Newsletterالرسالة الإخباريةEventsالأحداثالبودكاست
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

ما قيمة السودان الاستراتيجية؟ وما هي موارده؟

عناصر من الجيش السوداني صبيحة بداية المعارك في 15 نيسان الماضي
عناصر من الجيش السوداني صبيحة بداية المعارك في 15 نيسان الماضي Copyright -/AFP or licensors
Copyright -/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يُعتبر السودان لاعبًا سياسيًا إقليميًا مهمًا ولديه أيضًا موانئ استراتيجية وموارد طبيعية هائلة، مثل الذهب والنفط، ما قد يجعل منه هدفًا لأطراف داخلية وخارجية.

اعلان

يعيش السودان منذ منتصف الشهر الماضي صراعًا، ظاهره خلاف على النفوذ بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلا أنه يخفي في طياته الكثير من المصالح التي تتجاوز حدود هذا البلد الشاسع.

ويُعتبر السودان لاعبًا سياسيًا إقليميًا مهمًا ولديه أيضًا موانئ استراتيجية وموارد طبيعية هائلة، مثل الذهب والنفط، ما قد يجعل منه هدفًا لأطراف داخلية وخارجية.

صراع الأقطاب

لطالما كان لواشنطن تأثير محدود في السودان، إلا أن ذلك بدأ يتغير بعد الإطاحة بعمر البشير وبدء الانتقال الديمقراطي في البلاد، ما أعطى للولايات المتحدة دورًا أكبر هناك.

إضافة لواشنطن، تتمتع مصر المجاورة بعلاقات وثيقة مع الجيش السوداني، بينما أقام كل من الجيش وقوات الدعم السريع علاقات وثيقة مع القوى الإقليمية الفاعلة كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وفي الصراع القائم حاليًا، تحاول القاهرة الوقوف في الوسط، تفاديًا لوضعها في خانة الداعم لفريق دون الآخر.

لكن القوة المتنامية في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء المنطقة الإفريقية هي روسيا ومجموعة فاغنر المدعومة من الكرملين، والتي ترتبط بتهريب الذهب في السودان.

ASHRAF SHAZLY/AFP
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوASHRAF SHAZLY/AFP

وفي وقت سابق من هذا العام، وضعت روسيا اللمسات الأخيرة على اتفاق مع القادة العسكريين في السودان لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر في البلاد، حيث ستحتفظ بما يصل إلى أربع سفن، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية، وما يصل إلى 300 جندي.

ويعود تاريخ الصفقة إلى عام 2021، وكانت تنتظر المصادقة عليها من قبل الحكومة المدنية السودانية المقبلة، وهي نتيجة تبدو الآن غير مرجحة بسبب الصراع.

في هذا السياق، قال مدير الأبحاث في مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية جوزيف سيغل: "حاول الروس تعزيز العلاقات مع كلا المعسكرين العسكريين على مدى السنوات الثلاث الماضية". 

وأضاف: "رغم العلاقة الطيبة مع البرهان، حاول الروس التقرب أكثر من حميدتي بسبب سيطرته على أغلب مناجم الذهب".

ويسيطر الجيش على معظم اقتصاد البلاد، لكن قوات الدعم السريع تدير مناطق رئيسية لتعدين الذهب، مما يضيف عنصرًا ماليًا إلى أزمة سياسية معقدة.

موقع استراتيجي

من جهة أخرى، حصر معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن الصراع على النفوذ في السودان بين دول ثلاث؛ هي الولايات المتحدة والصين وروسيا.

وقالت الدراسة إن أهمية الخرطوم تزايدت لدى واشنطن بعد الإطاحة بنظام البشير عام 2019، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى السودان بوصفه بلدًا يتمتع بموقع استراتيجي هام على الصعيد الإقليمي، إضافة إلى الموارد الطبيعية مثل الذهب والنفط واليورانيوم.

من جانبها، رأت روسيا في السودان بوابة للتوسّع في القارة السمراء. وبحسب دراسة معهد واشنطن، فإن موسكو ترغب بشكل أساسي في الهيمنة على المسطح المائي على طول البحر الأحمر، الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بآسيا، وهو أحد أكثر الممرات المائية في العالم ازدحامًا بالسفن التجارية.

كما اعتبرت الدراسة أن موسكو تعمل على بناء قوة بحرية في المنطقة وربطها بمنشآتها البحرية في سوريا.

اعلان

وأشارت دراسة معهد الشرق الأوسط إلى أن السودان يُعد ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا، وأحد أكبر أسواق الأسلحة الروسية في إفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 500 مليون دولار.

EBRAHIM HAMID/AFP or licensors
مناجم الذهب في السودانEBRAHIM HAMID/AFP or licensors

ويتكامل النفوذ الروسي في إفريقيا والخليج مع طموحات الصين، التي تستورد نحو 5.5% من احتياجاتها النفطية من السودان، وفق الدراسة عينها. وقد كانت البلاد قبل انفصال الجنوب عنها سادس أكبر مُصدر نفطي لبكين.

