بدء المرحلة الأولى من ترميم قصر سرسق العريق بتمويل من اليونسكو وسويسرا

واجهة متحف سرسق بعد أن دُمِّر في انفجار بيروت في أغسطس الماضي في بيروت.
واجهة متحف سرسق بعد أن دُمِّر في انفجار بيروت في أغسطس الماضي في بيروت. Copyright AP Photo
Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

وأوضحت ماري كوكرن، عضوة مجلس إدارة جمعية قصر سرسق أن: " المرحلة الأولى من الترميم تشمل الواجهة الشمالية للقصر واثنين من سقوفه القرميدية السبعة، يقعان في الجهة نفسها".

اعلان

أطلقت اليونيسكو الخميس في بيروت بالتعاون مع سويسرا، المرحلة الأولى من ترميم قصر سرسق العريق العائد إلى القرن التاسع عشر والذي أصيب بأضرار كبيرة جرّاء انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية عام 2020، في إطار مبادرة المنظمة لدعم إعادة تأهيل مؤسسات تعليمية وثقافية ومواقع تراثية طاولها الدمار.

"جوهرة الهندسة المعمارية اللبنانية"

وأعلن مكتب اليونيسكو في بيروت في مؤتمر صحفي عُقد في الباحة الخارجية للقصر، أن المنظمة في إطار مبادرتها «لبيروت"، عقدت اتفاقاً مع المكتب الاتحادي السويسري للثقافة وجمعية قصر سرسق لتمويل ترميم جزء من المبنى الذي بُنيَ عام 1860.

ونقل بيان للمكتب عن أودري أزولاي المديرة العامة للمنظمة قولها إن قصر سرسق الذي بنيَ خلال الحقبة العثمانية وصنفته وزارة الثقافة اللبنانية مبنىً ذا أهمية تاريخية، "هو جوهرة الهندسة المعمارية اللبنانية ورمز للفخر والصمود بالنسبة إلى المجتمع البيروتي".

وشددت مديرة المكتب كوستانزا فارينا خلال المؤتمر الصحافي على أن للقصر "أهمية معمارية وحضرية"، و"دوراً مهماً في تاريخ بيروت".

وقالت لوكالة فرانس برس إن لترميم القصر "أهمية رمزية"، وخصوصاً أن أزولاي أطلقت منه بالذات في 27 آب/أغسطس 2020 مبادرة "لبيروت" الدولية الهادفة إلى جمع التبرعّات لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف وصالات العرض والصناعات الإبداعية المتضررة.

وأشارت فارينا إلى أن اليونيسكو "رممت 12 مبنىً تراثياً وأعادت تأهيل 280 مؤسسة تعليمية من مدارس وجامعات ومراكز تدريب".

وتمنت أن "يساهم مشروع ترميم القصر بتمويل سويسري في توفير مزيد من الاستثمارات في مجالي الثقافة والتراث"، وتقديم "دعم إضافي لاستكمال المراحل الأخرى من ترميم القصر".

متحف ومركز ثقافي

وشرحت وايخلت أن "إعادة تأهيل القصر علامة فارقة في مشروع طويل الأجل لفتح القصر للجمهور" تدريجاً كمتحف خاص ومركز ثقافي.

وأفاد البيان بأنّ "توثيقاً ثلاثي الأبعاد للمناطق المتضررة من انفجار المرفأ، بما فيها قصر سرسق ومبنيان تراثيان آخران"، أجرته اليونيسكو وشركة متخصصة، أتاح إعادة التأهيل.

وأوضحت ماري كوكرن، عضوة مجلس إدارة جمعية قصر سرسق أن: " المرحلة الأولى من الترميم تشمل الواجهة الشمالية للقصر واثنين من سقوفه القرميدية السبعة، يقعان في الجهة نفسها".

وقالت لارا معلوف، المهندسة المعمارية المكلفة من اليونيسكو ترميم القصر لوكالة فرانس برس، إن عصف الانفجار تسبب بأضرار كبيرة "في الهيكلية الإنشائية للقصر" المبنيّ بالحجر الرملي، "وخصوصاً في واجهته الشمالية المواجهة لمرفأ بيروت، ولكن أيضاً في الجنوبية".

كذلك تضررت الجداريات والعناصر الجصية والكلسية الرقيقة التي تزين السقوف، إذ "فُقد قسم منها كلياً، في حين تزعزع قسم آخر، سيتم تثبيته تمهيداً لترميمه" لاحقاً.

وأشارت إلى أن الأضرار طالت أيضاً "عناصر أخرى كالثريات والمنحوتات واللوحات والرخام والكتب".

وتعرّض قصر سرسق لأضرار جسيمة خلال الحرب اللبنانية التي امتدت بين عامي 1975 و1990، وخضع لعملية ترميم استمرت 20 عاماً، إلى أن أعيد فتحه أمام الجمهور عام 2010.

وقضت صاحبة القصر إيفون سرسق كوكرن عن 98 عاماً، متأثرة بجروح أصيبت بها جراء انفجار الرابع من آب/أغسطس 2020 الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص، وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، ملحقاً دماراً واسعاً بمرفأ بيروت وأحياء كبيرة من العاصمة اللبنانية.

أقدم قصور العائلة

ويعتبر هذا القصر الأقدم بين قصور وممتلكات لعائلة سرسق في الحي الذي يحمل اسمها على تلة الأشرفية المشرفة على مرفأ بيروت، ويتألف من ثلاث طبقات، ويضم حديقة واسعة.

وبات القصر المتميز بهندسته التي تمزج الطراز المحلي بالأوروبي، مهجوراً وخالياً من الأثاث، ولم تصمد فيه سوى بعض الثريات والتحف، إضافة إلى مرآة برونزية الإطار، وشمعدان معلق على الحائط.

وخلف الباب الرئيسي النحاسي الذي يحمل نقوشاً بالعربية، ردهة تتوسطها بركة وتزينها ثلاث قناطر وأعمدة رخامية. أما سقف البهو الرئيسي الذي تحيط به غرف، فمزيّن بزخارف شرقية ذهبية ونبيذية وخضراء، ترك عصف الانفجار آثاره عليها، وعلى طرفه تمثال على قاعدة مربعة يمثل امرأة برونزية، كأنها الشاهدة الوحيدة على دماره.

اعلان

وتحولت حديقة القصر بعد انتهاء الحرب في الأعوام الاخيرة الى مساحة لحفلات الزفاف والاستقبال والنشاطات الثقافية.

ودعت ماري كوكرن مالكي القصور الأثرية في لبنان إلى أن "يفتحوا جزءاً منها أمام الناس بهدف تثقيفهم وتوعيتهم لإدراك أهمية هذه الجواهر المعمارية، فهذه المباني النادرة يجب أن تبقى للأجيال المقبلة".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الرئيس التنفيذي لكأس العالم في قطر يؤكد توفر مناطق للمشجعين المخمورين لاستعادة نشاطهم

شاهد: نائبة لبنانية تنهي اعتصاما في بنك بعد سعيها للحصول على مدخراتها بالدولار لإجراء عملية جراحية

شاهد: أزمة المناخ وقلة المياه تفاقمان معاناة المزارعين في لبنان