المدنية لنكون قادرات على الحصول على حقوقنا دون وصاية".

وقبل مدة عاد الجدل حول قانون الزواج المدني إلى الواجهة مجددا في لبنان، بعد أن أعلنوا ثلاثة نواب "تغييريين" وهم من الطائفة السنية تأييدهم للزواج المدني، لتنهال التعليقات بين مؤيد لهذا الزواج ومعارض له.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل تمويل محاكم الطوائف من قبل الدولة اللبنانية يفسر وحده رفض المؤسسات الدينية الزواج المدني؟

الزواج المدني في لبنان: ريا الحسن ترمي حجراً في المياه الراكدة

إرسين تتار يحذر: خطأ واحد كفيل بتحويل قبرص إلى غزة جديدة