أوضحت الملكة رانيا أن "هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي توجد فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية والعالم لا يدعو حتى إلى وقف إطلاق النار".
اتهمت الملكة رانيا، ملكة الأردن، الزعماء الغربيين باتباع "معايير مزدوجة صارخة لفشلهم في إدانة مقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت القصف الإسرائيلي في غزة".
وقالت الملكة رانيا في مقابلة مع الصحفية المعروفة كريستيان أمانبور على قناة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية: "إن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من رد فعل العالم على هذه الكارثة التي تتكشف. في الأسبوعين الماضيين، شهدنا معايير مزدوجة صارخة في العالم".
وأضافت: "عندما حدث ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وقف العالم على الفور وبشكل لا لبس فيه إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وأدان الهجوم الذي وقع. لكن ما نشهده في الأسبوعين الماضيين، نشهد صمتًا في العالم".
معاناة إنسانية
وقالت "استشهد 6 آلاف مدني حتى الآن، 2400 طفل، كيف يمكن اعتبار ذلك دفاعًا عن النفس؟ نرى مجازر على نطاق واسع باستخدام أسلحة عالية الدقة. لذا وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، رأينا القصف العشوائي على غزة. تمت إبادة عائلات بأكملها، وتسوية أحياء سكنية بالأرض، واستهداف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والعاملين في المجال الطبي والصحفيين وعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة. كيف يعتبر هذا دفاعًا عن النفس؟".
وأوضحت الملكة رانيا أن "هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي توجد فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية والعالم لا يدعو حتى إلى وقف إطلاق النار".
وتابعت: "لذا فإن الصمت يصم الآذان - وبالنسبة للكثيرين في منطقتنا، فإنه يجعل العالم الغربي متواطئًا" أزاء ما يحدث. وقالت: "هل يتم إخبارنا بأنه من الخطأ قتل عائلة بأكملها بالرصاص، ولكن من المقبول قصفهم حتى الموت، يوجد معايير مزدوجة صارخة هنا، والأمر صادم للعالم العربي".
"نظام فصل عنصري"
وفي الحديث عما يعانيه الشعب الفلسطيني، قالت: "هناك أكثر من 500 حاجز تفتيش منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية"، مشددة على أن إسرائيل تنتهك ما لا يقل عن 30 قرارًا أمميًا تطالبها وحدها بالعمل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان.\
وأشارت إلى أن إسرائيل تم تصنيفها على أنها "نظام فصل عنصري" من قبل منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية.
واعتبرت أن حلفاء إسرائيل لا يقدمون خدمة لها عبر تقديم الدعم الأعمى لها، "إن تعجيل وتوسيع نطاق توفير الأسلحة الفتاكة لإسرائيل لن يؤدي إلا إلى توسّع هذا الصراع. ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة وتعميقها".
كما تحدثت عن قمع مظاهر التضامن مع الفلسطينيين في الديمقراطيات الغربية، مشيرة إلى أنه "عندما يحتشد الناس لدعم إسرائيل فإنهم يمارسون حقهم في التجمع. لكن عندما يجتمعون من أجل فلسطين يعتبرون متعاطفين مع الإرهابيين أو معادين للسامية".
وقالت "حرية التعبير هي قيمة عالمية إلا عندما تذكر فلسطين".