يشهد سباق طواف إسبانيا (لا فويلتا) للدراجات الهوائية، أحد أبرز ثلاث مسابقات عالمية في هذه الرياضة، توترات غير مسبوقة بعدما تزايدت الاحتجاجات على مشاركة فريق إسرائيل-بريميير تك، على وقع الحرب الإسرائيلية على غزة التي أسفرت عن عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين، وتسببت بمجاعة تتفاقم يومًا بعد يوم.
الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، التي رفع ناشطون خلالها لافتات وأعلامًا فلسطينية، تواصلت على مدار مراحل السباق. ففي المرحلة الحادية عشرة الأربعاء، تم تقصير المسار دون الإعلان عن فائز بعد تعطيل خط النهاية من قبل متظاهرين مناهضين لإسرائيل.
وقبل ذلك بيوم، شهد السباق حادثًا خطيرًا بعدما اندفع محتجون إلى الطريق، ما تسبب بسقوط أحد الدراجين وسط عجز الشرطة عن منعهم.
هذه الحوادث لم تقتصر على إسبانيا، إذ طاولت أيضًا طواف إيطاليا (جيرو دي إيطاليا) وطواف فرنسا (تور دو فرانس) في العام نفسه، ما ضاعف الضغط على منظمي الطواف الإسباني "أونيبوبليك"، الذين يترقبون مزيدًا من التحركات الاحتجاجية خلال المراحل المقبلة.
الخارجية الإسبانية تؤيد انسحاب الفريق الإسرائيلي
أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، دعمه الواضح لانسحاب الفريق الإسرائيلي من السباق، قائلاً عبر إذاعة راديو ناثيونال دي إسبانيا (RNE): "أتفهم تلك الدعوات وبالتأكيد سأكون مؤيدًا لها". لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القرار ليس من اختصاص الحكومة الإسبانية بل من مسؤولية الاتحاد الدولي للدراجات (UCI).
وأوضح: "لا يمكننا الاستمرار في الحفاظ على علاقة طبيعية مع إسرائيل وكأن شيئًا لا يحدث. علينا أن نبعث برسالة واضحة: أوروبا لا يمكن أن تقيم شراكة مع إسرائيل إلا عندما تُحترم حقوق الإنسان".
موقف الفريق الإسرائيلي وتصاعد الضغوط
رغم تصاعد الانتقادات واستمرار المظاهرات المناهضة لإسرائيل، أعلن فريق إسرائيل-بريميير تك تمسكه بالمشاركة. وقال متحدث باسمه: "الفريق محترف وملتزم بالاستمرار في طواف إسبانيا. أي مسار آخر سيشكل سابقة خطيرة على رياضة الدراجات بأكملها".
وأضاف أن الفريق يحترم حق التظاهر "طالما كانت الاحتجاجات سلمية ولا تهدد سلامة الدراجين".
هذا وقد خضع الفريق لإجراءات أمنية مشددة طوال الموسم، كما رافقته شرطة مكافحة الشغب في إقليم الباسك خلال المرحلة 11 بعد تعطيل خط النهاية.
ويُذكر أن إسبانيا، التي يقود حكومتها بيدرو سانشيز، كانت من أوائل الدول الأوروبية التي اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 60 ألفًا، بينهم آلاف الأطفال. كما أكدت تقارير أممية حديثة إصابة أكثر من 21 ألف طفل بإعاقات، وسط تحذيرات من مجاعة حقيقية في القطاع.