باشرت وزارة الداخلية السورية تحقيقاتها في حادثة تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، نُسب إلى أحد أبناء منطقة جرمانا في ريف دمشق، وأثار موجة غضب واسعة أمس، ترافقت مع مظاهر عنف وتوتر طائفي في بعض المناطق.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان صدر الثلاثاء، أنها تتابع الملف عن كثب، مؤكدة التزامها بحماية المقدسات ومحاسبة المسيئين بكل حزم.
وأكدت الوزارة أن التسجيل الصوتي المتداول لا يعود إلى الشخص الذي وُجهت إليه الاتهامات، مشيرةً إلى أن "الجهات المختصة تواصل تحقيقاتها المكثفة لتحديد هوية صاحب التسجيل الحقيقي، تمهيدًا لإحالته إلى القضاء لينال العقوبة الرادعة وفق القوانين المعمول بها".
كما عبرت الوزارة عن شكرها للمواطنين "على مشاعرهم الصادقة وغيرتهم الدينية"، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى أي أعمال فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن أو التعرض للأرواح والممتلكات.
ولفتت إلى أن الدولة تقوم بدورها الكامل في حماية المقدسات، محذرة من أن أي تجاوز للقانون سيواجه بإجراءات صارمة لضمان حفظ الأمن والاستقرار.
نفي قاطع لصحة التسجيل
نُسب التسجيل الصوتي الذي تمّ تداوله إلى الشيخ مروان كيوان، أحد أبناء طائفة الدروز، غير أنه نفى بشكل قاطع أي علاقة له به.
وفي مقطع فيديو مصور، قال كيوان: "لم أنطق بهذه العبارات، وما حدث هو فعل شخص شرير يسعى لإشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري، وأرفض تمامًا ما نُسب إليّ".
توتر طائفي
تسببت هذه الحادثة أمس بتوترات خطيرة، إذ اندلعت اشتباكات مسلحة في منطقة جرمانا جنوب شرق دمشق بين مجموعات محلية، على خلفية اتهامات متبادلة بشأن التسجيل المسيء، ما أسفر عن مقتل شخصين، بحسب ما أوردته وسائل إعلام سورية.
وامتدت تداعيات الغضب إلى مدينة حمص، حيث شهد السكن الجامعي توترًا طائفيًا تصاعد خلال ساعات، وفق شهادات حصلت عليها "يورونيوز".
وبحسب الشهود، بدأ الأمر بتجمعات لطلاب أطلقوا هتافات طائفية ضد زملائهم من محافظة السويداء. ومع تصاعد التوتر، تعرض عدد من الطلاب لاعتداءات شملت الضرب والطعن، وإطلاق النار في الهواء وعلى أبواب الغرف الجامعية، وسط تهديدات صريحة باستهداف الطلاب المنتمين للأقليات.
وأكد الشهود أن الطلاب المعتدين منعوا آخرين من مغادرة غرفهم أو الوصول إلى الحمامات، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتنجح في احتواء التوتر الذي كاد يتطور إلى مواجهات دامية في باحة السكن الجامعي.