انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية في غضون سبتمبر/ أيلول المقبل، واصفاً كلام تصريح بأن "لا ثقل له وكلماته لا وزن لها".
وفي حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب عن ماكرون: "إنه رجل طيب جدًا. أنا معجب به، لكن هذا الكلام لا قيمة له".
وانتقد ترامب بشدّة ما وصفها بانسحاب حماس من المفاوضات في الدوحة لوقف حرب غزة، معتبراً أن "حماس لا تريد حقا التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً: "أعتقد أن حماس ستتم ملاحقتها".
وتابع قائلاً: "لقد انسحبنا من مفاوضات غزة وهذا أمر مؤسف فحماس لم تهتم بإبرام أي صفقة ولا بد من القضاء على حماس"، مشدداً على أن "حماس تعرف ماذا سيحصل بعد استعادة كل الرهائن ولهذا لا تريد التوصل لاتفاق، سيتعين أن يكون هناك قتال وقضاء على حماس".
ولفت إلى أنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
إعلان فرنسي
أعلن ماكرون، الخميس، أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، معربًا عن أمله في أن تُسهم هذه الخطوة في تعزيز فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
انتقدت إسرائيل والولايات المتحدة الإعلان الفرنسي حيث وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "يكافئ الإرهاب" بينما اعتبره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنه "قرار متهور". ورحبت حماس والسعودية وعدة دول بالإعلان.
ضغوط في بريطانيا وتهمّل ألماني
أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يواجه ضغوطًا من كبار أعضاء حكومته وماكرون للاعتراف الفوري بفلسطين كدولة ذات سيادة، وذلك بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال ستارمر إنه سيعقد محادثات طارئة مع فرنسا وألمانيا حول غزة، معرباً عن إدانته "المعاناة والجوع"، ومؤكدا أنه "لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما".
أما ألمانيا فقد أعلنت، الجمعة، أنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب، مشيرة إلى أن أولوية برلين الآن تتجه لإحراز "تقدم طال انتظاره" نحو حل الدولتين، بحسب بيان للحكومة.
تعثّر المفاوضات
وفي الدوحة، توقفت عجلة المحادثات للتوصل إلى حل لوقف إطلاق النار في غزة بعد إعلان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقه للتفاوض معتبراً أن رد حماس على المقترح الأخير "يُظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار".
عبرت حماس عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، وأكدت في بيان "حرصها على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يُساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".
بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصدر سياسي قوله إن عودة الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب "لا تعني انهيار المفاوضات أو فشلها"، مضيفا: "سنعود إلى قطر عندما يكون هناك تقدم ملموس".
أزمة إنسانية متصاعدة
في غزة، أعلنت وزارة الصحة، الجمعة، عن تسجيل 9 وفيات جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا منذ بداية الأزمة إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلًا.
ودقّت 109 منظمات إغاثة ناقوس الخطر، من بينها منظمتَي "أنقذوا الأطفال" و"أطباء بلا حدود"، مؤكدة أن غزة تسجّل معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، نتيجة السيطرة الإسرائيلية على دخول الغذاء والمساعدات، ما أدى إلى نقص كارثي في الإمدادات.
انتقادات دولية لإسرائيل
صرّح مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المجاعة في غزة هي نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية. أما برنامج الأغذية العالمي، فأعلن أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يجد طعامًا لأيام، مؤكدًا أن "المساعدات الغذائية وحدها قادرة على وقف المجاعة".
أدان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الحكومة الإسرائيلية بسبب ما وصفه بفشلها في منع الكارثة الإنسانية في غزة، واتهمها بانتهاك القانون الدولي عبر منع تسليم المساعدات المموّلة من كندا.
بينما شدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الجمعة على ضرورة السماح العاجل بوصول المساعدات إلى غزة، واصفًا الوضع بـ"الكارثة الإنسانية".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني في روما أنه لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة في قطاع غزة، لكنه رفض في الوقت نفسه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، كما ستفعل فرنسا.
وأوضح تاياني أن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم في الوقت نفسه الذي يعترفون فيه بدولة إسرائيل"، مثيرا انتقادات من المعارضة.