أبرزت "نيويورك تايمز" أن بعض الأصوات الأوروبية بدأت تدعو لتفعيل المادة الخامسة من معاهدة الناتو ردًا على "الهجمات الهجينة"، رغم الغموض حول النتائج المحتملة لمثل هذا القرار.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تحليق طائرات مسيّرة روسية داخل بولندا هذا الأسبوع أثار غضبًا واسعًا في أوروبا وتحذيرات صارمة بشأن خرق المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، من دون أن يقابله رد عسكري مباشر من الحلف الذي يسعى لتجنب مواجهة مع جارٍ نووي.
استفزازات "الحرب الهجينة"
بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين، فقد اتُهمت موسكو أيضًا بتعطيل نظام الملاحة على متن طائرة كانت تقل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في إطار ما وُصف بتكثيف عمليات التشويش الروسية.
هذه الحوادث، التي كادت أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، تندرج ضمن ما يُعرف بـ"الحرب الهجينة" أو "منطقة الظل".
جدل داخل الناتو والاتحاد الأوروبي
أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هذه الحوادث غذّت نقاشًا بين الدبلوماسيين والعسكريين الأوروبيين حول ضرورة فرض عقوبات أشد على موسكو، في وقت يحاول فيه الحلف والاتحاد الأوروبي تحقيق توازن بين الردع وعدم الانزلاق إلى صراع مباشر.
ووفق تقارير أمنية استشهدت بها الصحيفة، ارتفعت "عمليات التخريب" الروسية في أوروبا إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2023 و2024.
أصوات تدعو للتصعيد
نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي قوله في مؤتمر أمني ببراغ: "روسيا تخوض حربًا هجينة معلنة ضد الغرب منذ فترة طويلة، وهم يعتبرون أنفسهم في حالة حرب معنا".
المادة الخامسة بين الجدل والتردد
أبرزت "نيويورك تايمز" أن بعض الأصوات الأوروبية بدأت تدعو لتفعيل المادة الخامسة من معاهدة الناتو ردًا على "الهجمات الهجينة"، رغم الغموض حول النتائج المحتملة لمثل هذا القرار.
أما الأمين العام للناتو مارك روته، فقال إن الرد سيكون "مدمّرًا"، لكنه امتنع عن تحديد الخطوط الحمراء.
تداعيات إقليمية ودولية
بحسب التقرير، فإن حادثة الطائرات المسيّرة في بولندا، التي شملت ما لا يقل عن 19 طائرة بدائية، لم تؤد إلى سقوط ضحايا لكنها عطّلت الرحلات التجارية وأثارت القلق في شرق أوروبا.
وقد استدعى الحلف المادة الرابعة من ميثاقه لعقد مشاورات عاجلة.
الردود الاقتصادية والسياسية
أضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إعداد حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، هي التاسعة عشرة، كما تبحث المفوضية في استخدام العوائد من الأصول الروسية المجمّدة - المقدّرة بـ224 مليار دولار - لدعم أوكرانيا.
بين الحرب الباردة والرمادية
نقلت "نيويورك تايمز" عن وزير الدفاع السويدي بال جونسون قوله: "لسنا في حالة حرب ولا في سلام.. روسيا تعمل في المنطقة الرمادية بين السلام البارد والحرب الباردة".