استنكرت فنزويلا، السبت، احتجاز سفينة حربية أمريكية قارب صيد فنزويلياً لمدة 8 ساعات في مياه منطقتها الاقتصادية الخالصة، فيما تقوم القوات الأمريكية بدوريات في منطقة البحر الكاريبي بوصفها جزءاً من عملية لمكافحة المخدرات.
اعلان
وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية، في بيان، إن السفينة "كارمن روزا" التي كان على متنها تسعة صيادين احتجزتها "بشكل غير قانوني وعدائي"، الجمعة، المدمرة الأمريكية "جيسن دونهام".
حادث غير قانوني
وأثناء تلاوة بيان يوم السبت، قال وزير الخارجية إيفان جيل للصحفيين إن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية "صعدت بشكل غير قانوني وعدائي إلى قارب صيد التونة الفنزويلي" وأن 18 فردًا مسلحًا بقوا على متنه لمدة ثماني ساعات، مما حال دون التواصل وأنشطة الصيادين الاعتيادية، ثم أُطلق سراحهم تحت حراسة البحرية الفنزويلية.
وقال جيل خلال عرض صور للحادث، إن قارب الصيد كان مرخصًا له من وزارة الثروة السمكية للقيام بعمله.
إلى جانب البيان، وزعت وزارة الخارجية الفنزويلية مقطع فيديو قصيرًا، التقطه، وفقًا للوزارة، صيادون فنزويليون. ويُزعم في الفيديو أنه يظهر جزءًا من قارب الصيد وأفراد من البحرية الأمريكية والسفينة الحربية الأمريكية.
وقال جيل: "إن من يصدرون الأوامر بتنفيذ مثل هذه الاستفزازات يسعون إلى افتعال حادث يبرر تصعيدًا عسكريًا في منطقة البحر الكاريبي"، مضيفًا أن الهدف هو "الاستمرار في سياستهم الفاشلة" لتغيير النظام في فنزويلا.
وأضاف جيل أن الحادث "غير قانوني" و"غير شرعي"، وحذّر من أن فنزويلا ستدافع عن سيادتها ضد أي "استفزاز".
تصاعد التوتر
وتأتي شكوى وزير الخارجية الفنزويلي بعد أيام من تصريح ترامب بأن بلاده هاجمت سفينة محملة بالمخدرات وقتلت 11 شخصًا على متنها. صرح ترامب بأن السفينة انطلقت من فنزويلا وعلى متنها أعضاء من عصابة "ترين دي أراغوا"، لكن إدارته لم تقدم أي دليل يدعم هذا الادعاء.
تصاعدت التوترات بين البلدين بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس/ آب بنشر سفن حربية في
منطقة البحر الكاريبي، قبالة سواحل فنزويلا، مشيرًا إلى مكافحة عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.
اتهمت فنزويلا الولايات المتحدة بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء. ووصف وزير داخلية فنزويلا، ديوسدادو كابيلو، رواية واشنطن بأنها "كذبة كبيرة"، وأشار إلى أنه وفقًا لتحقيقات الحكومة الفنزويلية، قد يكون الحادث مرتبطًا باختفاء بعض الأفراد في منطقة ساحلية من البلاد لا تربطهم أي صلة بتجارة المخدرات.
اتهمت إدارة ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادة كارتل لإغراق الولايات المتحدة بالمخدرات، وضاعفت مكافأة القبض عليه من 25 مليون دولار إلى 50 مليون دولار.
ولم تُبدِ الحكومة الأمريكية أي إشارة إلى أنها تخطط لشن عملية برية بمشاركة أكثر من 4000 جندي منتشرين في المنطقة.
مع ذلك، دعت الحكومة الفنزويلية مواطنيها إلى الانضمام إلى "المتطوعين المسلحين" لدعم قواتها الأمنية في حال وقوع أي غزو محتمل، وحثتهم يوم السبت على التوجه إلى الثكنات العسكرية لتلقي التدريبات.
مقاتلات أمريكية تهبط في بورتوريكو
شوهدت خمس طائرات أمريكية من طراز إف 35 تهبط في بورتوريكو، السبت، بعد أن أمر ترامب الأسبوع الماضي عشرًا من مقاتلات الشبح بالانضمام إلى تعزيزات عسكرية في منطقة البحر الكاريبي لمواجهة عصابات المخدرات، في ظل تصاعد التوترات مع فنزويلا.
وهبطت الطائرات الخمس في قاعدة روزفلت رودز العسكرية السابقة في سيبا، بورتوريكو، وفق وكالة "رويترز". كذلك شوهدت طائرات هليكوبتر أمريكية وطائرات أوسبري، بالإضافة إلى طائرات نقل أمريكية أخرى وأفراد عسكريون، في القاعدة خلال الأيام الأخيرة. وتأتي هذه التطورات بعد زيارة مفاجئة لبورتوريكو هذا الأسبوع قام بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، برفقة كبير الجنرالات الأمريكيين.
وأفادت مصادر لوكالة "رويترز" الأسبوع الماضي بأن إدارة ترامب أمرت بنشر عشر طائرات مقاتلة من طراز إف 35 في بورتوريكو لتنفيذ عمليات ضد عصابات المخدرات. وعند إعلانه خطة إرسال المزيد من الطائرات إلى المنطقة الأسبوع الماضي، قال ترامب إن الولايات المتحدة لا تتحدث عن تغيير النظام في فنزويلا.