وجّه الكرملين انتقادات حادة للدول الأوروبية، متهماً إياها بـ"عرقلة" أي تسوية للنزاع في أوكرانيا.
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، من أن أي قوات غربية تنتشر في أوكرانيا ستكون هدفا "مشروعا" للجيش الروسي.
وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي: "إذا انتشرت قوات أيا كانت هناك، وخصوصا الآن فيما تجري معارك، سننطلق من مبدأ أنها ستكون أهدافا مشروعة" للجيش الروسي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أنّه سيتحدّث قريباً مع بوتين، بعد سلسلة محادثات أجراها عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين.
وجاء تصريح ترامب خلال عشاء جمعه بكبار مسؤولي شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، حيث قال رداً على سؤال بشأن اتصاله المرتقب مع بوتين: "نعم، سأتحدّث إليه".
من جانبه، أكد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّ ترتيب هذه المحادثة يمكن أن يتم سريعاً إذا اقتضت الحاجة، وفق ما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.
الكرملين: الأوروبيين يعرقلون الحلّ
في موازاة ذلك، وجّه الكرملين انتقادات حادة للدول الأوروبية، متهماً إياها بـ"عرقلة" أي تسوية للنزاع في أوكرانيا. ونقلت صحيفة "إزفستيا" الروسية عن بيسكوف قوله إنّ الأوروبيين "لا يساهمون في التسوية بل يواصلون محاولاتهم لتحويل أوكرانيا إلى مركز لكل ما هو معادٍ لروسيا".
وأضاف بيسكوف في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" أنّ الغرب "لا يستطيع" تقديم ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا، متسائلاً: "هل يمكن لوحدات عسكرية أجنبية، وخصوصاً أوروبية وأميركية، أن توفّر الأمن لأوكرانيا؟ قطعاً لا، فهي غير قادرة على ذلك"، مشدداً على أنّ مثل هذا الخيار "لا يمكن أن يشكّل ضماناً أمنياً مقبولاً بالنسبة إلى روسيا".
قمة "تحالف الراغبين"
شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم أمس الخميس 4 أيلول/سبتمبر اجتماع "تحالف الراغبين" بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين، لبحث سبل تثبيت الضمانات الأمنية لكييف في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.
وأعلن ماكرون أنّ 26 دولة أبدت استعدادها لنشر قوات برية وبحرية وجوية في أوكرانيا بعد أي تسوية، مؤكداً أنّ الالتزامات تشمل إعادة بناء الجيش الأوكراني وتزويده بالسلاح والتدريب. كما اتفق الحاضرون على تشديد العقوبات على روسيا وعلى الصين لدورها في دعمها.
زيلينسكي ينتقد موسكو ويترقب الموقف الأميركي
دعا الرئيس الأوكراني إلى صيغة جديدة لحماية الأجواء، مشيراً إلى أن نجاحها مرتبط بالموقف الأميركي. وأكد أنّ واشنطن أبدت استعداداً لدعم طويل الأمد يعزز قوة الجيش الأوكراني.
في المقابل، رفض عرض موسكو لعقد لقاء في العاصمة الروسية، معتبراً أنّه دليل إضافي على غياب نية حقيقية للسلام لدى الكرملين. كما انتقد استمرار بعض الدول الأوروبية في شراء النفط الروسي، بينما شدد على ضرورة زيادة الضغط السياسي والاقتصادي على روسيا.
انخراط أميركي في النقاشات
وبعد المداولات، أجرى ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتصالًا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يُحضَّر لاجتماع آخر في البيت الأبيض مع زيلينسكي.
وفي ختام اجتماع "تحالف الراغبين" الذي ضم 35 زعيمًا، شدد القادة على أن روسيا تطيل أمد المفاوضات والحرب معًا، ما يستوجب تصعيد الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا.