روسيا تعلن اكتمال التعبئة الجزئية للقتال في أوكرانيا

روسيا تعلن اكتمال التعبئة الجزئية للقتال في أوكرانيا
روسيا تعلن اكتمال التعبئة الجزئية للقتال في أوكرانيا Copyright Thomson Reuters 2022
Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من جوناثان لانداي

الخطوط الأمامية شمالي خيرسون (أوكرانيا) (رويترز) - أعلنت روسيا يوم الجمعة اكتمال استدعاء قوات من الاحتياط للقتال في أوكرانيا قائلة إنها جندت مئات الآلاف في غضون شهر واحد ذهب أكثر من ربعهم إلى ميدان القتال.

وينهي الإعلام على ما يبدو عملية تعبئة أثارت الانقسام في البلاد، وهي الأولى في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، ودفعت عشرات الآلاف من الشبان المستهدفين بالتجنيد إلى الفرار إلى الخارج كما أعطت دفعة للاحتجاجات المناهضة للحرب.

وخلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين أذيع على التلفزيون الرسمي، قال وزير الدفاع سيرجي شويجو "اكتملت المهمة التي حددتها (بتعبئة) 300 ألف فرد. لا توجد خطط لتدابير إضافية".

وأضاف شويجو أنه تم نشر 82 ألفا من المجندين الجدد في منطقة الصراع في حين يواصل الباقون تلقى تدريباتهم.

وشكر بوتين جنود الاحتياط "على تفانيهم في أداء الواجب، وعلى وطنيتهم، وإصرارهم الحازم على الدفاع عن بلادنا، الدفاع عن روسيا التي تعني بالنسبة لهم الوطن، الأسرة، مواطنينا، شعبنا".

وأقر كل من بوتين وشويجو بمشاكل حدثت في الأيام الأولى للتعبئة الجزئية.

وألقت السلطات الروسية القبض على أكثر من ألفي شخص خلال احتجاجات على التعبئة خاصة في مناطق روسيا التي تسكنها أقليات عرقية اشتكت من كثافة التعبئة فيها وإرسال أبنائها إلى جبهات القتال.

* تصعيد

أمر بوتين بإجراء "تعبئة جزئية" في سبتمبر أيلول في نفس الوقت الذي أقر فيه خططا لضم أراض أوكرانية. ويصف الغرب هذه الإجراءات بأنها تصعيد للصراع ردا على سلسلة الهزائم العسكرية التي منيت بها القوات الروسية، والتي جعلت روسيا تبدو في الطريق إلى خسارة الحرب.

وقال محللون عسكريون غربيون إن التعبئة يمكن أن تساعد في تخفيف نقص القوات المقاتلة لدى روسيا على جبهة القتال التي يبلغ طولها ألف كيلومتر، لكن القيمة العسكرية للتعبئة ستعتمد على ما إذا كانت موسكو قادرة على تسليح وتدريب جنود الاحتياط بشكل ملائم.

وتلوح في الأفق الآن إحدى أهم معارك الحرب في جنوب أوكرانيا بعد تقدم القوات الأوكرانية هذا الشهر صوب خيرسون.

وتقع المدينة عند مصب نهر دنيبرو الذي يقطع أوكرانيا، وتتحكم المنطقة المحيطة بها في المداخل البرية وإمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

ومع ذلك يبدو أن التقدم الأوكراني تباطأ في الأيام الماضية مع شكوى كييف من الطقس السيء وصعوبة التضاريس.

* تبادل إطلاق النار

تبادلت القوات الأوكرانية والروسية، المتحصنة في خنادق شمالي العاصمة الإقليمية، التي تسمى أيضا خيرسون، إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر ونيران المدفعية يوم الجمعة، وهي عمليات اعتيادية يومية منذ أن دفعت أوكرانيا القوات الروسية إلى التراجع للمدينة الساحلية الشهر الماضي.

وأطلق جنود أوكرانيون من مدفع مورتر عيار 120 ملليمترا تم إخفاؤه في الأدغال طلقات شديدة الانفجار في موجات مدوية على مواقع روسية قرب صومعة حبوب، على بعد أقل من كيلومتر.

وقال هينادي (51 عاما) إن الروس يستخدمون الصومعة للاحتماء والمراقبة.

وأضاف أن رجال المدفعية يستهدفون المركبات المدرعة والذخيرة الروسية خلف الصومعة ويتجنبون ضربها لأهميتها للمنطقة الزراعية. لكنه قال إنه لم يكن لديهم ما يكفي من القذائف.

وقال وسط دوي إطلاق النار "مقابل كل قذيفة نطلقها يردون بخمس... يطلقون النار علينا في معظم الأوقات".

وقال سيرجي أكسيونوف، حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا، إن العمل اكتمل فيما يتعلق بنقل السكان الذين يسعون إلى الفرار من خيرسون إلى مناطق في روسيا قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع.

واتهمت أوكرانيا موسكو بنقل بعض الأشخاص قسرا وتجنيد آخرين للقتال ضد إرادتهم. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن ما وصفته بالإجلاء الروسي ما زال مستمرا مع إزالة المعدات الطبية والمستشفيات وانتشار قوات روسية إضافية في منازل خالية.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة روايات أي من الجانبين.

*ضربات بطائرات مسيرة

صعد بوتين الصراع في الأسابيع الأخيرة وتحدث عن استخدام الأسلحة النووية وأعلن عن تعبئة جزئية للقتال في أوكرانيا. وقالت إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي، يوم الجمعة إن التعبئة قد تؤدي إلى زيادة التضخم من خلال التأثير على سوق العمل لكنها تعهدت باحتواء ارتفاع الأسعار.

وقال مسؤولون إن روسيا شنت أيضا موجة من الضربات بصواريخ وطائرات مسيرة حيث استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في كييف وأماكن أخرى.

وذكر المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات أن أوكرانيا أسقطت حتى الآن أكثر من 300 طائرة مسيرة انتحارية إيرانية من طراز شاهد-136. ولم يتسن التحقق من صحة التقرير. ونفت إيران ما تؤكده أوكرانيا والغرب بأنها ترسل طائرات مسيرة لروسيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس إن الهجمات "لن تكسرنا".

وتابع في خطاب مصور "سماع النشيد الوطني للعدو على أرضنا يثير الفزع أكثر من صواريخ العدو في سمائنا. نحن لا نخاف الظلام".

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن التضاريس الوعرة والطقس السيء جعلا تقدم أوكرانيا في خيرسون والشرق أبطأ.

وقال تقرير هيئة الأركان العامة الأوكرانية يوم الجمعة إن الجيش صد هجمات روسية في كل من دونيتسك ولوجانسك.

والقتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المدعومين من روسيا مستمر في دونباس منذ 2014.

وقال بوتين ومسؤولون آخرون مرارا إن بإمكان روسيا استخدام "كل الأساليب المتاحة" لحماية وحدة أراضيها، وهي تصريحات فسرها الغرب على أنها تهديدات ضمنية باستخدام الأسلحة النووية في القتال على الأجزاء التي تقول روسيا إنها ضمتها من أوكرانيا.

وأصر بوتين على أن روسيا لم تهدد باستخدام أسلحة نووية لكنها ردت فقط على "الابتزاز" النووي الغربي.

وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن شكوكه متسائلا في مقابلة مع شبكة نيوز نيشن التلفزيونية "إذا لم يكن لديه نية، فلماذا يواصل الحديث عنها؟".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى بتأييد زملائها إثر منع خطاب تخرجها

مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في غزة

ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة