من آنا رينجستروم وستاين جاكوبسن
ستوكهولم/كوبنهاجن (رويترز) - تحقق أوروبا يوم الثلاثاء فيما قالت ألمانيا والدنمرك إنها هجمات تسببت في تسرب كبير من خطي أنابيب غاز روسيين في بحر البلطيق وسط أزمة طاقة مع موسكو.
ومع ذلك لا يزال من غير الواضح إلى حد بعيد من قد يكون وراء مثل هذه الهجمات، إذا ثبت أنها كذلك، على خطوط أنابيب نورد ستريم التي أنفقت روسيا وشركاؤها الأوروبيون على بنائها مليارات الدولارات.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لقادة أعمال إن التسرب كان نتيجة هجمات متعمدة على البنية التحتية وإن برلين تعرف الآن على وجه اليقين "أنها لم تكن ناجمة عن أحداث طبيعية أو شقوق" بسبب التحميل الدوري على الخطين.
وقال رئيسا وزراء السويد والدنمرك إن التسرب نتج بوضوح عن أعمال متعمدة، في ظل وجود معلومات تشير إلى احتمال حدوث تخريب، بينما قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي دون أن يقدم أدلة على أن التسرب نجم عن عمل تخريبي.
وقالت روسيا، التي قلصت إمداداتها من الغاز لأوروبا ردا على العقوبات الغربية ضدها بعد غزوها لأوكرانيا، إن التخريب احتمال قائم وإن الحادث قوض أمن الطاقة للقارة الأوروبية.
ووصف مسؤول أوكراني ما حدث بأنه هجوم روسي لهز استقرار أوروبا، لكنه لم يقدم دليلا.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي لدى افتتاح خط أنابيب جديد بين النرويج وبولندا "نرى بوضوح أنه عمل تخريبي مرتبط بالخطوة التالية لتصعيد الوضع في أوكرانيا".
وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون في مؤتمر صحفي إنه تم الكشف عن انفجارين فيما يتعلق بوقائع التسرب وإنه على الرغم من أن هذا لا يمثل هجوما على السويد فإن حكومتها على اتصال وثيق مع شركاء مثل حلف شمال الأطلسي وجيران مثل الدنمرك وألمانيا بشأن التطورات.
وخطا نورد ستريم نقطتان ملتهبتان في حرب طاقة متصاعدة بين العواصم الأوروبية وموسكو ألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصادات الغربية الكبرى ودفعت أسعار الغاز إلى قفزات متتالية وأطلقت جهودا محمومة للبحث عن إمدادات طاقة بديلة.
وأصدرت الإدارة البحرية السويدية تحذيرا من تسربين في خط أنابيب نورد ستريم 1 وذلك بعد يوم من اكتشاف تسرب في خط أنابيب نورد ستريم 2 القريب مما دفع الدنمرك إلى تقييد حركة الشحن وفرض حظر طيران فوق منطقة صغيرة.
وقالت الشرطة السويدية يوم الثلاثاء إنها فتحت تحقيقا أوليا في احتمال حدوث تخريب بعد تسرب الغاز من خط الأنابيب نورد ستريم 1 في بحر البلطيق.
وقال متحدث باسم الشرطة "توصيف الجريمة تخريب جسيم".
وبثت القوات المسلحة في الدنمرك مقطعا مصورا ظهرت فيه فقاعات تفور إلى سطح البحر. وقالت القوات المسلحة الدنمركية إن أكبر تسرب للغاز تسبب في اضطراب سطح البحر في دائرة يزيد قطرها كثيرا على كيلومتر.
وقال المركز الوطني لرصد الزلازل في السويد لمحطة البث العامة إس.في.تي إن علماء الزلازل في الدنمرك والسويد سجلوا انفجارات قوية في مناطق التسربات يوم الاثنين.
* خطر وقوع انفجارات
قال كريستوفر بوتزاو رئيس وكالة الطاقة في الدنمرك إن التسربات ضخمة للغاية وإن من الممكن ألا يتوقف تدفق الغاز من نورد ستريم 2 قبل أسبوع. ومن الممكن ألا تظل السفن محتفظة بحالة الطفو فوق سطح الماء إذا دخلت منطقة التسربات.
وقال بوتزاو "سطح البحر مليء بالميثان وهو ما يعني أن هناك تهديدا متزايدا بوقوع انفجارات في البحر.
وقالت رئيسة وزراء الدنمرك إنه لا يمكن استبعاد وقوع أعمال تخريبية. وأضافت "نحن نتحدث عن ثلاثة تسربات مع وجود بعض المسافة بينها... لذا يصعب تخيل أنها مصادفة".
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التسربات بأنها "أنباء تثير القلق الشديد. الحقيقة أننا نتحدث عن بعض الضرر ذي الطبيعة غير الواضحة في خط الأنابيب في المنطقة الاقتصادية (البحرية) للدنمرك". وأضاف أن التسربات أثرت على أمن الطاقة في القارة.
ولم يكن أي من خطي الأنابيب يضخ الغاز إلى أوروبا وقت اكتشاف التسربات في ظل الخلاف حول الحرب في أوكرانيا، لكن الواقعة من شأنها أن تبدد أي آمال متبقية في أن تتلقى أوروبا الغاز عبر نورد ستريم 1 قبل الشتاء.
وقالت الشركة المشغلة لشبكة نورد ستريم إن الضرر "غير مسبوق".
وعلى الرغم من أن أيا من الخطين لم يكن قيد التشغيل، فإن كلا منهما لا يزال يحتوي على غاز تحت الضغط.
ورفضت شركة جازبروم التي يسيطر عليها الكرملين والتي تحتكر صادرات الغاز الروسية عبر خطوط الأنابيب التعليق.
وقال مصدر أمني أوروبي "هناك بعض الدلائل على أن الضرر متعمد" لكنه أضاف أن الخروج باستنتاجات لا يزال سابقا كثيرا لأوانه. ومضى قائلا "يتعين عليك أن تسأل: من المستفيد؟"
* خفض الإمدادات
خفضت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 قبل تعليق الإمدادات بالكامل في أغسطس آب ملقية باللوم على العقوبات الغربية في التسبب في صعوبات فنية. ويقول السياسيون الأوروبيون إن ذلك كان ذريعة لوقف إمدادات الغاز.
ولم يبدأ خط الأنابيب الجديد نورد ستريم 2 بعد عملياته التجارية. وألغت ألمانيا خطة استخدامه للتزود بالغاز قبل أيام من إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير شباط فيما تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وكتبت مجموعة يوراسيا تقول "تعني التسربات المتعددة أن أيا من الخطين يُرجح أن يقدم أي غاز إلى الاتحاد الأوروبي خلال الشتاء المقبل بصرف النظر عن التطورات السياسية في حرب أوكرانيا".