إلى ذلك، تعمل أكثر من 130 شركة صينية في السودان، يعمل فيها 1500 موظف صيني. وعُدت بكين ثاني أكبر شريك تجاري للسودان عام 2021، مع صادرات تجاوزت مليارًا و800 مليون دولار.

أما إسرائيل التي لم تقف على الحياد في صراع النفوذ على السودان، فقد دخلت مؤخرًا على الخط باقتراح استضافة محادثات سلام بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

اعلان

وجاء المقترح بعد مشوار طويل في مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والسودان، حتى اقتنعت عاصمة "اللاءات الثلاث" بتغيير موقفها. وتتحدث تقارير عن خشية إسرائيل الآن من أن يؤثر الصراع في السودان على مسار التطبيع بين الجانبين.

موارد طبيعية

ويهدد الصراع الاستثمار والإنتاج الزراعي في السودان، الذي يمتلك أراضي شاسعة صالحة للزراعة تمكنه من القيام بدور حيوي في دعم الأمن الغذائي المحلي والعربي.

وبينما يعاني ملايين السودانيين من انعدام الأمن الغذائي، في 11 ولاية، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمية، يملك السودان ثروة زراعية تقدر بنحو 170 مليون فدان صالحة للزراعة تمثل قرابة نصف الأراضي الزراعية في العالم العربي.

ويتصدر السودان قائمة الدول الإفريقية في المساحة الصالحة للزراعة، بما يمثل ثلث مساحته، إذ كان يطمح أن يكون حاضنًا للاستثمار الزراعي في المنطقة وفي إنتاج سلع أساسية كالحبوب والبذور الزيتية واللحوم الألبان مما يمكنه من الاكتفاء الذاتي والنهوض اقتصاديًا، لكن الاشتباكات العسكرية أضعفت تلك الطموحات.

اعلان

ويعد السودان مصدرًا أساسيًا للحوم لكثير من الدول الإفريقية والعربية، حيث يمتلك أكثر من 100 مليون رأس من الماشية، لكن رغم تلك الثروات فإن السودان سيحتاج إلى استيراد 3 ملايين ونصف مليون طن من القمح هذا العام، بعد انخفاض إنتاجه من القمح 30%، بعد تحول المزارعين إلى زراعات أخرى وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة.

ASHRAF SHAZLY/AFP or licensors
الأراضي الزراعية في السودانASHRAF SHAZLY/AFP or licensors

ويتصدر السودان قائمة الدول التي تمتلك أراضي زراعية غير مستغلة بمساحات تبلغ نحو 80 مليون فدان، إذ يتصدر السودان الدول التي لا تستغل مواردها الطبيعية بكفاءة.

إضافة لكل ما سبق، يعد الصمغ العربي مكونا أساسيا في أغلب المنتجات الحديثة، لا سيما الأدوية والمشروبات الغازية والحلوى، وحتى مستحضرات التجميل، وهو مطلب أساسي لدى شركات عالمية وأصحاب علامات تجارية كبرى مثل "كوكا كولا" و "بيبسي" وغيرهما.

ويعتمد 70% من إمدادات العالم من الصبغ العربي على أشجار الأكاسيا في منطقة الساحل، و100% من الصمغ الأعلى جودة مصدره الحصري السودان وجنوبه وتشاد، الأمر الذي دفع بالولايات المتحدة الأميركية إلى استثناء هذه المادة من العقوبات التي تفرضها على السودان منذ تسيعينيات القرن الماضي.

اعلان

وتواجه دول وشركات متعددة الجنسيات تهديدات كبرى منذ اندلاع القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يوم 15 أبريل/ نيسان الجاري، بسبب قطع إمدادات الصمغ العربي، وسط توقعات بنفاد مخزونه في مدة لن تتجاوز الـ6 أشهر.

تداعيات على الدول المحيطة

يُشارك السودان، وهو ثالث أكبر دولة في إفريقيا، مياه نهر النيل مع مصر وإثيوبيا، اللتين تعتمدان على المياه في مجالات الزراعة والطاقة.

كما يحد السودان خمس دول أخرى هي ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا وجنوب السودان، التي انفصلت عام 2011 واستحوذت على 75% من موارد الخرطوم النفطية. وجميع هذه الدول تقريبًا غارقة في صراعات داخلية.

من هنا، قال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية: "ما يحدث في السودان لن يبقى في السودان".

اعلان

وأضاف: "يبدو أن تشاد وجنوب السودان معرضان على الفور لخطر التداعيات المحتملة. لكن كلما طال أمد القتال كلما زاد احتمال حدوث تدخل خارجي كبير".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

سودانيون يواجهون التحديات بعد الفرار من النزاع إلى مصر

الطرفان المتحاربان في الخرطوم يتأخران في تنفيذ تعهداتهما بشأن القواعد الانسانية

آثار نادرة تسرق من المتحف الوطني في السودان والجماعات المسلحة في دائرة الاتهام