إعتبر المفوّض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، أن استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات "غير فعّال في ظل الكارثة الإنسانية المتصاعدة".
أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يوم السبت، محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، تناولت تطورات الوضع الإنساني في قطاع غزة، وجهود لندن لتقديم المساعدات العاجلة، وفق بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية.
وأشار البيان إلى أن ستارمر استعرض خلال الاتصال خطط بلاده "للتعاون مع شركاء مثل الأردن من أجل تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الغذائية، بالإضافة إلى إجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة خارج القطاع".
واتفق القادة الثلاثة على أن الأوضاع في غزة "مروّعة"، وأكدوا ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار كخطوة تمهيدية نحو تحقيق سلام دائم، وفق ما ورد في البيان.
وأضاف داونينغ ستريت أن ستارمر وماكرون وميرتس ناقشوا وضع "خطة قوية تتيح تحويل الهدنة المنشودة إلى تسوية طويلة الأمد تضمن الأمن والاستقرار"، وأعربوا عن نيتهم العمل مع أطراف إقليمية ودولية لدفع هذه الخطة قدمًا بمجرد اكتمال صياغتها.
تأتي هذه المشاورات بعد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، من تجاهل المجتمع الدولي للمجاعة المتفاقمة في غزة، واصفًا الوضع بأنه "أزمة أخلاقية تهز الضمير الإنساني".
وفي السياق نفسه، اعتبر المفوّض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، أن استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات "غير فعّال في ظل الكارثة الإنسانية المتصاعدة"، محذرًا من أن هذه العمليات "مكلفة، محدودة التأثير، وقد تشكل خطرًا على حياة المدنيين الجائعين".
وشدد لازاريني على أن المجاعة المتفاقمة في غزة "نتيجة مباشرة للسياسات البشرية"، مشيرًا إلى أن "حل هذه الأزمة يتطلب إرادة سياسية حقيقية".
وقُتل أكثر من 11 فلسطينيًا، بينهم أطفال، جوعًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في قطاع غزة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة التابعة للسلطة في غزة، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية إلى 127 حالة، من بينها 85 طفلًا.
وفيما وصف مقرر الأمم المتحدة الخاص بالحق في الغذاء الوضع بـ"الكارثة الإنسانية المتعمّدة"، وطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "مقتلة جماعية" وشيكة قد تطال 100 ألف طفل خلال أيام، في حال عدم إدخال حليب الأطفال بشكل عاجل.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية وخدمات الإسعاف في غزة، السبت، بأن ما لا يقل عن 30 شخصًا قُتلوا خلال الليل جراء غارات جوية إسرائيلية وإطلاق نار، مشيرة إلى أن من بين القتلى مدنيين كانوا بانتظار استلام مساعدات إنسانية.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي قرر السماح للدول الأجنبية بإعادة استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة بدءًا من يوم أمس الجمعة، وفق ما نقلته عن مصدر عسكري رفيع.
ونقل المصدر نفسه قوله: "عندما تريد الأمم المتحدة، فهي قادرة على التحرك. بعد الانتقادات الأخيرة، بدأت فجأة بإدخال مئات الشاحنات، رغم ادعائها سابقًا أنها عاجزة عن ذلك". وأضاف أن "جميع التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي تؤكد عدم وجود تغيير يُذكر في كمية الغذاء التي تدخل إلى غزة خلال الأسابيع الماضية، وما يحدث هو حملة منظمة من قبل حماس في سياق مفاوضاتها".
وأشار المصدر العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي وجّه طلبًا مباشرًا لكل من الإمارات والأردن لإعادة تفعيل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، كما كان الحال في مراحل سابقة من الحرب، معربًا عن أمله في أن تقود الأردن الطلعات الأولى.
ووفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية واطلعت عليها "بوليتيكو" و"جيروزاليم بوست"، فإن "الجيش الإسرائيلي يرى أن حماس تستخدم ورقة الجوع كوسيلة ضغط تفاوضية، وليس لأن الوضع الغذائي بات أكثر خطورة مما كان عليه في مراحل سابقة من الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا".
وأقر الجيش، رغم ذلك، بأن الأمن الغذائي في غزة يمرّ بمرحلة "حساسة وخطيرة"، مؤكدًا أنه يعمل "بجدّ" للحفاظ على التوازن بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية. كما أشار إلى أنه يحاول حاليًا إقناع الأمم المتحدة وجهات الإغاثة الدولية بإرسال نحو 900 شاحنة مساعدات إلى نقاط التوزيع داخل غزة، مؤكداً أن الشاحنات موجودة بالفعل في الجانب الغزي من الحدود، وتمت الموافقة عليها من قِبل الجيش الإسرائيلي.